_ المقدمة! _

678 9 2
                                    

~ { الماضى و المُستقبل } ~


_ مقدمة ! _

_ استيقظت هى من فراشها فى صباح جديد بحيوية ونشاط ذهبت لتنعم بحمام دافئ .. خرجت منه وعلى وجهها ابتسامة لطيفة لبداية يوم جديد .. قامت بتشغيل الهاتف على اغنية مُفضلة بالنسبة لها وقامت بالرقص عليها بحيوية .. و تُمشط شعرها وهى تُدندن مع الاغنية .. ارتدت ملابسها ومن ثم قامت بالهبوط لاسفل ..

_ جلس هو يتطلع الى الملفات التى امامه بهتمام وفجاة وجدها تُحاوط رقبته من الخلف وتقبله من خده وقالت :
" اية اللى مصحى الجميل بدرى كدة ومن اولها كدة بتقراء ملفات "

_ ابتسم هو على مُشاكسة ابنتهُ الوحيِدة وهو يقول :
" معلش كنت بشوف حاجات مُهمة بخصوص الشركة "

_ سحبت منه الملف وهى تجلس فوق رُكبتيه وتقول :
" لا معلش انا النهاردة رايقة ومبسوطة جدا ومش وقته ملفات وشركة عايزاك تقضى معاية اليوم النهاردة "

_ اجابها بحنان ابوى :
" حاضر يا ستى .. عايزانا نقضى اليوم ازى النهاردة "

_ امسكته من يديه وسحبته خلفها وهى تقول :
" اولاً لازم تفطر فا انا قولت للدادة تحضر الفطار عشان نفطر سوى اما بقيت اليوم فاهشوف هيمشى ازى بعد الفطار "

_ مر اليوم بلطف وسط ضحكاتها وتسليتها مع والدها واتى الليل وذهب والدها نحو غرفته فلحقتهُ وهى تقول :
" انتَ هتنام يا بابا "

_ فأجبها بارهاق :
" اصل انا حاسس ان عايز انااام انام نوم طويل اوى .. بس قبل ما انام عايز اسئلك هى والدتك فين مشوفتهاش النهاردة "

_ فامتعض وجهها مع ذكر سيرة والدتها واجابت بحزن :
" تلاقيها يا بابا مقضيها مع صُحابها زى كل يوم "

_ هز والدها رأسه وقد بان الحزن ظاهراً على ملامحهُ .. لاحظت هى الحزن يكسو ملامح وجهه فاحاولت تغيير الموضوع وقالت :
" بما انك هتنام يا بابا .. انا عايزة انام جمبك النهاردة مليش فيه "

_ فابتسم على طُفولتها وهو يقول : " يا بنتِ انتِ مش كبرتى على الحاجات دى "

_ فقالت باصرار :
" لا انا مكبرتش وهنام فى حضنك يعنى هنام "

_ وذهبت بجانبه واختبأت فى احضانه وذهبت فى ثُبات عميق ..

_ استيقظت صباح اليوم التالى تشعر بثُقل يدى والدها على جسدها تمطعت فى الفراش بين يديه وعلى وجهها ابتسامة مُشرقة فلقد حظت ببعض الراحة فى احضان والدها .. اعتدلت على الفراش تنظر لهُ بابتسامة مُحببة واخذت تتفحص وجهه وتتأمله باهتمام منتظراه ان يفتح عينيه ولكن لم يفعل .. ظنت انه مازال يُريد النوم اكثر فسحبت يديه برفق ووضعتها على السرير وقامت من الفراش بخفة كى لا توقظه وتتركهُ نائم كما تظُن ..

_ توجهت نحو غُرفتها لكى تُبدل ملابسها وحينما انتهت قامت بالسير نحو غرفته وهى فى الطريق قابلتها الخادمة فاسئلتها :
" صباح الخير هو بابا صحى "

_ اجابتها الخادمة :
" لا يا هانم لسة نايم "

_ انعقد حاجبيها بدهشة فهى ظنت انه رُبما يستيقظ عندما تذهب وتعود ولكن لم يفعل فقالت :
" طيب روحى انتِ حضرى الفطار وانا هصحى بابا "

_ ابتعدت الخادمة وهى تقول :
" أومرك يا هانم "

_ اكملت سيرها نحو غرفته وفتحت الباب بخفة وخطت للداخل بحذر ومن ثم اغلقتهُ خلفها وتوجهت نحو سريرهُ لتُقظه فوجدتهُ كما تركتهُ لم يُحرك ساكناً .. اقتربت وجلست بالقرب منه وهى تُحادثهُ بمرح :
" اية بقا يا بابا مش ناوى تصحى ولا اية سيباك بقالى كتير وانتَ لسة نايم احنا قربنا ندخل على الظهر وانتَ لسة مصحتش ودى مش عادتك يعنى انتَ بتدلع عليا عشان نمت جمبك ولا اية "

_ لم تجدهُ يتحرك او يتأثر بحديثها فبدأ القلق يظهر على وجهها وخصوصاً انها قامت بهزه بلطف ولم يستيقظ اقتربت منه تُمسك بيديه وجدتها تسقوط فجاء نظرت بذعر بتجاهها وحاولت ان تُكذب الفكرة التى اتت فى خيالها وهى ان تكون قد فقدتهُ .. لا لا يمكن .. لا يمكن ان يتركها هكذا فجأة ...

_ علا صُرخها يهز جدران القصر بعد معرفتها لحقيقة كانت تُكذبها بعد ان اتى الطبيب ليؤكد لها ذلك ..احتضنت والدها وهى تقول ببكاء :
" لا يابابا انتَ مش هتسيبنى صح انتَ عايش وموجود معايا .. صح فتح عينك بقا يابابا انا عارفة انك بتهزر معايا انا عارفة قوم بقا يابابا انا ماليش غيرك قوم بقا لا مينفعش مينفعش تسبنى فجأة كدة مينفعش .. لالالالالالالا "

_ ونزلت تجلس على رُكبتيها ووضعت رأسها بجانب السرير واخذت تبكى ، تبكى بُكاءٍ مرير على وجود من احبتهُ فى هذه الدُنيا على هذه الحالة ساكناً لا حول ولا قوة لهُ وهو الذى كان اخٍ وصديقاً وحبيب واباً بالنسبة لها كيف تركها فجأة هكذا دون سابق انذار تُعانى فى هذه الدنيا وحدها فهو كان سندها الوحيد .. ولكن هذا هو الموت يتغلغل فجأة ويُفقدك اعز ماتملك دون سابق انذار ..

سم الماضي وترياق الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن