2

149 17 60
                                    

تقدمت نوريكو لِتسحب كتفِه له وتُديره ليقابل ملامحها العابسة حتى تقول له بإنفعال: أريد شرحًا مفصلًا عمَّن يكون الناس هولاء!

كينو: طلاب ثانوية مُنفجِعين.

أخذت تهزه لِتصرخ: أعلم هذا ،فقط لتخبرني لماذا هم غريبين هكذا؟!

شعرَّ وكأنه سيسقط من الهاوية لِيترجاها: أشعر بالدوار! ،توقفِ!

أبتعدَّت عنه وأخذت تطرق الأرض بِقدمها وتكبدَّ ذراعيها لصدرها بِوجه غاضب ،لِيأخذ حفنة من الأكسجين ويطلقها دون حيلة ويبدأ في الكلام: اليوم يوم الثلاثاء ، وقد كُسرَّ زجاج المكتبة في هذا اليوم بالذات بواسطة حجر أسود.

<<وما علاقتي بهذا؟>> سألت بِملامح منفعلة ،فقد تخيلته أصلعًا بفعل رغبتها القوية في نتف شعره.

<<هذا يعني أن المكتبة أصابتها لعنة وكُلَّ من فيها.>> سمعت صوت فتاة جريئة خلفها ،أستُصغِرت مقتلي نوريكو الداكنتين وألتفتت للخلف بحذر لِتنفجع بِقناع أسود عليه وجه هرة مخيفة ؛ لِتركض وتقفز معانقتًا كينو كالقطة طالبتًا بِفزع وأرتجاف: كينو!! ،كينو سوف تقتلني! كينو ساعدني!!

أصاب كينو شللُ مؤقت وقد بدأ يميل بِنفسه وبِالمتشبثة به للخلف حيث الهاوية ،ضلتَّ صاحبة القناع الهرَّ تشاهد ما قبل موتهما حتى تقدَّمت بِهدوء لِتمسك يد كينو وتسحبه نحوها ،فرمشَّ مستوعبًا مايجري وأخذ يحاول إبعاد الذعِرة عنه بِقوة آمرًا: أنتِ ثقيلة وغبية ؛ليس سوى قناع!!

قهقهتَّ صاحبة القناع لِتسأل: أهي حبيبتكِ؟

أجابها كينو بِبرود: أيمكن أن تخلعِ قناعكِ؟

أجابته وقد أمسكت بِطرفه مُحذرة: متأكد؟

<<أجل أسرعِ.>>

خلعته ليظهر الدخان من أسفله ،أستقامت نوريكو بِجانب كينو مستغربتًا ما تراه ،إلى أن لاحَّ الضباب ليظهر لها قناع آخر عليه شكل وحش بأعين حولاء تدمع منها الدماء ،قهقهت تلك الغريبة وأستدَّارت 180 درجة للخلف ،كانت تُظهر شعرها الأسود القصير والمربوط على جانبي رأسها وثيابها التي كانت ذات ملابس فتيان مدرستهم إلا أنها كانت ترتدي معطفًا بقنسولة كُتب على ظهره بالخط الأحمر <<الأول من أبريل.>>

قالت كتوديع: سألتقي بكما في وقت آخر ،لدي المزيد من الجهل لأكسره.

كينو لم يغير من وجهه الباردَّ وقد بدأ لنوريكو أنه يعرف تلك الغريبة ،رغم أنها أطول من نوريكو بقليل إلا أنها كانت ترعبها بأقنعتها الغريبة.

في الأول من أبريلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن