المتصابية الحلوه

171 5 5
                                    

على الشرفة..
كنت عندها لازلت استكشف ذلك المكان المغري الغريب عن ناظري..غريب..لم اره من قبل..بحقي اني لمبدعة حتى في خيالي..لهذا السبب اتصرف بغباء احيانا، عقلي يتوه في الخيال و لا احد منا ينبه الآخر للواقع.. لكن اتعلم ؟ الخيال ممتع حتى لو كنت فقيرا او متيما او حتى فاشلا..الخيال يسقي كل جزء منك بالسعادة و التفاؤل.. اعلم انه سعادة وهمية و ما هي الا للاغبياء لكن ما يهم في الامر كله هو انها سعادة لكنها عابرة مهما طالت ستعي يوما ما بالواقع لذا لا تتعمق في الموضوع و اسرح في خيالك بعيدا عن عبثك مع هذا الواقع العبثي..
وقفت متصدأة على شرفة بيت ليس ببيتي.. حي ليس بحيي.. كان يطل على مكان ما بالأعلى..لكن ما يبقيك متحملا لكل هذا و هو تلك القناعة التي تخلق من العدم في احلامك..رغم ان الشيء ليس بشيئك الا انك تتقبله..باختصار لست انت الشخص الذي مع واقعه.. بل شخص آخر تفرضه عليك ظروف غريبة في الحلم.. منزل ليس بمنزلك لكنه منزلك و انت على دراية بذلك..عائلة أخرى.. أصدقاء آخرون.. حبيب لم تمتلكيه يوما.. حتى وجهك الذي ليس بوجهك ، و كأنه ميلاد آخر لم تتواجدي فيه الا في اللحظة عينها مع ادراكك له، دخلت الغرفة التي كانت أمامي الرؤيا كانت ضبابية كما اتذكرها الا انها في الحلم تكون واضحة رغم اني كنت غير مبالية، فتاة تصغرني بثياب صبيانية و طفولية و قد بدت بشعر كستنائي طويل و مسدول للخلف.. كدمى الأنمي تماما.. لكن ما شدني اليها اكثر و هو اني احسستها شقيقتي..ليست لي اخت في العالم الواقعي لكن هنا حيث يصبح كل شيء ممكنا..كانت جالسة في مقعد قبالة شرفة أخرى الا انه ليس بالمقعد بل الشرفة عينها انما خيل لي ، وقفت محدقة فيها و هي تنظر لي نظرات تكن شيئا من الصدق..نية في المخاطرة و كانها تعلمني بما ستوشك على فعله...
مرت تلك اللحظة كما قبل العاصفة..
قفزت من الشرفة كما لو انها هي الطفلة الحالمة لا انا.. امعقول ما تفعل ؟

-ويحك يا مجنونة !!

لم انتبه الى ان وجدت نفسي ملحقة بها عبر ارتمائي على نفس المكان بعدما اقنعتها ان لا تبرح مكانها شبرا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم انتبه الى ان وجدت نفسي ملحقة بها عبر ارتمائي على نفس المكان بعدما اقنعتها ان لا تبرح مكانها شبرا..هاذي المتصابية قليلة الرزانة ابنت اللذين.. كيف وصلت الى الشرفة المجاورة ؟ صدق من قال ان طاقة هذا الجيل ترعب.. و انا على نفس هذه الوثيرة امسكت بها..تمسكت بي للعودة الى شرفة البيت..لكن فما بعد.. هناك امر مريب يجتاحني قبل القفز و كأنني اندرني لكنني رغم ذلك اندفعت فلقيت نفسي انا و الطفلة اتهاوى اطفو كما لو انني في العرض البطيء مع لحظة صمت و صدمة..
لقد خدلني هذا العالم الافتراضي اللعين.. خانني المكان بعد اندفاعي.. زادت المسافة بين الشرفة التي قفزنا منها و شرفة البيت كما لو ان احدا ما جر الارض ناحيته مكرا..
اننا بعدما وقعنا و نحن على هاوية هذا الاخير و مصيرنا الموت بسقطة..حضنتها بقوة و اخفضت رأسها ناحية صدري فنحن على منحى السقوط لكن استباقا برؤوسنا اي الموت لي لا محاله بينما هي محمية من السقطة بي انا.. اما ادراني بسبب و دافع لهذه المجازفة و عرضة الموت لاجل طفلة ! من هي على اي حال؟ اختي!!
منحى السقوط سرعته تتزايد الجاذبية تشتهينا رادحين قتلى لها..
لكن فجأة..فتحت عيني بعدما اغمضتهما استسلاما اتتوقع اني و جدت نفسي في الجنة او نظيرها ؟
ذلك بعيد عن حلم يا حالم.. كلانا لا نفهم لازلنا تابثين في منحى السقوط منذ استعدادنا للاسوء اي في تأكيد مصيري للتو.. انا و هي لازالت رؤوسنا على شبر من الارض و كأن الجاذبية أبت و اشمأزتنا ..
هناك اصلع اسود ببذلة حارس أمن لشركة او شخصية 'في اي بي' يرمقنا في صمت و كانه هو سبب بقائنا احياءا نرزق لكن ليس بعيدا ان يكون سبب هذا المأزق ايضا..المهم عدنا من رأس الى عقب الى الارض كما تفرضها قوانين الفزياء..و لوهلة تكلم هذا الاصلع بشيء من الرسمية :

-المرجو منك الحضور للاجتماع،السادة بانتظارك.
-اجتماع؟ سادة؟! ما كل هذا الجحيم؟..من انت؟!

التفت لاجد من يتعجب مثلي.. و من غيرها القردة الممسوخة التي لم اجد سوى غبارها.. اختفت ابنت اللذين !! و انا التي كنت احميك يا بلاء العمر.. كاذ يضيع عمري مني يا ابنت الهم وطني و لم افعل له ما فعلته لك يوما..
التفت مجددا باستصغار بعدما رفع شأني فتنرجست قائلة للاصلع رأس الصلب :

- فلتخذني الى هذا الاجتماع .
-لك ذلك..الطريق من هنا.

المكان الذي ضم هذا الاجتماع كان مدخله اقرب الى مدخل اي شركة رواسي و نوافذ و ابواب زجاجية لا يختلف.. الليل كان قد حاك.. دخلت فوجدت السادة الذين تحدث عنهم هذا الحارس و انهم فعلا كانوا في انتظار..
انا لا اذكر اي واحد منهم.. على اي تسلط الضوء على بعضهم ..منهم من كان بنظارات النموذج العملي الوظيفي الذي لا مشكلة له مع الارقام و النصب المتشدق باسم السامية و الاحترام في تقبيل الايدي..
و منهم من بدى عليه نوعا من التمرد بلباس على اهواء نفسيته شاء ان يلبس يلبس شاء ان يخلع فليكن لن يتلقى سوى عبارات المجنون المختل على اي حال..و منهم من بدى عاديا للغاية لدرجة اني لم انتبه..و الاخير من كان لا يردخ حتى لتعاليم الاجتماع و يأبى ان يجلس عند طاولة السادة بل يجلس في الخلف في كراسي الانتظار كمن ينتظر حافلة حي النرجس.. هذا الرجل فور دخولي و هالته لا تعجبني..و هو لا يعجبني في جميع الاحوال.. نموذج الرجل السكير الخزاز الذي اكرهه كره العمى..منذ ان اوشكت على الجلوس عند طاولة الاجتماع و هو يغمغم بعبارات لا اكاد اسمعها ما اعلمه انها تسيء لي.. لا تقل لي انه سوء فهم..
فما عدت احس بنفسي حتى رميت بصندل ابي الذي كنت ارتديه على وجهه.. ابي الذي يلبس واحد و اربعون في قدمه لا تكاد تخلو قدمي من السباحة فيه لاني اعتدت ارتدائه اثناء ذهبي للحمام فوجدته حتى في منامي..فور ما رميت به على وجه هذا السكير.. نموذج سيد نظارة حاول تهدئة الاوضاع لكني كنت متجهمة نحو هذا البدين السكير فتوجهت له بعدائية شديدة و جحمت بعيني فيه بنية من البغض بنبرة عدوان

-ان كنت تود صفعة اخرى بها فهذا نظرك..انا لن اكف...
لم اكملها.. هناك من قاطعني كما لو ان ذاك السكير زر انذار.. إحمر الموقف و بصوت بلغ حده الحدة في نبرته و التعرج المريب بالضحكات المرفقة بشيء من الخبث قائلا كما لو من العدم أنتظر ظهوره :

- جنيت على نفسك يا ابنت...

هنا ابيضت الرؤيا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هنا ابيضت الرؤيا..الآن بامكانك ان تحزر بانها الجنة.

انتهى

كان حلماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن