الحب والقدر

14 0 0
                                    

ﻳﺤﻜﻲ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﺎﺓ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ ﻳﻜﻨﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺘﻬﺪﺓ ﻭﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻭﻧﺎﺟﺤﺔ ﻭﻃﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺊ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻱ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻭﻃﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ، ﻭﻋﺎﺷﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻱ ﺷﺎﺏ ﺍﺑﺪﺍً، ﻋﻠﻲ ﻋﻜﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺒﺐ ﻏﻴﺮﺗﻬﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻣﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ، ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻤﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﻻﺣﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻥ ﻓﺘﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻋﺎﺑﺴﺔ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﺘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻱ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻪ، ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻭﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﺷﺨﺎﺹ ﺟﻴﺪﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻭﺣﻴﺪﻩ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻓﺮﺍﺣﻬﺎ .
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺍﻧﺎ ﺍﻓﻬﻤﻚ ﻭﺍﺷﻌﺮ ﺑﻚ ﺟﻴﺪﺍً، ﻓﺄﻧﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻓﻜﺮ ﺍﻧﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﺑﺪﺍً ﺑﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻴﻬﺎ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، ﻭﺍﺷﻌﺮ ﺍﻧﻨﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺭﺩﺕ ﺍﻟﻲ ﺫﻫﻨﻬﻢ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﺋﻼً : ﻫﻞ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻪ ؟ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﻧﻌﻢ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺍﻥ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ؟ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺣﻤﺎﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ : ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻟﻨﻠﻌﻦ ﺍﻵﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﻼﺋﻨﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﺍﺭﺗﺒﻄﻨﺎ ﻭﻧﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺪﻱ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ﺣﺘﻲ ﻧﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻧﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﻓﻘﻂ .
ﺿﺤﻜﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻴﺒﻪ : ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﺍﻣﺎﻡ ﺯﻣﻴﻼﺗﻲ ﻭﻻ ﺍﺷﻌﺮ ﻣﻌﻬﻦ ﺑﺎﻻﺣﺮﺍﺝ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺿﺤﻚ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻗﺎﺋﻼً : ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻳﻀﺎً ﺍﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻘﺼﺔ ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ، ﺍﺣﺴﺎ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺣﺒﻴﺒﺎﻥ، ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺪﻱ ﺣﺒﻬﻢ ﻭﺗﻔﺎﻫﻤﻬﻢ ﻭﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻌﺎً .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺧﺬﻫﺎ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻭﻻ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺭﺍﺋﻊ، ﻭﻃﻠﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﺮﺍﻓﺎً ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﺳﻬﻤﺎ ﻭﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻑ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺟﻴﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺰﻳﻦ : ﺳﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﻜﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻔﺘﺮﻗﺎ ﻭﺃﺑﺬﻟﻮﺍ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺘﻜﻢ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻭﻣﻀﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ .
ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ ﺣﺘﻲ ﻳﻘﺮﺭﺍ ﻣﻌﺎً ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻼ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﺑﺪﺍً ﻣﻮﻋﺪﺍً ﻭﻳﺨﻠﻔﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﻋﺮﻓﺘﻪ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻱ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻐﻠﻘﺎً ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻲ ﺣﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺷﺎﺏ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﺆﻟﻢ ﺟﺪﺍً ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺸﺊ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﺃﺧﺬ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً .
ﺟﺎﺀﺗﻬﺎ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺎﺻﺎﺑﻊ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﻭﺻﻮﺕ ﻳﺮﺗﺠﻒ، ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﺍﻥ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺂﺧﺮ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ، ﺍﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻔﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ ..

أﺧﺬﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺮﺃﻩ .
(( ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻷﻛﺘﺸﻒ ﻧﺒﻞ ﺃﺧﻼﻗﻚ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﺟﺪ ﻣﺴﻤﻰ ﻟﻤﺎ ﻳﺪﺭ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺗﺠﺎﻫﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻧﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻣﻚ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻧﺬﺍﺭ، ﻟﻘﺪ ﻋﺸﻘﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻚ ﻣﻼﻣﺤﻚ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ، ﺃﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺗﻚ ﻳﻮﻣﻴﺎً ، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺘﻲ ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ، ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺧﺪ ﺃﻥ ﻳُﻨﺴﻴﻨﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻚ ﻭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً .
ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺍﻋﻄﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﺧﺒﺮﻙ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ، ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﻭﺍﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺩﻟﻴﻨﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺑﺤﺒﻚ ﻷﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﻤﺮﻱ)).
ﺳﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ الفتاة.
ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ، ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﻄﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻥ ﺭﻭﺣﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻻﻳﺎﻡ، ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺣﺲ ﺍﻳﻀﺎً ﺑﺤﺒﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻣﺎً ﻻﻭﻻﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻋﺠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻬﺎ .. ﻭﺍﺧﺒﺮﻫﺎ ﺍﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻤﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺒﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺸﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ، ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﻌﻬﺎ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ : ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺣﺒﻚ، ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺃﻥ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻷﻇﻞ ﻣﻌﻚ، ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎً ﻟﻸﺑﺪ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻼﺳﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحب والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن