يجرى بنا العمر ، نشارك ، نسافر ، نهاجر ، نناضل ، نكافح ; بحثا عن " الحلم " او ربما " السعادة " أو ... أو... واحيانا لا ندرى ما نبتغى بالبحث ! ... ولا بمستبعد أن ننسى فى خضم تعارك الاحداث غاية حلنا وترحالنا ، إن لم ننسى ذواتنا بين ذلك !
كل ذلك قد لا يكون بمثابة مشكلة بقدر ما يعتريك وقتئذ تلبث يوما كاملا فى محاولة لاصطياد الأسماك ويرحل من عمرك يوم حاملا معه خيبة أخرى بلا سمكة واحدة تروى ظمأك للانجاز لتكتشف قبيل اسدال الستار أنما السمكة تحت قدميك المدلاة فى الماء ، ولعلها الأخرى جرتها خيباتها إالى هنا !
ليست مشكلتنا فى الحياة مشكلة جفاف موهبة او نقص إمكانيات بقدر كونها زيغ رؤية أو عدم ادراك حاجة !
قد تخسر ذاك الأمر الذى كان فوزك به حلما لكثيرين إضافة لك ، لأنك تحتاج لما هو يفوق ارادتك للفوز أهمية ... إنك تحيا لتحقق ، لا تحقق لتحيا ! ... خسارتك لمسابقة أو حبيب او وظيفة او تلك الفرصة الذهبية التى أرهقتك تطلعا ، كل ذلك إنما يعدك لشىء أكبر وأقوى ...شىء أنت فى أمسّ الحاجة اليه ... شىء يحتاج قوتك لا انجازاتك ، وتحملك لا هشاشتك ، وصبرك لا فرحك المؤقت !
ستبتسم فيما بعد شاكرا كل ما كنت تلعنه بالأمس ! .... وحينها فقط ستعلم أنك حصّلت أقوى الأسلحة لمجابهة الحياة : الابتسام !
لم أوفق فى شىء كنت قد تعلقت به كثيرا وتعلقت به معى كثير من الانفس المحبة والحالمة ... وحين جاءونى معزيين مخففين عنى عبء الصدمة ... لم تسطتع ملامحهم غير التعبير عما يسرى بداخلهم من دهشة جرّاء ابتسامتى ! ... فقد وجدونى خلعت تلك الحقيبة التى لطالما ساعدت فى تقوس ظهرى ، وكنت لهم معزية !
الحياة لن تشفق عليك لبكائك ولن تتصدق عليك بمتعها ... إنما تقدر ذاك المثابر ... كالطود ثابت .. شامخ ... رأسه تناطح سحب السماء .
فطوبى لمن عركته الحياة ، فحانت منه ابتسامة أنهكتها !
YOU ARE READING
حروف مبعثرة
Randomمحاولات بائسة ... خواطر ساذجة ... رسائل مُحرَّفة ، منقحة ، أو مزيدة ...