من أين جاء هذا الكون؟ كيف نشأ؟ كيف نشأت المادة؟ كيف نشأت الحياة من المادة؟ كيف نشأ الإنسان؟ ما الذي يقوله العلم في هذا الصدد؟ هل يمكن التحقق علميًّا بصورة قاطعة من وجود الخالق؟ لماذا هذا الاختلاف بين الديانات؟ ما حقيقة هذا الاختلاف؟ هل يمكن أن تتفق الديانات حول حقيقة واحدة؟ ما هذه الحقيقة؟ هل هناك سبيل للوصول إليها بطريقة علمية سليمة محايدة؟
الحدود بين العلوم - كما أنشأها وصنَّفها الإنسان - حدود وهمية مصطَنعة لا وجود لها في الطبيعة أو في الكون، فالحياة نشأت من تفاعل وتكامل أنواع من المادة؛ أي إن علم الأحياء ما هو إلا شكل متقدم من علم الكيمياء وامتداد له! أنواع المادة نشأت بدورها قبل ذلك من تفاعل وتكامل أنواع الذرات؛ أي إن علم الكيمياء ما هو بدوره إلا شكل متقدم من علم الفيزياء وامتداد له! وهكذا، فالذرة لم تكن نقطة البداية كما سيتضح عندما نكتشف المفاجآت والاكتشافات العلمية الأخيرة الكبرى التي استوجبت إنشاء علم جديد (علم الكوانتم).
الإلحاد ما هو إلا عدم وضوح في الرؤية. الافتراضات والنظريات العلمية التي أسس عليها علماء الغرب إلحادهم - في الفترة ما بين عصر التنوير وعصر الثورة الصناعية (ما بين منتصف القرن السابع عشر ومطلع القرن العشرين) - يتم تصحيحها اليوم لتصبح على العكس من ذلك دليلًا على وجود «نظام باطن» منَظِّم لعملية الخلق (بدلًا من المعتقد القديم في أن «الصدفة» هي أساس للخلق): نظام باطن (خالق باطن) أقرب إلى المادة وإلى الكائنات منها إلى نفسها
لا يمكن فهم تطور الأحداث ومعناه دون العودة إلى الوراء قرنين ونصف القرن من الزمان أيام تأسيس الفيزياء الكلاسيكية على يد العالم إسحاق نيوتن في بداية ذلك العصر الذي عرف باسم عصر التنوير.عصر التنوير هو ذلك العصر الذي كان قد بدأ في منتصف القرن السابع عشر وامتدَّ ليشمل القرن الثامن عشر كله. إنه أيضًا ذلك العصر الذي تَلَا عصر النهضة الأوروبية، وسماه المؤرخون كذلك - عصر التنوير - لما شهدته فترته من نبوغ علمي وفكري أدى إلى نقل دول أوروبا الغربية ومن بعدها أمريكا (بسبب هجرة الثقافة والعلم الأوروبي إليها) نقلة تاريخية في جميع المجالات العلمية والثقافية. إنه باختصار ذلك العصر الذي أسّس لظهور الحياة العصرية كما عَرفها القرن العشرون وكما نعرفها الآن.
مجرة اللبانة ابحثي عنها
هناك أيضًا الحقيقة العلمية المدهشة من أن النور هو الوحيد في الكون كله الذي ينتقل من مكان إلى آخر في الفضاء دون استهلاك أي طاقة على الإطلاق: النور طاقة تتنقل في الفضاء دون استهلاك أي قدر من الطاقة!
اكتشف تومسون وجود شيء أصغر من الذرة أطلق عليه لقب «الإلكترون» Electron (اسم مشتق من Electricity والتي تعني كهرباء بالإنجليزية)، فالكهرباء ليست إلا ظاهرة مرور الإلكترونات من ذرة إلى أخرى داخل الأسلاك المعدنية.