3

6 0 0
                                    

" احلامي كثيرة لا اعرف متي ستتحقق .. ربما اليوم ربما بعد سنين .. ربما لا تتحقق من الاساس .. لم أنم مطلقاً فضولي لأعرف ذلك الشخص لم يجعلني أغفل لحظة واحدة "

نهضت و قمت بتغيير ملابسي لاقوم بالمشي قليلاً .. قمت بالنزول و أغلقت الباب و لكن نسيت هاتفي بالداخل و لكن لا يهم أريد التفكير دون إزعاج قليلاً ... قمت بالمشي كثيرا أتأمل في وجوه الناس هناك ملامح حزينة و ملامح مرحة و ملامح غير مبالية بأي شئ و ملامح متعبة للغاية و سمعت الكثير من أصوات العربات المزعجة و عندما نظرت وجدت مشهد اتخيله دائماً في أيامي الأخيرة .. رجل كبير يقوم بإيقاف السيارات جميعاً لكي تقوم زوجته المسنة بتعدية ذلك الشارع المزدحم فعندما نكبر لا نحتاج غير يد تحتوي آلامنا و تنظر لنا كأننا لم يغلبنا الزمن ابدا .. أريد أن أذهب للمنزل و اقوم برسمهم الان لا اريد أن انسي اي تفاصيل .. قمت بالرجوع للمنزل في الحال و لم ابدل ملابسي .. قمت بتحضير القهوة و سماع موسيقي هادئة تماماً و تثبيت اللوحة أمام شباكي المفضل و بدأت برسم ملامح العجوزان مع التفاصيل البسيطة ..
" دائما انسي نفسي عندما اقوم برسم شخصيات واقعية أحب أن أشعر بالتفاصيل .. نسيت فضولي و نسيت ذلك الشخص و شردت مع تلك الرسمة "
كنت ارتشف قهوتي و انا انظر من شباكي الملئ بالالوان المبهجة .. في الحقيقة هي الوان عشوائية غير مرتبة بالمرة و لكن أحببت شكله .. نظرت للبناية المقابلة و وجدت شخص ينظر لي لا أري ملامحه جيداً و لكن يبدو أنه يبتسم لي .. وجدت رسالة علي هاتفي في نفس اللحظة و كانت من رقم لا أعرفه ..
" هستناكي الساعة ٦ تحت بيتك و وريني بترسمي ايه عشان مش قادر اشوف من بعيد "

حسنا .. إنه هو .. سأعلم اليوم كل شئ أيها المجنون .. مرت الساعات و قمت بإنهاء البورتريه و حان وقت مقابلة ذلك الغريب .. قمت بتجهيز ملابسي و النزول في تمام السادسة ..

- هنروح فين ؟؟
- متقلقيش مش هخطفك ..
قالها بابتسامته الواثقة و قام بالتركيز في القيادة ..
كانت الشوارع مليئة و انا كالطفلة التي تخرج رأسها من النافذة لتشعر بالهواء و هو يقوم بمداعبة شعرها ..
- يلا وصلنا
دخلت مكان يشبه القصر قليلاً و لكنه ملئ بالصور الفوتوغرافية .. صور لافراح كثيرة و لملامح تحمل معاني كثيرة .. قام بسحب يدي و ادخلني غرفة مليئة بصور أخري و لكنها مختلفة تماماً .. انها صوري في أماكن كثيرة و جميعها انا لا انتبه فيها و لكن من قام بالتصوير محترف تماما فجميعها لقطات لتفاصيل وجهي ..

- مين اللي مصور كل ده ؟؟؟
نظر لي بابتسامة واسعة و قال
- انا .. متستغربيش انا اصلا ساكن قدامك بس انتي عمرك ما شوفتيني عشان دايما بتبقي مركزة في الرسم .. ملامحك بالنسبالي ملفتة لأني اصلا مصور .. حبيت اوي اخدلك كل الصور ديه عمري ما زهقت من ملامحك و لا ضحكتك و انتي اصلا مش عارفة أن في حد بيصورك .. بقيت عارف تقريبا كل الاماكن اللي بتروحيها .. و اعتقد عرفتي سر كبير عشان فضولك ميقتلكيش ..

شعرت بالذهول .. لم اتخيل يوماً أن يراقب أحد تفاصيلي بتلك الطريقة .. لا أنكر أنني أشعر بسعادة بالغة ..

- انت بجد طلعت مجنون .. انت عارف اني تخيلت كل السيناريوهات اللي ممكن تحصل لكن حصل حاجة مختلفة تماما .. و علي فكرة لو اشتغلنا مع بعض هنعمل شغل تحفة

- ميهمنيش اي حاجة غير اني بقي ممكن اصورك و انتي بصالي ..
قام بامساك الكاميرا و انا نظرت اليه بابتسامة خجولة .. نعم لم اعترض علي ما فعله .. أريد حقا أن يكون بحياتي شخص مختلف بعلاقة لا مسمي لها حتي الآن .. لم أري ابتسامة رائعة مثل ابتسامته و هو ينظر لي ..
" ليس الحب هو ما نقوم بالجنون من أجله فقط فيمكن أن نجن لصداقة شخص ما .. اختر من بحياتك جيداً فهم من سيبقوا معك للأبد "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 24, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحلامي البعيدة .. اقتربتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن