أنا والدك

37 0 4
                                    


قد أقول مرحبا من جديد. لكنك أطلت الغياب حتى أصبحت غريبا على نفسك التي كانت معي.

صغرت خدا فيرناند المزهرة قليلا في سنه العاشرة. و طال كلا من قامة كارلوس و خصله اكثر من الطبيعي حصوله  في سنه الثالثة عشر.

في يوم ارتقت فيه الشمس إلى كبد السماء، هست حرارة حارقة على رؤوس حشد متبضعين. بينهم تمتع بها فرناندو برفقة كارلوس الذي كان يتأفأف نازعا جاكيته ثم ارفقه أزرار قميصه في منتصف الطريق، ليصلا أخيرا إلى حيث الحدث قائم.

شهق فيرناند بوسع نفسه، لاما يداه على فمه في دهشة مما يراه. كارلوس ضحك عليه غامزا له حين إلتفت نحوه، اعجبته ردة فعله التي انتظرها بصبر من يوم اقتراحه ان يحضروه. كان من الواضح ان فيرناندو قَبل ان يأتي فقط ليثبت أنه لا يخاف كسر القوانين، و لم يبد اهتمامًا بالمهرجان نفسه. لم يكن هذا مقصد كارلوس من طلبه لكنه لم يشرح نفسه للصبي. تركه ليرى بنفسه لم رغب منه المجيء.

 سأله فيرناند بصوت يغطيه الحماس المفرط، لكن مقيد بطبيعته الأنيقة.

"سنيور كارلوس! هل يمكننا التوقف عند كل محل؟ أود حقا أن ارى كل ما يقدمه المهرجان!" 

"سأحمل المال معي اذا، لا يجب ان تنفقه كله" 

عاين كارلوس وجه فريناند، بدأت خداه تلمع بمسحات عرق بدأت بالتجمع عليهما. فمه واسع بإبتسامة منسي إغلاقه، و عيناه المزبرقة تتبع كل لون يخطفهما في المعروضات و العارضين حولهما.

من الواضح انه لم يسمعه او يشعر به يستخرج محفظته من جيبه. كاد أن يتعثر عدة مرات و لم ينتهِ عن إشباع عينيه بكل ما كان حولهما- إن كان يستحق النظر إليه أم لم يكن.

لم يلمه كارلو، فقد كانت هذه أول مرة يتسنى له أن يحضر مهرجان التناسي. حيث يقدم الأناس من بلدات متجاورة و يستبدل الأشخاص بينهم هويات بعضهم و يتناسون من هم و يتجسدوا شخصيات صحبتهم بجدية، مرتدين أغرب الملابس- فاقعة اللون و معكوسة الى أن تدق ساعة نهاية المهرجان؛ الذي يُنضم كل سنتين من أجل إعادة احياء العلاقات و تجديدها و توضيحها-- شيء لم يعرف كارلوس كيف يشرحه لفرناندو و لم يبدو أنه فهم أو بالأحرى لم يهتم ليفهمه بقدر الذهاب و حضوره.

إضافة لهدف المهرجان الأساسي أيضأ، بديهيا، يُستغل المهرجان بتقديم الحِرف و الفنون و الأطعمة المذهلة ليستمتع الكل بها.

فيرناندو كان على حافة الصراخ على كل ما رآه و شده. كارلوس عانى خوف متذبذب مصغّر أنه أضاعه كلما غاب عن نظره. بعد المرة الثالثة لم يعد مسترخيا و بدأ يتندم على اصطحابه هنا، مجالسته لم تبدو ممتعة كما تخيل.

 لكن، سرعان ما تلاشى ذلك الشعور بعد بإنبهاره من رؤية فيرناندو يفقد السيطرة على نفسه و يتصرف بلا عقلانية لأول مرة. كما يجب على طفل أن يفعل، في رأيه.  هذا كان مرضيا كفاية و اشعره بالإنجاز.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب ضد كره: آل كابيس: أنا والديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن