الجزء الاول

2.1K 48 0
                                    


اسمي خالد فى الخامسة والعشرين من العمر احب الرسم كثيرا واستطيع ان ارسم اى شيء بدقة عالية .الكثير يقول عني انى مبدع وكثيرا ما ابيع لوحاتي للمعارض وبعض الذين يحبون اللوحات الفنية . لكن رغم اعجابهم وانبهارهم بعملي كرسام ارى فى عيونهم الاذدراء من وجهي فانا شاب دميم الوجه ولست وسيما بل ارى واشعر بالسخريه من نظراتهم حتى ولو لم يبدوها لي .
الكل كان يأنف من مصاحبتي وملازمتى الا صديقي محمود فقد كان يحبني كثيرا ويحب السير معي ويشجعنى على الابداع فى الرسم . ويقول لى لا تلتفت الى عيون الناس و لا تجعل احد يأُثر عليك وعلى ابداعك الجمال ليس كل شيء صدقني .كانت كلمات محمود لي تذيد فى اصراري وتحفيزى على المواصلة .
محمود وسيم جدا ورغم ذلك لم يشعرني لحظه بهذا الفارق بين وجوهنا كان متواضع و يحبني جدا لشخصي . ولما لا ونحن من قرية واحدة وتربينا فى كنف واحد . حتى عندما اتيت الى العاصمة واستأجرت سكن فى حي راقي كان معي يلازمنى كظلي . وقال لن اتركك بمفردك . لقد اردت السكن فى العاصمة لكي تكون اعمالي قريبة من المعارض والبيع والشراء . خاصة من اصحاب المستويات المادية المرتفعة .
كنت ارسم لوحاتي فى غرفة العمل التى خصصتها فقط لرسم لوحاتي .
وذات يوم جاء سكان جدد للشقة التى امامنا فقد كانت فارغة منذ وقت كبير .
فقد علمت من نافذة غرفتي التى ارسم بها انها بها سكان جدد فقد كانت تلك النافذة تطل على نافذة الشقة التى امامنا . لم اهتم كثيرا بهم وقمت واغلقت النافذة حتى استطيع الرسم والعمل فقد كانت اصواتهم عالية .
مر اليوم وكان اليوم الثانى واصبح الهدوء يسيطر على الجيران الجدد ففرحت كثيرا وقلت الحمد الله استطيع الرسم الان فى هدوء تام .دخلت وكعادتى فتحت نافذة الغرفة وجلست ارسم بعد مرور الوقت جاء محمود من الخارج ومعه العشاء جلسنا نتناول العشاء واثناء العشاء سمعنا صوت النافذة التى امامنا تفتح وصوت احدى السيدات تتحدث مع ابنتها عن بعض اعمال المنزل . فقلت لمحمود لقد كنت مستريح من صوت الضوضاء قبل سكن الشقة التى امامنا . فنظر لى وقال لا عليك منهم ولا تجعلهم يفسدوا تركيزك .
بعد العشاء سوف نشرب القهوة وقم و واصل عملك .
فقلت له حسنا . تناولنا العشاء وقمت بصناعة القهوة واخذتها ودخلت غرفة العمل وبينما انا اسير فى الغرفة سمعت صوت رقيق جدا ويجذب الانتباه نظرت الى مصدر الصوت فاذا هو ياتى من النافذة التى امامنا . ما هذا ؟ انها فتاة جميلة جدااا لا بل فاتنة جدااااا لم ارى بمثل جمالها .
بسرعة اختبأت لا اعلم لماذا ؟
هل لاني خشيت ان تراني وترى دمامة وجهي ؟
اختبأت وجلست حتى غادرت غرفتها لكن شيء غريب بدأ يدب فى قلبي !
ما هذا ؟ لقد كانت صورتها مثل السهم الذى اخترق قلبي فجعل نبضاته تذداد بسرعة وجعلت عينى شاخصة لا تنسى صورتها . وجلست هكذا حتى دخل على محمود وقال لى ماذا بك؟
فقلت له لقد سكن القمر الى جوارنا واصبح جار لنا . فضحك وقال هل جننت
لم اراك هكذا من قبل ماذا حدث ؟
فقلت له على الفتاة التى تسكن امامنا فضحك وقال الى هذا الحد هى جميلة ؟
فقلت له نعم انها فاتنة جدا . فضحك وقال ولماذا تختبىء هكذا ؟
فقلت له لا اعلم خشيت ان تراني . فنظر لى وقال وما العيب ان تراك انت في بيتك تعمل . فنظرت له وعلمت انه لم يعي ما اقصد .
فقلت له انا لست وسيما مثلك . فقال لى بحدة الرجل ليس بمظهره او جماله لا تفقد ثقتك بنفسك .
جلست اكمل عملي ثم شعرت بالملل فقلت لمحمود هيا بنا نخرج .
فقال الى اين ؟ قلت له الى اى مكان نجلس فيه فقد شعرت بالملل . ارتدينا ملابسنا ونزلنا وجلسنا على احدى الكافتريات . واثناء غيابنا دخلت الفتاة غرفتها ونظرت من النافذة فوجدت لوحاتي انبهرت بها جدا فقد كانت تعشق الرسم كثيرا . وظلت وقت كبير تنظر لهم فى دهشة وانبهار . وتقول يا له من فنان رائع وراقي الاحساس وموهوب جدا . وتملكها الفضول في معرفة من صاحب هذة اللوحات .
وعلى الكافتريا جلست انا و محمود نناقش امر المعرض القادم الذى سوف اعرض فيه لوحاتي فقد اقترب ولم يبقى منه سوى بضعة اشهر .
لكن كان تفكيري مشتت فقد شعر محمود اني لست على ما يرام .
فقال لى انت لست بخير ! ماذا دهاك ؟
فقلت له اه يااا محمود لقد سحرتنى الفتاة بجمالها . فنظر لى وقال كل هذا من نظرة واحدة لها ! فماذا لو وقفت امامها ؟
فقلت له لا لا لن استطيع الوقوف امامها حتى لا ارى سخريتها منى في عينها
انا فقط سانظر لها من بعيد يكفيني هذا . غضب محمود وقال لى لا تقل هذا انت رجل وليس بك عيب والوسامة ليست كل شيء .
فقلت له دعنى يا محمود انا لست وسيما مثلك .
فقال لكنك فنان موهوب ويدك واحساسك مثل الذهب الخالص .
عندها نظرت له وقلت الفتيات تحب الشاب الوسيم يا محمود .
ارجوك اتركنى افعل ما اريد .
ثم قلت له هيا بنا نذهب الى البيت .
ذهبنا الى البيت و استبدلت ملابسي وقلت لمحمود سوف اخذ حمام ساخن وانت اصنع لنا قهوتك الجميلة . دخلت الى الحمام ودخل محمود المطبخ ليصنع القهوة ثم بعد قليل سألني اين فناجنك يا خالد ؟
فقلت له لا اعلم لعله بغرفة اللوحات دخل محمود لكي ياتي بالفنجان الفارغ لكن حدث امر غير متوقع !!
ماذا حدث ؟ وماذا سيحدث ؟
#انتظروني_سيدعبدربه

الفاتنة والدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن