نيكتوفيليا "لكيلا يسود الصمت"

6 0 0
                                    

ها أنا الأن مازلت اداوم على السقوط و لم ارتطم بالأرض بعد.. ها هى حياتى التى لطالما رسمتها بلون زهرى و طابع مفرح، لا ارى منها سوى أطلال و بواقي مشاعر..ها هو قلبي -الكائن الزجاجى الهشّ- يستقر بموضعه داخل قفصي الصدرى لا حول له ولا قوة غير النبض بالاوجاع..مهلاً ،ها هو الأن يتمرد..لن يستسلم..لن يتركهم و شأنهم..فلولا وجودهم لما فقد قدرته على العيش في سلام،و لذلك اتخدت القرار،لن أصمت...
رغم كل الأذى الذى ألحقه بي إلا اننى لازلت اشعر بالضعف امام عينيه..تلك النظرات المبهمة التى لطالما ما فهمتها..و لكن مهلاً انا هنا لغرض الإنتقام لفتات قلبي و أطلال روحى..
"كفى" نطقتها بصوت عالٍ ممزوج بدموع اصبحت خير جليسة لي..لكن -فى حقيقة الأمر- لم أكن على يقين إذا كانت موجهه له ليكف عن قتلي بكل ما له من قوة غير مرئية، ام انها كانت موجهه لتلك الافكار المشتتة بعقلي لتتذكر ما نحن هنا من أجله و تكف عن قتلى هى الأخرى.
=تلك السذاجة التى تتمحور عليها حياتك لن أكون جزءاً منها..أهذا كان كل ذنبي، احببتك اكثر مما ينبغي..جعلتك جزءاً لا يتجزء منى، من حياتى، من يومى..انا لم أستحق كل هذا الألم
-انا لم أفعل شئ لكنه "النصيب"..لم نُكتب لبعضنا،يجب ان تدركي هذا.
كانت كلماته مألوفة تهيأ لى سماعها من قبل لذلك صاحت به دموعى منهمرة مع نبرة الصوت المليئة بالسخرية و الوجيعة
=حقاً؟! هل تعتقد أن ذاك"النصيب" عليه تحمل هذا الكم الهائل من السذاجات البشرية المملة؟.. أنت من وعدتني و أنت من جعلت الحياة تحلو في ناظري..أنت من صعدت بي لسابع سماء..أنت من هبطت بي مسرعاً إلى الأرض و ما إن فقت من ذلك الحلم الجميل حتى وجدتك سراب..أى شيطان انت؟!
-ستجدين من هو أفضل منى بكثير ليعوضك عن كل شئ..و لكن لست انا من أستحقك، صدقيني!
=بالطبع..بالطبع سأجد من هو أفضل منك، و لكن أتدرى لماذا؟ لانه أى شئ غيرك أفضل منك بالطبع و لكن
صمتُ للحظات في محاولة منى لأستجماع ما يمكن استجماعه و قلت:
=هل انا سيئة إلى تلك الدرجة؟ أم اننى غبية؟! كذّبتُ كل ما شعرت به  و قتلت كل إحساس قال لى إنك راحل..ستصدقني إن قلت لك انى كنت مدركة لكل ما فعلته..كنت افهمك و بشدة و لكننى لم أهتم..مثلك مثلهم أجمعين..مثلك مثل تلك الصديقة الخائنة التى رحلت دون سابق إنذار و تسببت في عدم توقف نزيف جراحى إلى تلك اللحظة..مثلك مثل هؤلاء الذين إتخذونى مجرد سلم للوصول إلى ما تمنوه..مثلك مثل من وعدني بالبقاء و الحب الأبدي و لكنه تخلى -لأسباب مجهولة حتى الآن- لا أعلم ما المختلف الذي رأيته فيك لأتمسك بك حتى الأن..
مثلك مثلهم اجمعين.. و لكن ربي اعلم بما حدث لي..و سيظل حق داين تدان لعنه تطاردك و لن تتركك و شأنك..أتعلم؟ أمى لا يروقها كل ما هو غير مرتب..ماذا لو رأت ما فعلتموه بقلبي..آلام قلبي لعنه لن تترككم أجمعين..

****                                     
أفاقتني تلك الدمعة الساخنة -التى إتخذت مجراها المعتاد على وجهي و كأنه حُفر خصيصاً لتمر به دموعي ليلاً- من شرودي لأجدني ملقاه كالجثة الهامدة علي سريري..شاردة في سقف غرفتي -تلك السماء الواسعة المحدودة التى لطالما شهدت على تلك التخبطات السخيفة بعقلي- و قد وقع عتابي الليلة على من أحببته فَ/تخلى ، لا علم لدي من سأعاتب ليلة الغد..كما كنت لا أعلم بالامس من سأعاتبه ، أغمضت عيني في محاولة -ليست بأولى و اعلم انها ليست الأخيرة أيضاً- للنوم دون رؤية احدهم فى منامي و لكن سيظل ذلك المُلِح جليسي حتى الموت..إلى متى سيسود الصمت و سأستمر في معاقبة نفسي على أفعالهم؟!
                                                       #تمت

🎉 لقد انتهيت من قراءة نيكتوفيليا "لكيلا يسود الصمت" 🎉
نيكتوفيليا "لكيلا يسود الصمت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن