*جناحيّ*

23 6 9
                                    

أجلس في مكاني أعبث بهاتفي
أخذتني أفكاري إلى ذلك اليوم
يوم الإمتحان
حيث جلس أمامي
أمسك يدي بدفئ و هدوء
لا تخافي سننجح و سنكمل المشوار سويا
رمقته بأعين دامعة
هل تعدني ؟
نعم ، أولم أوفي بوعودي من قبل ؟
بلي وفيت !
إذا هذا مثل غيره سننجح و سأبقى معك .
وُزِعت الأوراق
حللنا الإمتحان
خرجنا نمسك أيدي بعضنا
رماني بابتسامته الخلابة
قبلني أعلى راسي
هيا إلى البيت
ظهرت النتيجة بعدها ب 20 يوما
نعم النتيجة الأخيرة
النتيجة النهائية
إما النجاح و إما الفشل
علينا الذهاب الى الثانوية لرؤيتها
النتيجة:
ناجحة بدرجة مقبول
ناجح بدرجة جيد
عانقته دون انتباهِِ مني
عدت الى الخلف بعد تدارك الموضوع
الف مبروك لقد نجحنا !
الم اعدكِ؟
نعم فعلت !
هل وفيت بوعدي لكِ ؟
نعم فعلت !
احبك و سنبقى معا كما أخبرتك ، الأن هيا سأشتري لك هدية نجاحك .
سحبته الى الخلف
لا ايردها اريدك معي الأن
ألن تختاري هديتك إذا؟
لا، أريدها على ذوقك .
حسنا سأبتاعها و أعود .
إنتظر فلتبتعها فيما بعد
كلا الان .
قبلني أعلى رأسي، امسك يديّ بقوة، تنفس بتنهد، كان متوترا ، رمقني بنظرته الهادئة ، انه سعيد بي أكثر من نفسه .
تركت يده تدريجيا ...رأيته يبتعد ...
عاد سعيدا يحمل كيسا بيده .... كيسا صغيرا
يمشي بخطوات ركيزة هادئة
مع ابتسامته الحانية
و وجهه الشاحب
بجسمه الطويل المتناسق
رفعت عيني عن الكيس فلاحظت إلتفاف وجهه إلى الجهة الاخرى بسرعة يحمل علامات غريبة
فزع
خوف
دهشة
والصدمة .... لقد إرتد إلى الخوف بقوة ... لقد سقط وضرب رأسه على الأرض.... لقد
توقف ... توقف كل شيئ
الوقت .... الاشخاص ... السيارة .... و هو ... سكن جسمه بهدوء مرعب
أسرعت إليه
يقف و يقول كعادته أسف لقد أفزعتك لقد تعثرت أنا بخير
لكن هيهات
هو لا يتنفس
" لقد فارق الحياة "
لا تزال نبرته في اذني ،ذلك الطبيب بوجهه و علاماته الميتة ، لقد إعتاد هذه المواقف ... خرجت ... و انتهى مشوارنا معا
انتهى طريقنا معا
انتهرت رحلتنا معا
انتهى حلمنا معا
عدت إلى اللحظة التي انا بها في مكاني ، أعبث بهاتفي ، أمامي الساعة ، لقد ابتاع لي ساعة ذكرية ،
يعرف عشقي للساعات الرجالية خصوصا خاصته له، احبتته ، فُتنت بِه .
منذ ذلك اليوم لم اخلعها.
منذ ذلك اليوم لم أخرج من البيت
أزاول عملي في الكتابة
لقد قطع جناحيّ بموته
قطع أحلامي بذهابه
أين جناحي ؟.
اين؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 11, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

*جناحيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن