حملت حقيبتها الرثة التي مر على وجودها هناك سنة كاملة ، حذاءها الذي غُطي بذرات الغبار ، ثم وضعت ملابس السجن في مكانها بعد أن استبدلتها بسروالها الأسود الذي أصبح واسعا بعد أن كان يناسبها ، و قميصها الذي يماثله اللون .يداها ترتعشان ، تكاد تبكي من الفرحة !
كيف لا و هذا اليوم الموعود الذي كانت تنتظره منذ دخولها لهذا المكان اللعين .ابتسامتها تحارب شفتيها المتشققتين ، هي تزُمّهما و الإبتسامة تصارع لتمددهما .
لم يستمر الصراع طويلا ، فما إن فُتح الباب الضخم و داعبتها نسمات الهواء حتى استسلمت في خدر لهذا الشعور الذي اشتاقت له .
أطالت الوقوف إلى أن تكلمت الحارسة بصوت رزين ،
" يبدو أنكي لا ترغبين بالخروج سأقفل الباب ، لدي أشغ-"
لم تُتمِم الحارسة كلامها فقد خطت فلورين خطوة لتصبح خارج حدود السجن .
الشمس سببت في رمشها لعينيها ذات الهالات السوداء لعدة مرات قبل أن تعتاد الضوء ،
ابتسمت و رغم ألم خديها استمرت في الإبتسام،
"لا بد أنهم نسوا ، لا بأس سأفاجئهم بخروجي ، لا بد أنهم سيسعدون !"
قالت بعد أن جالت بنظرها في الأرجاء و لم تجد أحدا من أفراد عائلتها ،
طال وقوفها مجددا كطفل خرج للعالم لأول مرة ،
تنظر للسيارات ، للمارة ، للأشجار ، لبعض أوراق الشجر الجافة التي يحركها الهواء فوق الأرض .اشتاقت لكل شيء ، حتى ضجيج السيارات الذي لا يمكن وصفه إلا بالمزعج هي اشتاقت إليه ،
كرهت الصمت و الظلمة ،
اشتاقت للوجوه المبتسمة بدل العابسة و الغاضبة ، اشتاقت للطعام المنزلي بدل صحن أرز و بعض الخبز و الماء .
اشتاقت لحمام دافىء و صابون منعش بدل الماء البارد فقط .
اشتاقت لأمها ، أبيها و أخيها .
لا تستطيع الصبر حتى تصل إليهم لتعانقهم بشدة و تطيل الجلوس معهم .
نظرت إلى أقدامها لتبدأ المشي ، زادت في سرعة مشيها إلى أن أصبح جرياً.
ضحكت بجنون و نشوة عند إحساسها بشعور الفضاء الواسع ، عند تأكدها أن لا جدران ستقيد حريتها بعد الآن .
رغم أنها تعبت إلا أن تذكرها لأهلها دفعها للإستمرار في الجري ، لا تملك مالا لركوب وسيلة نقل لذلك أسرع طريقة للوصول هي جريها .
أنت تقرأ
Life After Jail | الحياة بعد السجن |kt
Fanfiction"و أخيرا ، الحرية ! " لكنها لم تعلم أنها خرجت من سجن ، لتدخل لسجن أكبر ، سجن الحياة مع ماضٍ مظلم . -فلورين كيندروڤان -كيم تاهيونغ جميع الحقوق محفوظة لي ، الفكرة ليست منقولة ©jianakoki