mascot - taegi

| 3 | mascot

ذَلك الجَسدُ يَخرُج مِن مَنزِلهُ ، ابتِسامةٌ مُربَعية لَطيفةٌ ، يَقفُ عِند بَاب مَنزِل جَارِهُ المُستَقِل ، نَبضاتٌ قَلبِه لَيست مُعتَدِلة عَلى الإطلَاق ،
" تَاي مَالذِي يَحدُث مَعك ؟ ، انتَ لَم تَكُن هَكَذا فِي السَابِق "
يُحاوِل تَهدِأة نَفسِه ، رَنَّ الجَرس ، يَتنَهد ، يتَنهَد ، يَتنهَد ...

يُسمعُ صَوتَ البَاب الذِي انفَتحَْ ، انصَدَم الأشقَر وَهو يَنظُر لِجَمال تَاي الذِي يَرتدِي كَنزةٌ سَوداء مَكتُوبٌ عَليها إسمُه ، وبِنطالٌ ابيض ، وَشعرِهُ الفِضي ، والربطةُ التَي عَلى جِبهتِه ، إبتَسم تَاي إبتِسامة مُربعية ادت انهِيار قَلب الآخَر ، " مَرحَباً أنَا جَارُك اللطِيف تَاي "
عَرَف نَفسَهُ بِلطف ، بَينمَا يُونقِي يَبتَسم بِدون أن يَشعُر " يُونقِي، مِين يُونقِي البَارِد "

ابتَسم تَاي لِحقِيقةِ الآخَر فَهُو مُحق إنَهُ بَارِد ، وَلكِنهُ فِي اشدِ مَرَاحِل اللطافة ، مَدَّ تَاي يَدهُ وَقرص وِجنة يُونقِي بِلُطف ، بَينمَا الغيُوم الوردية تَشكلت بِدوائِر عَلى وِجنة يُونقِي ، " انَا افضِل أن تَكون لَطيفٌ مَعِي فَأنَا أُحِب اللَطِفيِن، مِين يُونقِي " قَطَرَة مَطرٍ نَزلت عَلى شَعرِ تَاي ، أُخرى أتت ، أُخرى بَعدَها ، انهَمرت السَماء بُكاءً ، لِيتَبلل تَاي بِالكَامِل ..

سَحب يُونقِي تَاي واقفَل البَاب ، عَانق يُونقِي تَاي بِشدة ، وبدأ بِالبُكاء ، انصَدم تَاي مِن العِناق ولكِنهُ بَادَل العِناق ، " أيُهَا الأحمَق لِماذا لَم تَدخل ، هَل كُنت تُريدُ المَوت " فَصل يُونقِي العِناق وَمسح دُموعهُ بِحركةٍ سَرِيعة ، وَ وِجنَتهُ وَردية وَلَطِيفة بِنظَر الآخَر ، جَلس يُونقِي عَلى الأرِيكة وَوضَع رأسهُ بَين يَديه ، جَلس تَاي بِجَانِبه وَمسد عَلى ظَهرِه  ، رَفع يُونقِي رأسهُ وَوجهه مَلِيئٌ بالدُموع ، جَذَب تاي يُونقِي لِصدرِه لِيبكِي يُونقِي بِشدة ..

" يُونقِي مَابِك ؟ ، لِماذا تَبكِي ؟ " خَرجَت شَهقة مِن ثَغرِ يُونقِي
" تَاي أنَا أكرَهُ المَطر ، كنت طِفلاً ، وطَلبتُ مِن أُمي أن اذهَب لِلحَدِيقة وَرفضت لِسُوء الجَو ، فَحزِنت فَأخبَرتنِي أنها سَوف تَذهب لِلمَاركِت وتشتَري لِي الحَلوى ، امطَرت تِلك الليلة بِشدة وَالرعدُ والصواعِق ، لَقد أُصيبت أُمي بالتشنُج ثُم .. ثُم " قَبلَهُ تَاي عَلى جَبِينه ثَم عَلى أنفِهُ المُحمر مِن شِدة البُكاء

" لَاتَبكِي ، أرجُوك تَوقف " اعَادَهُ تَاي لِحُضنِه بَينما يُمسِد على شَعرِه " ارجُوك تَاي لَاتبقَى فِي المطَر أنَا لا أُريدُ خَسارة أحَدٍ ارجُوك " عَاد تَاي يُقبلهُ مِن وجنَته بَينمَا يَبتَسم " حَسناً أعِدُك "