مرحبًا ؟

125 5 22
                                    

السبت ٨ يونيو ٢٠١٩ .
رونجين |
- استيقظت صباحًا ، يبدو يومًا لطيفًا منذ بدايته بالرغم من انني قلق بعض الشيء من مقابلة العمل بعد ساعات من الآن ، التفت للساعة لأجدها تجاوزت السابعة صباحًا ! ساعات هاه ؟ مُضحك جدًا .
نزلت للأسفل لأرى جدتي و قد استعدت اكثر مني لهذه المقابلة !
-" مرحبًا رونجين " ، قالت لأبتسم لها بطريقة عجلة
.. " لقد جهزت لك الفطار " .
-" لن أكل ، هل بدلتي جاهزة ؟ " .
- " نعم ، انها في غرفة الغسيل ".
- " شكرًا ! انا حقًا لا أعلم ماذا افعل بدونك ".
صعدُت لغرفتي حتى استعد ، اليوم هو يوم مهم جدًا بالنسبة لي و لجدتي العزيزة .. انها مقابلة العمل الأولى لي بعد ان تخرجت من كلية ادارة الأعمال منذ ٦ أشهر .《 لازلت اتذكر كيف كانت جدتي فرحة بعدما اخبرتها جارتها بأن ولدها رجل الأعمال الشهير جونق جايهيون يبحث عن مساعد للسكرتير الخاص به و كيف جاءت لي لتُخبرني بأنني اخيرًا سأعمل .. -ضحكت سرًّا- .. جدتي هي الشخص الوحيد الذي تبقى لي من عائلتي 》
نظرت الساعة ؟ انها تُشير للـ ٩:٣٠ صباحًا رائع لقد انتهيت من تحضيراتي و تبقى لي نصف ساعة على المقابلة .
- " جدتي ؟ "
- " نعم عزيزي ؟ "
- "سأخرج ، تمني لي التوفيق "
- " كُل التوفيق للأروع على الإطلاق ! رونجيني "
————
وصلت أخيرًا ، نظرت للساعة ؟ انها تُشير الى ٩:٥٠ صباحًا .
- " مرحبًا ؟ انا رونجين و جئت لمقابلة العمل " نظرت للمسئولة في الإستقبال ! ' لماذا كُل هذه الزينة يا ترى ؟! -فكرت في نفسي و انا انظر لملون الأظافر الساطع الذي كانت تضعه-
- " ما نوع العمل ؟ الذي جئت له ؟ "
- قطعت حبل افكاري- " آه نعم مساعد للسكرتير الخاص بالمدير التنفيذي "
- " انت ؟ "
-نظرت لِمظهري مرة أخرى- " نعم ! "
- " متى موعد مقابلتك ؟ "
- " العاشرة صباحًا "
- " بعد قليل "
-" نعم "
- "حسنًا ، اين الملف التعريفي الخاص بك ؟ "
- " هنا "
- " نعم حسنًا ، تفضل هناك وسأناديك "
————
السبت ٨ يونيو ٢٠١٩ ، الساعة ١٠:٠٠ صباحًا .
- " رونجين ؟ "
- " نعم ؟ "
- " تفضل للمدير "
دخلت ، كنت خائفًا حرجًا و أشعر بخجل شديد لم أشعر به من قبل ، نظرت إليه لماذا يبدو وسيمًا هكذا دائمًا ؟ كيف يفعل ذلك !
- " مرحبًا رونجين "
- " مرحبًا سيدي "
- " كيف حالك ؟ "
- " بخير ، اعتقد ؟ "
"حسنًا رونجين ؟ مالذي يجعلك تعتقد بأنني قد اقبل بك مقارنةً بمن هم أكبر منك سنًا و أكثر منك خبرة ؟ "
انني أحبك .. أعرفك .. و أشعر بك .
