بارت ١

834 24 1
                                    

(اذا اردت شيء بشدة حرره من جوعك الداخلي وانتظر المصادفة ما لتحمله اليك)

كلما تستيقظ صباحا كانت تقول: ايها العالم المثالي، انا بالغة الاختلاف وبنظرك الاختلاف بالغ السوء.
ترتدي قميصها العادي و جبيز ثم تخرج من منزلها الذي تشاركه مع جدتها وامها، تسير على طول الحي لما يقارب ٤كم حتى محل كتب عليه "المكتبة بيتكم"، مهما فكرت في العبارة لا تدري هل يقصد ان اسم المكتبة بيتكم، ام يعني ان المكتبة بيت، مع ذلك كانت محببة للكثير من الاشخاص فهناك في ركنها البعيد عن ناظرين طاولة مستطيلة من ثمان كراسي متباعدة، تمكن الفرد من الجلوس والقراءة، كما ان المكتبة تعطيك امكانية لاستعارة الكتب على شرط ان تكون مشترك كعضو في المكتبة، كل ما تدفعة هو عشر دولارات بالشهر لم يكن بالمبلغ الكبير، وان كنت لا تملك ذلك تستطيع فقط ترك اي بطاقة تعريفيه لدى صاحبة المكتبة، الشابة ذات الجديلة التي تجلس خلف الطاولة تقرأ، ثم خذ ما يعجبك من الكتب بعد ان تبحث عن تصنيف الذي يعجبك من خلال الكمبيوتر الذي ضم قوائم لكل كتب المكتبة بكل التصنيفات. المكتبة تعود لكاتب كبير بالسن قدم تسهيلات عده حتى يستطيع الشباب القراءة بسهولة، انه رجل هادىء وقليل الكلام لديه نظره عميقه، وقد انتقى الشخص المناسب ليدير المكتبة.
الوقت الطويل الذي تقضيه شدن خلف الطاولة ولا تملك خيار الا القراءة جعلها تميل الى عوالم الخيال لتقضي وقتها، لم يكن هناك ما يحدث لذا هي تجعل الاشياء تحدث في خيالها، لديها محبوبة في عالمها الخيالي البعيد.

كان ذلك المساء هادىء لدرجة ان النوم يكاد يتمكن منها، عند السابعة و عشر دقائق قررت اغلاق المكتبة لم يدخل احد منذ الصباح، انحنت تخرج كيس القمامه الذي امتلىء نصفه، تحرك الجرس اعلى الباب مما يدل على دخول احد، ارادت ان ترى من لكنها صدمت راسها بطاولة شعرت بالم واخرجت راسها من تحت الطاولة وحدقت حولها لكن لم تجد احد..
-غريب القراء الداخلين يلقون التحية اولا، عل يعقل انه مجرم ما جاء لاختباء.. حدثت نفسها وفتشت عن شيء يمكن ضرب فيه ولم تجد الا المكنسه حملتها بوضعية الهجوم وذهبت تسير ببطىء بين الرفوف، حتى وصلت مكان جلوس القراء وجدت فتاة تضع راسها على طاولة..
-لقد افزعتني حقا كان عليكِ إلقاء التحية..
رفعت الفتاة رأسها وحدقت في الواقفة امامها، وعيونها تلألألت بدموع.
ساد الصمت والاثنين تحدقن ببعضهن..
-هل انتِ بخير؟ سألت شدن
انحنت الفتاة برأسها وعاودت البكاء بصوت خافت.
جلست شدن قربها وضعت يدها على كتف الفتاة "هذا وقت السيء سيمضي"
ارتمت الفتاة عليها واخذت تبكي كامل دموعها.
شعرت شدن بالارتباك من موقف لكنها تمالكت نفسها وربتت على كتف الفتاة محاولة ان تواسيها.

----
اتمنى ان يعجبكم عملي المتواضع

المتاهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن