شقراء الصعيد

122K 1.9K 34
                                    

في ليله من ليالي الشتاء البارده جلست هنادي علي كرسي امام بلكونه في غرفه والدتها في احدي المستشفيات وقد بلغت والدتها  اقصي درجات تحملها لالام المرض المميت وهي تدعو الله أن يشفي والدتها ويريحها من آلامها فقد تحملت اقصي درجات العذاب والالم
تفيق هنادي عل صوت والدتها وهي تنادي عليها بصوت ضغيف يملؤه الوهن بنظره حب نظرت هنادي لولدتها ماما حبيبتي حمدالله علي سلامتك أنا سعيده جدا إنك بقيتي كويسه
ردت والدتها :مفيش وقت يا هنادي خلاص يا بنتي أنا معادي جه خلاص
هنادي:حرام عليكي يا مامي آنتي عارفه إني مليش غيرك ف الدنيا ليه بتعملي فيا كده
الام:مقاطعه ل هنادي في سر يا بنتي لازم تعرفيه واسمعيني للاخر لأن خلاص مفيش وقت
هنادي:أنا حسمعك بس مش علشان إن دي آخر مره حسمع صوتك فيها وبنبره بكاء أمي آنتي اغلي حاجه ف دنيتي م تقوليش كده تاني اتفضلي أنا سمعاكي
الام:زمان كان في بنوته جميله عايشه مع أبوها العمده وامها الانجليزيه حياه هاديه وسعيده اتعرفت علي شاب قمحي جميل الملامح وقعت ف حبه من أول نظره وهو كمان وقع ف حبها من غير ما كل واحد فيهم يعرف شخصيه التاني وف نفس المعاد كل يوم كانت البنوته تاخد الخدامه بتاعتها وتروح المكان إللي شافت الشاب فيه أول مره لحد ما ف يوم قرر الشاب إن يخرج عن صمته ويذهب للتحدث معها ويتبادل الشاب والشابه نظرات الحب قرر الشاب ان يتقدم لخطبه الفتاه الشابه الجميله بعد السؤال عليها وعلم أنها بنت العمده الذي هو الصديق المقرب لوالده وبالفعل تقرر ميعاد الخطوبه والزواج ولكن حدث ما لم يكن ف الحسبان جاءت فتاه شابه جميله نوعا ما وحاولت افساد فرحه العريس عن طريق والدته التي جلست بجانبها تقول إيه إللي رماكو يا مرات عمي علي الجوازه الشوم دي هما بنات البلد خلاص خلصو مبقاش فاضل غير البت الافرنجيه دي لا تعرف حاجه عن عاداتنا ولا تقاليدنا شكلها حتفضحنا بمياعتها دي نظرت لها زوجه عمها وقالت بلاش الكلام ده البت زينه وحلوه وبنت أصول وبعدين ولدي اختارها وأنا عارفه ولدي عمره ما يفكر ف حاجه وتطلع وحشه أبدا
جلست الفتاه علي جمر من كلام مرات عمها وذلك لحبها الشديد لابن عمها الذي لاتطيق رؤيته مع أحد آخر غيرها
عدت الايام وجاء معاد الفرح الذي كان كحكايات الف ليله وليله وتطل العروس في ابهي حله فستان الفرح الذي يشبه فستان الاميرات في الحكايات الخياليه
ويطهر العريس وهو يرتدي بدله انيقه باللون الاسود علي الرغم من رفض والده لهذه البدله لأنها لاتمثل ملابس العريس ف الصعيد لكن العريس كان متمسك بالبدله لتاثره بثقافه أهل المدينه وعلي مضدد وافق الاب علي لبس ولده هذه الملابس الغريبه
انتهي الفرح بسعاده علي العريس والعروسه لكن لم ينتهي هكذا علي من كان في الفرح منهم من كان حاسدا ومنهم من كان حاقدا ولكن كان منهم من كان سعيدا
عدي الاسبوع الأول من الفرح والعريس والعروسه لا يخرجون من باب الغرفه
فلاش باك:
أنا زهقت من الحبسه دي أنا عاوزه اخرج أشم شويه هو أنا خلاااص مش قادره وبدلع وليونه ممكن تخرجني نتفسح أنا بجد زهقت

رمزي:طيب عاوزه تروحي فين البلد مافيهاش أي مكان للخروج

ماجده:هو لازم ف البلد في أماكن حلوه كتير
رمزي: مالها البلد وبعدين إحنا معندناش حريم من العيله خرجت من الدار بعد الجواز
ماجده:يعني أنا ماليش خاطر عندك أنا عاوزه اروح معاك الاماكن إللي كنت بروحها مع بابا وماما قبل الجواز أنا متأكده إن معاك إنت حيبقي ليها طعم تاني
رمزي:طيب ماشي إيه رأيك نروح اسكندريه أنا عاندي فيلا هناك هي صغيره صحيح لكن ريحها خفيف
ماجدة :حبيبي يا ميزو ربنا يخليك ليا ومتحرمش منك أبدا يا قلبي
رمزي:ضحك ضحكه هزت البيت وقالها ميزو آنتي عارفة لو في حد سمعك بتقوليلي كده هيبتي حتروح خليها بينا و متقوليهاش ادام الناس
ماجده:حاضر
اتصل رمزي بفيلته ب الإسكندرية للخدم هناك لتوضيبها
حضرت ماجده الشنط
وهما نازلين علي سلالم البيت الدآخليه راتهم ابنه عمه وقالت علي فين العزم إن شاء الله هي للعروسه لحقت يا حرام حترجعها تاني بين أبوها الناس حتقول إيه حرام يا شابه ما أنا عارفه الجوازه دي كانت حتخلص بس مكنتش عارفه إنها حتخلص بدري كده وأنتي يا شابه ربنا يعوض عليكي بإللي زيك ورسمت علي جانب شفتيها رسمه شماته
لكن سرعان ما ألتفت ليها رمزي
رمزي:إيه راديو لوك اوك لوك ابلعي ريقك وخدي نفسك مين إللي قالك إن حوديها علي بيت أبوها
بنت عمه:اومال الشنط دي نازله ورايحه فين ايكش تكون تبرعات
رمزي:وأنتي مالك عاوز أعرف إنت دخلك إيه واحد ومراته آنتي دخلك إيه
ديقت ابنه عمه عينها بنظره غاضبه كده طيب ماشي
سمع هذا الكلام والد رمزي وسرعان ما تدخل ف الحوار
الاب:بأبتسامه حانيه رايح فين يا رمزي
رمزي:اسكندريه يا حاج محتاج اغير جو وارتاح شويه قبل ما ارجع للشغل تاني
الاب:ومالو يا إبني تروح وترجع بالسلامه ابقي سلملي علي البحر
اعتدل الاب وسيخطو خطوته الاولي فتنبه لكلام ابنه أخيه التي قالت
اسكندريه ليه إن شاء الله هي فاكره نفسها إيه إن شاء الله إحنا عاندنا الحورمه أول ما تتجوز ماتخرجش مت بيتها إلا علي القبر
تنبه لها رمزي ولسه حيرد عليها
لكن الاب لحنكته الشديد ولفهمه إن ما هذا إلا لغيره الاخيره من زوجه ابنه لعلمه إنها تحب ابنه من زمن ولكن ترك لولده حريه اختيار حياته
قال الاب:كل وآحده ف البيت هنا ليها راجل أب أخ زوج ليها راجل وهو حر يتعامل معاها بالشكل إللي يريحهم وانتهي الكلام علي كده خلص الكلام جزره وقطمها جحش
ذهب رمزي في اتجاه سيارته  ووقفت ابنه عمه تراقبهم والغيره تقفز من عيناها لما نشوف أخرتها معاكي إيه يابنت الخواجايه أما خرجتك من هنا بفضيحه مبقاش أنا.....................

شقراء الصعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن