أمطرت ~

اختار القدر ليلة من ليالي الشتاء .. ليلة حالكة السواد ، لوح فيها الحزن بجناحيه ملقيا السلام ..ثم ...أمطرت.
.
قالت -" ملل .."
فقلت - " اجل "
- إني أتساءل .. هل كل نهايات الحروب سلام؟
- أأتحدث بالمنطق؟ أم بأحاسيس تدركين منبعها؟
- لا تتحدثي من الاساس ..ادرك ما ستقولين.
- سلام .. إني أثق.
- حقا..
اخترق الحديث صوت الرياح تدفع اسوار النافذة مقتحمة غرفة الاختان اللتان ابتلعهما الزمن...
-" مطر ! "
- " إلى فوق فوق "
بخطوات متثاقلة نحو السطح ..تجران خيباتهما بابتسامة استقبال .. لقطرات ماء تنزل من فجوة السواد ...
-" هل ورثت حب المطر عنك؟"
- " لقد ورثتي الكثير ..كم تشبهينني !"
- " بشكل غريب "
- " إنك المفضلة "
- " غبية "
- " قرأته ..كان كتابا غبيا "
- " أرأيت !! بشكل مضحك ..لكنني احب بطله "
- " كذلك انا ! ما اسبابك "
- " لأنه يلقن العاشقة درسها ؟ لأن غرابته ممتعة ؟ لأنه حقير !! "
-" تماما !! لقد اضعنا الوقت والشكر لك "
-" العفو "
- " لم نستطع فهم مشاعر البطلان على كل حال "
- " غباء "
- " إنها غزيرة "
-" متى اخر مرة كانت بهذه الغزارة "
- " مدة طويلة"
- " إذن؟"
- " ماذا ينتظر الغد؟ "
- " بمنطق او احاسيس؟ "
-" كلاهما !"
-" لا اعلم "
-" لا بأس ! ..أنا خائفة "
- " كذلك انا "
- " أحقا ؟! لقد كذبت ..وها انت تسايرين كذبي "
-" إني اسايره فقط ..إنني اخاف لوحدي ، لكنك معي ! وأنا معك .. انها الحقيقة التي تطرد من قلبي كل بلورات الخوف التي تتجسد فيه ..حقا تلاشى"
-" معا ..للأبد ...لا نقهر !!"
-" مطلقا ..مثلا في ليلة كهذه ..نطل من نفس النافذة .. البرد شديد ..لكن هل نشعر به ؟"
-" ليس بتلك الدرجة "
-" التي نكون بها بمفردنا" !
-" آه ..أعطيك بعض الوصايا؟"
-" ..."
-" لا تكرهي نفسك ..إفعلي وستعيشين جحيما ! لنكن نحن ..لنواجه ..لن نخسر .. كوني ...-
-" لا يوجد ظلام تام ..لا يوجد ظلام ليس مخترقا ببعض الأنوار! ،، مثلا في هاته السماء الحالكة .. لا نجوم تقبع في طياتها ! لكن ... ركزي ؛ إنها هناك ..صغيرة ..لا ترى ولا تدرك ..لكنها موجودة !"
-" لقد جفت السماء لأيام .. وهاهي تمطر الان ! أليس بعجيب؟ "
-" لا تستطيع ان تستمر بالجفاف ..حتما ستمطر"
-" أجل أجل ..إذن ؟"
-" ماهي رسالة الحياة لنا برأيك؟"
بسخرية ترد -" ماذا سترسل الحياة لي مع اختي الصغيرة آه ؟ بمنطق او احاسيس ؟ "
-" لا نعلم ..."
-" إنها تؤلمنا.. فنكرهها .. لكن لا نتخلى عنها .. ونستمر بحبها ..ونكره حبنا لها ... إننا :....
-" نعيش اسطورتنا الشخصية "
-" الخيميائي "
-" أتمنى ان يقرأه "
-" سيفعل "
-" لقد كنت سعيدة عند شرائه له ..كنت اضحك "
-" سأقرأه أيضا يوما ما"
-" يبث الأمل"
-".......
To be continued..
   2018 'AK' 💞