حدث ذلك البارحة أو اليوم او غدا،في احد الايام غادر عمر و سامي منزلهما متجهين نحو المدرسة تتسابق خطواتها تركل اوراق الاشجار المتساقطة لتطير قليلا ثم تهبط بلطف على الارض
تلك المدرسة لم تكن كاي مكان ستتخيلونه
بل كانت أشبه بتجمع بسيط لبيوت جاهزة "شاليهات"بلاستيكية تحوي عدد طلاب اكثر من طاقة استيعابها
لكن لا أحد يتذمر ففي زمن الحروب قليلون هم من يستطيعون التعلم
_عمر،اخي ماذا تتمنى أن تصبح في المستقبل!!!
_اتمنى...اتمنى ان اكون شرطيا أو مهندسا أو رئيس دولة ... واتمنى ان اكون أميرا..ساكون كل هذا..
_حسنا ...ستكون كل هذا اعمل بجد فحسب
_وانت ياسامي
_ما أتمناه هو ان احكم العالم ليوم واحد فقط ..سانهي كل حروب العالم،سأبني لك اجمل مدرسة ...سأعيش انا و امي و ابي في سوريا الجميلة التي يكلمنا عنها ابي ..سنعيش في الشام يا أخي...شام الياسمين يا عزيزي
لم أشأ استراق السمع اكثر على أحاديثهما البريئة لاني اعلم نهاية القصة
انا اغوص في أعماق مخيلتي و أمدد طريقهما ...
بعد الانتهاء من المدرسة يعود الطفلان الى المنزل ببطء ...لكن المفاجأة كانت طوفان دماء يجرف اطلال احلامهما المدمرة بعيدا. بينما تمطر السماء رمادا
النيران لم تخمد بعد ،عندها رفع احدهم البطانية لتسقط ساق الاب متدحرجة ليعيق تدحرجها جسد الام مضرجا بالدماء....
ذلك الانفجار لم يكن سببه انبوب غاز ولا سلك كهربائي بل كان صاروخا باليستيا قصف منزلهما "بالخطأ"
بعد تلك الحادثة ارسل الصغيرات الى مخيم ما بنفسية محطمة
لم يعد الصغير قادرا على الكلام أما سامي فقد أصبح مدمن مخدرات يشتريها بنقود السرقة
و كانت نهايته منتحرا بجرعة زائدة من الهيروين أو الكوكايين أو سم ما ...
{سنعيش في الشام يا أخي...شام الياسمين يا عزيزي..} تتذكرون صحيح !!!
هل هذا هو قدرنا فعلا؟ان نموت بصاروخ خاطئ أم أن تنتحر بجرعة هيروين زائدة !!!
هل. قدرنا إن نحلم و لا نحقق احلامنا لانها قد سلبت منا قبل أن تنضج ؟هل هذا الشيء الذي نقف عليه و نحن نحسب أنه يابسة مجرد جليد سيذوب مع مرور الوقت؟!هل كل احلامنا مجرد سراب ووهم ؟!
ارائكم تهمني...(•°-°•)✌️
