p2

275 54 27
                                    

غيمة كبيرة أرجوانية تطفو فوق المدينة!

كان منظرها خلاباً، حضر كل مقدمي البرامج والصحفيّون لتصويرها. الجميع متعجب، لا بل منذهل من روعة الغيمة، ويتساءلون عن سبب ظهورها.

هل هو طبيعي أم انه خارق للطبيعة؟

ولكن لا أحد يعلم أن السبب هو تلك الطفلة اللطيفة التي تملك قوى خارقة لا يعرفون عنها شيء.

نعود إلى الرجل الفقير،  سأسميه كريس.

كان كريس فرحا جداً بالجوهرة ولكنه أدرك تماماً أنها  ليست له وعليه إيجاد صاحبها بما أنه لا يعلم من أين أتت -بالرغم من أنه فقير إلا أنه لن يطمع بشيء ليس ملكه-

بدأ بحثه في البيوت البسيطة الخاصة بالفقراء.

كانت أول عائلة يذهب لها كريس هي عائلة السيد سميث. بدأ بالتحية والسؤال عن صحة الأطفال وأمهم وبعد مدة من الحديث سأله قائلاً:

- "بالأمس وجدتُ هذه الجوهرة، هل هي ملك لك؟ أرأيت من قبل شخصاً يحملها؟ أرجوك أخبرني."

- "لا، لم أر أي شخص يحمل شيئا ثمينا مثلها يا كريس."

- "حسنا إذا، إلى اللقاء."

- "إلى اللقاء."

وعاد كريس للبحث عن صاحب تلك الجوهرة. زار جميع البيوت والآن عليه التوجه لسوق الجواهر لأن أحد الأشخاص نصحه بأن يذهب هناك لعله يجد صاحبها يبحث عنها في السوق.

دخل إلى جميع محلات الجواهر المعروفة والكبيرة
وتعِب من كثرة البحث فوقف واضعا يديه على ركبتيه وهو يلهث من الإرهاق.

وإذ به يرى رجلا كبيراً وكان من الواضح عليه أنه حكيم فزعم  الذهاب إليه وسؤاله عن الجوهرة:

- "مرحباً سيدي"

- "أهلا بني، أتحتاج شيئاً؟"

- "أجل سيدي، لقد وجدتُ هذه الجوهرة منذ يومين وأنا أبحث عن صاحبها ولقد بحثت في أرقى وأكبر أسواق الجواهر ولم أجد شيئا فقط كان الجميع يريد شراءها مني... هل تعرف محلا أو شخصا قد يساعدني؟"

- "أجل بني، لدي نصيحة لك."

- "تفضل سيدي، أنا أسمعك."

- "الأشياء الكبيرة خادعة والعبرة في التفاصيل الصغيرة. افهم الجملة جيدا وصدقني ستجد الحل."

- "شكراً سيدي."

- "لا عليك، إذا إلى اللقاء بنيّ."

- "وداعاً جدي"

وبعد أن ذهب الرجل، ظل كريس يفكر ويفكر ما الذي يعنيه؟ العبرة في التفاصيل الصغيرة؟ أيقصد أن المحلات الكبيرة خادعة؟

إنه محق ربما، هناك محلات صغيرة ولكن أكثر صدقا ومعرفة. فقرر كريس البحث عندهم وبالفعل وجد محلا صغيرا وعند دخوله رأى صاحب المحل وكان وجهه بشوشا، من الواضح أنه طيب وصادق:

- "مرحبا سيدي."

- "أهلا بك، كيف أستطيع مساعدتك؟"

- "في الحقيقة لقد وجدتُ هذه الجوهرة قبل يومين وأود منك رؤيتها."

- "في الحال سيدي،  دعني أراها."

- "تفضل، ها هي..."

وبعد أن فحصها البائع قال:

- "من أين أتيت بها؟"

- "وجدتها واقعة عند يدي وأنا أبحث عن صاحبها الآن، هل رأيتَ شخصا يحملها يوما؟"

- "لا، لم أر أبدا بحياتي جوهرة كهذه. أنا مذهول لأنها نادرة جداً وسعرها غالٍ كثيراً."

- "هذا غريب، جميع المحلات التي ذهبتُ لها سابقاً أخبرني أصحابها أنها رخيصة جدا."

- "ليس غريباً، كانوا يريدون شراءها بسعر رخيص ثم بيعها بسعر غالٍ. أرادوا خداعك."

- "اهاا والآن فهمتُ معنى كلام الرجل الحكيم «الأشياء الكبيرة خادعة»، كان يقصد أنهم كانوا يحاولون خداعي. من الجيد أني لم أقم ببيعها لهم."

- "أنا لا أملك المال الكافي لشراء الجوهرة مع الأسف وأيضا لابد أن لها مالك. الأمر الغريب هو شعوري عند لمسها، أنا أشعر بالاكتفاء من كل شيء..."

_ أنا أيضاً أشعر بذلك، غريب... حسنا إذا، أراك لاحقاً سيدي."

خرج كريس من المحل ولازال حائراً بشأن الجوهرة وصاحبها، غير عالِمٍ بأن الطفلة التي صنعت الغيمة تراقبه...

جميع المدن المجاورة للمدينة تريد رؤية هذه الغيمة الأرجوانية ولا أحد يعلم أنها ستمطر جواهر سحرية لاحقاً.

•-السحابةُ الأُرجوانِية: ذاتُ الجَواهِر السِحريّة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن