ليلة رعد ⚡

37 0 0
                                    

• إقتحم سكون الليل وسواد السماء ضوء أبيض شق السماء لنصفين ملقيا على الأم وابنها صوت انفجار بث في قلبيهما الفزع .. •

تركض الام وراء ابنها الذي تفتحت زهرة حياته اليتيمة للتو ليبلغ عمرها خمس سنواتٍ، فأي زهرةٍ هاته فقدت بستانها..لتبقى أمام زهرة اخرى ترمي عنها ظلها،وتسقيها رذاذها... تلك الزهرة العظيمة أُمه.

بين صوت خطوات ركض الام يتأرجح صدى ضحك ابنها الفّار من صراخها : " سوين .. سوين ! تعال هنا"... ، ليقتحم جو الاسرة صوت انقسام السماء ؛ فسكن الرعب قلبيهما ، فإذا بالفتى يطير خوفا ليأوى لحضن أمه ..
> "مالذي أعادك الان ؟ "
يحبس أنفاسه فيخرج من بينهما تقطعات لعبارة سبق وان رددها في كهاته لحظات : " إن السماء غاضبة ".
> " وما ادراك؟"
- "هي تنفجر غضبا ! "
بصوت هادئ بينما تضم صغيرها بقوة الى قلبها .. " ربما هي فقط حزينة "
-" الا تبكي مطرا عند الحزن ؟"
-" كلا، لا يشترط ان يصحب الحزن بكاء.. احيانا غضب واحيانا أخرى تنفجر الغرفة الزجاجية لدينا ! لتفرغ ما بداخلها من الم التقطته"
-" معقد! لم افهم .. أ للسماء قلب يحوي الغرفة الزجاجية؟"
-" بدون شك"

تغرس اشواك المشط داخل شعره لتفرز منها خصلات كما لو سبق ان غمرت بعسل لجمال لونها الذهبي، تلقيها على وجنتيه اللتين كقطع الجليد تشعان بياضا .. ثم تهمس صوتا لا تسمعه الا هي وقلبها الذي بات ارضا قاحلة تنتظر سُقيا يُحيِيها : " ما اشبهك بوالدك ".
.
- " وقت النوم، اقرأي قصتي المفضلة اليوم .. ونامي بجانبي" .
- " اتخاف الرعد؟" .
- " لا اخافه عندما تنامين بجنبي" .
-" اذن انت تخاف" .
-" لقد رأيتك ترتجفين هلعا من قبل وحيدة في ليلة كهاته " .
-" لم اعد اخف من كهاته اشياء !! " .
-" لا تنكرين ذلك.. " .
ترد بانزعاج وسخرية : -" أ يرث الابن عن والده طبيعة ازعاج امرأة معينة؟".

يهتف الصغير بحماس يعلو عينيه بريقا : -" اريد سماع قصتي ! "

___<قلب من زجاج> ___
فتحت الام الصفحات فشرعت تقلبها برفق، مسندة مرفقها الايسر ظهر ابنها، لتقربه الى صدرها فتسمع نبضات قلبه الصغير، وصدى تنفسه الخافت، وتبصر بريق عينيه البريء....

-" كان في زمان ومكان من عالم السعادة والخيال، فتاة وحيدة.. تعيش بعالم أسود ؛ عالم مركب من جزيئات دموعها وعبارات حزنها، وأنين قلبها ،، وهو ما يطلق عليه هناك : الغرفة الزجاجية ! ؛ وهي غرفة صغيرة مركونة في زواية من القلب.. تمتص سلبيات احاسيسنا، وتبعدها عنا... -

-" ثم عند بلوغ حدودها، يأتي الحزن الموعود كرعد ليشقها كما تُشق السماء.. "

-" يبدو انك حفظتها..
ثم تنفجر السلبيات مشكلة عالما اسودا يسجن ويقيد المرأ من جناحي سعادته، فيمسح اثار ابتسماته ليعاني الالم والوحدة..
كانت الصغيرة تلعن كل ثانية من حياتها، كان الوقت لها وحشا يخنقها ويأبى تركها.. فتسرح بخيالها الى صورٍ كاذبة تلهيها عن معاناتها... صور ذكرياتها مع مسبب الرعد في زجاج قلبها.. ؛ كارل؛ توأمها، ثم صديقها ثم اللاشيء! .. هاجر كارل الحياة لكنه لم يهاجر ذاكرة كاترين، بل بنى قلاعه وشيد اسواره لتسكن تفاصيله قلبها وتتجلى في ذاكرتها ..- "

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 13, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أمطرت ~ Where stories live. Discover now