ترويض المرأة

376 6 3
                                    

تتعدد طرق صد أبواب التألق و العظمة على النساء, و ذالك باعتماد أسلحة إيديولوجية خطيرة تلحق الدمار الشامل بشخصية المرأة, كمخاطبتهن و كأنهن أطفال, لبرمجتهن على الاستخفاف بقدراتهن الذهنية, و التخفيض من مستوى ذكاءهن ليصير موازيا لذكاء الذكور, و قد تصفني سيدتي بالمبالغة و المغالاة, لاستحالة تدني ذكاء النساء لدرجة تجعل منه موازيا لشبه الذكاء الذكوري, لذالك يستخدم الذكور أسلوب مخاطبة العاطفة, بدلا من مخاطبة العقل, محاولين إغراق المرأة في الجهل و الغباء, و تشجيعها على استحسان الرداءة, و التحكم في درجات إحساسها بالذنب في حال شاءت تسخير طاقاتها فيما لا يعود على الذكور بالنفع, و كأن الرجل إنسان و المرأة ملحقته

من بين الأسلحة التي كانت تستخدم و لازالت, لترويض المرأة, إستراتيجية افتعال المشاكل لاقتراح الحلول, كالتضييق على المرأة في مجال معين, كسوق الشغل على سبيل المثال, وحرمانها من مستحقاتها الشرعية, أو تكليفها بما لا طاقة لها به, لفترة من الزمن, يتم النضال فيها من أجل نيل المستحقات التي وصفناها على أنها شرعية, حتى توهم أنها لن تنال شيئا من النضال, فتمنح بعضا من مستحقاتها بتدرج, مع تأجيل أهمها, و الذي لا يعتبر حقا من حقوق المرأة, ليس للمرأة إلا حق واحد, و هو حق السيادة, لنقول بتطور حقوق المرأة و نقدم الأدلة على ذالك, في مجتمع لا زلت أسمع فيه صراخ جارتي تألما من ضرب زوجها السكير, و يذكرني هذا بإستراتيجية تجويع الشعوب لجعلها تحتفل بالخبز الحافي فيما بعد

يبقى تقييد المرأة بأشغال المنزل أنجع الوسائل التقليدية المخصصة لإلهاء النساء, فبعدما حكم عليها القدر بالسجن في بيت الزوجية مع أشغال المنزل, لم يعد يتسنى لها وقت لمعرفة ذاتها, و ممارسة نفسها, و أصبح تعريفها ما بين قوسين, عاملة منزل, أفلا يليق بجلالها أن تكون سيدته ؟ كلا, فلو تمكنت سيدتي من سيادة بيتها, فستتمكن من اكتشاف قدرتها, و معرفة حقها في سيادة العالم, و هذا ما لا يرضاه المجتمع الذكوري, لأنه امتهن الفساد, و يعلم أن المرأة فاضلة بطبعها, و إن صارت لها السيادة و تيسرت لها السلطة صار مجبرا أن يكون فاضلا

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 13, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ترويض المرأةWhere stories live. Discover now