.. لحظات صمت بدت كأنها ساعات رفعت رأسي وجدته ينظر لي ، تواصلنا من خلال أعيننا ، ' ما بك رونجين ؟ ' انه جايهيون الذي تعرفه و لا يعرفك ، تحبه من طرف واحد منذ سنوات و على الرغم من انك كُنت تعد نفسك بأنك ستتجاوزه ، تجد نفسك تتخبط أمامه مراتٍ و مرات .. {هل تعرفني جايهيون ؟! ام انا وحدي من يعرفك ؟ }
- " رونجين ؟ "
- " انني اصغر سنًا بالطبع "
- " هل تعتقد بأن هذا سبب كافي ؟ "
- " نعم "
- " قُبلت "
- " ماذا ؟ "
- " هيّا لدي الكثير من الأعمال "
- نظرتُ اليه .. هل يمزح ؟ -
قال بدون ان ينظر اليّ : " توقف عن النظر اليّ بهذه الطريقة "
- " اعتذر "
- " سأتصل بمساعدي حتى يدلك على مكتبك ، و بالمناسبة رونجين ؟ "
- " نعم ؟ "
- " ارتدي شيء اكثر رقيًا هذه شركة كبيرة و ذات سمعة واسعة و من المهم للموظفين ان .. انت تعلم ! انا مشغول فقط اتبع تعليمات المساعد "
- " حسنًا "
- التفت لأُغادر-
- " رونجين ! " قال بحزم
- " نعم سيدي ؟ "
- " هل اخبرتك لِتغادر ؟ "
- " اعتذر "
- " توقف عن الإعتذار " قال بحزم مجددًا
-" اعـ - حسنًا "
لحظات من الصمت ، نظرات متبادلة ، قلق من ناحيتي ، برودٌ من ناحيته ، مشغول هو .. و أنا اتأمله بكُل حُب هنا . يتصل ثم يغلق الهاتف ينظر الي ، يُشعل سيجارته و بعد ثانية يُطفئها ثم يعود للنظر الي . فُتح الباب و قُطع وقت الحُب
- " مرحبًا ، سيدي هل تأخرت ؟ "
- " لا ، تفضل جايمين "
... " جايمين هذا رونجين هو سيعمل كمساعدك " ، " رونجين هذا جايمين و هو مساعدي الأول و يدي اليمني " .
- " مرحبًا ، رونجين "
- مرحبًا ، جايمين "
- " تفضل معي سأريك مكتبك ، كما سأخبرك عن التعليمات العامة للشركة "
- " نعم "
- " سيدي ؟ هل تسمح لنا للمغادرة ؟ "
- " نعم ، تفضلا "
______
بقيت بالمكتب وحدي بعد أن خرج جايمين منه ، جايمين به بضعًا من وسامة جايهيون بما انهم أخوة ، المكتب لطيف ذو نافذة كبيرة .. بساطٍ رمادي و المكتب له اللون الأسود ، هذا لا يُناسب شخصيتي و لكن لا بأس ببعض الألوان ، صحيح ؟ سأجلب بعض التفاصيل الملونة غدًا بالتأكيد .
تأملت افكر بشخصية جايهيون العملية و تعليماته و قوانينه الصارمة .. انا مُبهر مندهش و واقع بشدة لهذا الجايهيون .
- رن الهاتف -
صوت جايهيون بالخلف " رونجين ؟ هل يمكنك ان تأتي ؟ "
- " نع- "
- أُغلق الهاتف -
خرجت بسرعة لمكتبه و الذي هو بالطبع بجانبي ، دخلت ..
- " سيدي ؟ "
- " اوه رونجين اذهب للدور السفلي و احضر لي الملفات من عام ٢٠١٧ حتى ٢٠١٨ ، بسرعة رجاءً "
- " لكن- " لم أكمل جملتي .
- " يمكنك المغادرة "
——————
- " جايمين ؟ "
- " همم ؟ "
- " جايهيون ، اقصد السيد جايهيون طلب مني احضار جميع الملفات من عام ٢٠١٧ حتى ٢٠١٨ "
- " حسنًا ؟ "
- " لا أعلم مالذي علي فعله ؟ "
- " لا يُمكنني المساعدة انا أيضًا لدي أعمال "
- " حسنًا ، آسف ، شكرًا "
- " انها بالطابق رقم ١ "
- " نعم "
———————
نزلت للطابق الأول حتى أُحضر الملفات المطلوبة
- " اوه .. مرحبًا أيها الوسيم ؟ ، جديد هُنا ؟ "
- " اهلًا ، نعم لقد بدأت مؤخرًا "
- " ما اسمك ؟ "
- " رونجين ، و انت ؟ "
- " جينو ، مالذي تفعله هنا ؟ "
- " انا اعمل مساعد للسكرتيرالخاص ب المدير جايهيون "
- " انا اعلم هذا بالفعل "
- " ماذا ؟ "
- " توقف عن كونك مضحكًا "
- " و لكن انا ! "- لم أكمل جملتي -
- " انه مكتوب على بطاقتك التعريفية "
- " اوه .. "
- " انا اعني مالذي تفعله بالطابق الأول ؟ "
- " ابحث عن ملفات الخاصة بالعامين السابقين "
- " هل تريد مساعدة ؟ "
- " اوه ! اتمنى ذلك "
- " حسنًا كما ترى هناك يمينًا الأرشيف ، ثم من الأسفل الملفات مرتبة منذ عام ٢٠١٦ حتى ٢٠١٨ "
- " اوه فهمت شكرًا جزيلًا "
- "هذا صندوق يمكنك وضع الملفات بداخله و أخذها للأعلى "
- " شكرًا لك مجددًا "
——————
بدأت بإخراج الملفات منذ عام ٢٠١٧ وصولًا لعام ٢٠١٨ و التي بالفعل تجاوز عددها المئات ! .
خرجت من المستودع ، نظرت للساعة ؟ انها تشير للساعة ٤:٣٥ م
لقد كان يومًا طويلًا ، صعدت المصعد ، متوجهًا للأعلى و لكن توقفت عند أحد الأدوار فجأة .. فكرت ؟ ربما هناك من يريد ان يصعد معي للأعلى و مالم أعيه مبكرًا بأن المصعد تعطل و معي صندوقين مليئين بالملفات بدأت اتحدث لنفسي اهدئها
حسنًا رونجين ، اهدأ هناك من سينقذك ، لست وحدك ، لن تبقى طويلًا ، هناك من سيأتي لأجلك ، هناك من سيبحث عنك بغض النظر عن كونك جديدًا ! ربما جايهيون ؟ ، ربما جايمين ؟ او حتى اللطيف جينو .
——————-
كُنت انظر للساعة بين الحين و الآخر ملاحظًا كيف بأن الساعات تمضي و أنا لا أزال هُنا ، ربما كُنت منسيًا ؟ حسنًا انا أبالغ ، انا شخص جديد و لأن لا أحد يعرفني فمن الطبيعي ان أبقى هنا هذه المدة الطويلة .
——————-
في الحين :
- "سيدي ! سيدي !؟ "
- ' اغلق هاتفه بهدوء و نظر للمتحدث الذي كان يصرخ اذا جئنا للواقع '
- " المصعد تعطل و هناك شخصًا بداخله ما بداخله ! "
- "ماذا ؟؟! كيف حدث هذا ؟؟ من الذي بداخله ؟ "
- " الفتى الجديد رونجين ."
- " ماذا !! "
———————-
السبت ٦ يونيو ٨:٤٩ مساءً
استيقظت ، النور ساطع جدًا ؟ اين أنا -فكرت-
مرحبًا السيد رونجين ؟ هل انت بخير ؟
التفت حتى ارى امرأة بمنتصف العمر ترتدي زي الممرضات الرسمي .
- نعم انا بخير ؟ و لكن ماذا حدث ؟ اين انا ؟
- انت في المستشفى ، لقد سقطت مغشيًا عليك في المصعد ، لقد أُغلق عليك لمدة لا تقل عن ٣ ساعات .
- ماذا ؟! -قُلت متفاجئًا- و بدأت انزع المغذيات و الأجهزة من جسدي .
- سيد رونجين استرخِ الى أين تريد الذهاب ؟
- الى جدتي لابد بأنها قلقة .
- لقد اتصلنا عليها و ستأتي بعد قليل ، لو سمحت استرخِ
- انتِ لا تعلمين هي كبيرة بالسن و الشخص الوحيد المتبقي لي ، انا خائف عليها ان تكون مرضت من القلق عليّ .
- أخبرتك بأننا اخبرناها و طمأناها هل يمكنك الإسترخاء الآن ؟
- بالطبع لا ، انا بخير و سأذهب - بدأت بلملمة اغراضي مستعدًا للخروج ، فتحت الباب و واجهته
.. رونجين ؟ قال بصوته العذب الذي له القدرة على ان يعيدني مُشرق هادئ و لطيف ، قدرته .. و ما ادراك ما قدرة جونق جايهيون العظيمة عليّ .
- الى أين ؟
- ليس لمكان ، كنت امزح
.. و عدت أدراجي و ها أنا اخسر معركة جديدة أمامه .
- هل انت بخير ؟
- نعم ، انا بخير و لكن جدتي ؟
- انا من اتصل عليها و أخبرتها بنفسي كل القصة .
لحظات الصمت الشاعرية تعود مجددًا ، احبها ..
- هل جهزت الملفات ؟
- ضحكت و لكنه كان جديًا جدًا -
- آسف ، نعم جهزتها .
- نعم جيد ، غدًا تعال مبكرًا ، جهز قهوتي و الملفات افرز منها جميع الأوراق التي تخص شركة شوشي ، أريدها ان تكون جميعها جاهزة بحلول السابعة صباحًا ، هل فهمت ؟
- نعم .
- وداعًا
- سيدي ؟ هل يمكنك ان تبقى ؟
- ماذا تريد ؟
- اريد ان تبقى .
- وداعًا رونجين
- وداعًا جايهيون .
نظر اليّ ، كانت نظرة رقيقة جدًا ، سعيدة و لطيفة .. خرج و ترك هنا رائحته ، عُطره الأنيق غالي الثمن مع مزيج من رائحة السيجارة نظرتُ لباقة الورد على السرير الآخر ، خطفت وردة منها نظرتُ اليها ابتسمت وضعتها بجانبي و نمت .

{ انتهى اليوم ♥︎}

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 08, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Mine | Jaeren Where stories live. Discover now