3rd December 08:00ها أنا ذا اجلس وفي يدي كوب قهوه ساخن
احدق في الغيوم التي يميل لونها للسواد
البخار الذي يخرج من كوب القهوه خاصتي
التصق بزجاج النافذه ليفسد على المنظرراقبت قطرات المطر التي تسقط من الغيوم السوداء
التي اصبحت اراها كثيراً هذه الفترهترى متى سوف أصبح حراً مثلها
سمعت بأن للحريه طعماً يشبه العسل
وما أقصده بالحريه ليس النوع الذي يخطر على البال عند سماعك لهذه الكلمهأريد أن أتحرر من مشاعري
وأتخلص من ذلك العبء الثقيل علي
أن أكون راضياً عن كل شيء افعله أن أتوقف عن الاكتراث بما سيقال عني أريد أن أكون نفسي وأري الجميع أني عميق جداً وبعيد عن سطحيتهم المفرطه
أريد أن أتحرر من قفص الكمال الذي أوهم نفسي به
احاول الهرب بإستمرار لكنني فقط لا استطيعاشحت بنظري بعيداً عن أسلحة الدمار الشامل
والتي تدعى السيارات وهي تصطف
عن اشارة المرور الحمراء
يخرج منها غاز مسمم ليلوث جو الارض النقيء
الذي لم يعد كذلكحولت نظري الى الواح الخشب المثبته
على نافذة المقهى لتصبح طاولة صغيره او أقرب إلى رف
لتجلس عنده وتستمتع بكوب قهوتك
الخشب كان خشن ومليء بالخدوش
ليست مستويه تماماً لكن تفي بالغرض وتبدو طبيعيه اكثرحركت اصبعي على حافة الكوب ثم رفعته
ليندفع بخار القهوه الساخن على وجهي
ارتشفت منه ببطىء ليمتلئ جوفي بطعمها المُراعدت الكوب لمكانه على الطاول
نظرت بجانبي لهاتفي كانت شاشته مضيئه
تطبيق الرسائل كان مفتوحاً قرأت أخر رساله وصلتني مجدداًأردت أن القي بهاتفي من النافذه وأصرخ بأعلى صوتي
أردت أن ألقي بكوبي أيضاً لكني أعلم بأن ذلك غير مسموح حتى في مقهاي المفضلأردت فعل ذلك بسبب الرد الذي تلقيته لرسالتي
أو ربما بسبب تجاهل الشخص الذي راسلته..قد يظن البعض بأني مجرد أحمق غاضب بسبب
أن حبيبه لم يرد عليه بعد تلقي رسالته مباشره
لكن هذه الرساله لم تكن مجرد رساله بسيطه
هي بعيده تماماً عن البساطهاحاول ان أمنع دموعي من السقوط على شاشة هاتفي
أن سمحت لها بالنزول ستشكل أنهاراً على خدي
وشلالات داخل كوب قهوتيلأنني انظر إلى الاسفل قليلاً
لاحظت أقدام شخص متجه إلى المقهى
عدة ثواني ليعود مجدداً ويقف أمامي خلف الزجاج
فضولي يلح علي أن أرفع رأسي وأرى من الذي يحدق بي