تعبت

14.4K 377 16
                                    

سطعت اشعة شمس الذهبية وعمت الاجواء وارتفع ضيائها في عنان السماء معلنا عن قدوم يوم جديد
تسللت اشعتها بخجل من بين ستائر المطبخ الراقي بواجهته زجاجية الضخمة ليسقط ضيائها على وجه تلك الملاك الواقفة وسط ذالك المطبخ بثيابها البيضاء بياض وصفاء قلبها وانعكست اشعتها على حبيبات العرق التي تزين جبينها وتشق طريقها الى فمها المكتنز والمبتسم ابتسامة صغيرة باهتة مع لمعة حزن دفين داخل عينيها الفيزوية لا تخفى عن ناضر اليها
كانت تتحرك كالغزل داخل اركان هذا المصبخ تقلي البيض من هنا وتحمص الخبز من هناك وتجهز صينية بكل ما لذ وطاب غلت الحليب واضافت له العسل وهي تبتسم بسعادة اكملت تجهيز الفطور ووضعته بمكانه على صينية الاكل ثم تحركت بخفة فراشة ومن خلفها بعض الخدم صعدت الدرج المأدي الى غرفة الطعام الاساسية دخل هذا القصر وتمشت بهدوء وثبات أخذت الصينية وضعت الفطور الذي كان فيها ترتبه بنضام على المائدة التي امامها وابتسمت باشراق بعد أن انتهت من عملها لتقول بسعادة وود الى تلك المرأة الكبيرة التي تقف بحزم تراقب الخدم وطريقة سير الامور داخل القصر : " صباح الخير خالتي نوس نوس " قالتها اريناس وهي تنضر نحوها بحب
ابتسمت رئيسة الخدم بحنان وحمحمت بحرج وهي تقول بغضب طفولي : " صباح الخير لكي يا قطة واسمي هو سوسن وليس نوس نوس يا مشاكشة "
ابتسمت اريناس وهي تقول بينما تحمل صينية طعام صغيرة كانت محطوطة فوق طاولة امامها وتولي ضهرها لهذه الاخيرة :" أعرف اسمكي جيدا يا امرأة ولكن اعشق تدليلك مثل عمي فواز ام انه حلال عليه وحرام علينا هاا " وغمزت في اخر كلمة قالتها للخدمة التي كانت تقف امامها تحاول وبكل قوة ان تكبت ابتسامتها بصعوبة شديدة

اقتباس

تحركت اريناس بسرعة وخفة وابتسامة عريضة تشق وجهها وقفت أمام الغرفة الاساسية والوحيدة في هذا الطابق الارضي لهذا القصر وقفت لبرهة امام بوابته تطبطب على صدرها لتنتضم دقات قلبها بسبب ركضها رفعت يدها وكورتها على شكل قبضة ودقت الباب الذهبي الضخم بنضام وأدب ثلاث دقات خفيفة ثم فتحته لتدخل راسها وتميله للجانب وهي تقول بلطف ومرح طفولي :" من اشتاق الي"

تقتباس
فتح الباب الغرفة وضرب بقوة حتى ارتد من على الحائط ودخلت منه تلك العاصفة الهوجاء وهي تضيق عينيها العسلية بشر وتقول بصراخ وعدم تصديق " اريناس ايتها لعوب المجنووونة"
صرخت بغضب في اخر جملتها وتقدمت الى الامام وهي تركض نحو اريناس التي توسعت عينيها بهلع واختبأت خلف الرجل الذي كان ينضر الى وجه البركان الذي أمامه بعدم تصديق ضحك ملىء فمه واقتدار عندما سمع صوت تلك القابعة خلفه وهي تقول بخبث طفولي " هل جننت يا امرأة انا لا اعرفك ابتعدي عني ؟"

نظرت لها تلك التي امامها وشرار يتطاير من عينيها وشعر راسها حرفيا كان واقف عن اخره من شدة غضبها : "ماذا فعلتي بوجهي يا مجنونة هااا ماذا فعلتي بي هذه المرة "

بلا ذنبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن