Part. 1

9 1 0
                                    


انها غرفة متوسطة الحجم ، يوجد بها سرير ينصفها ، بجانب السرير يوجد طاوله صغيره ، اظنها طاوله للقراءة ، ففوق الطاوله يوجد بعض الكتب ، ومصباح صغير مضاء فوقها. يوجد علي الحائط المجاور للطاوله خزانة ملابس صغيره وفوقها بعض الصناديق القديمه ، هناك مرآه معلقه علي الحائط المقابل للخزانه ، واسفل المرآه يوجد كومود صغير موضوع عليه بعض العطور الرجاليه ، وساعة يد فضيه واخري ذهبيه ، وهناك صندوق صغير موضوع بجانبهما ، قد يكون يحتوي علي قلاده او خاتم او ما شابه. بجانب الكومود علي بعد بعض الخطوات يوجد طفل صغير لم يتعد العاشره من عمره ، يجلس في زاوية الغرفه ويضم ساقيه لصدره ويسند رأسه عليهما ، يمكنك سماع صوت شهقاته الصغيره التي تخرج من بين شفتيه المرتجفتين. علي السرير يمكنك ان تري شاب في السادسة عشر من عمره ، يجلس ويتأمل ذلك الطفل الصغير بعينين ذابلتين.

نهض ذلك الشاب وتوجه للطفل بخطوات متعثره ، جلس امامه وهو يضم ساقيه لصدره هو الآخر ، مد احدي يديه ليداعب شعر الطفل الصغير ، ارتسمت ابتسامه مجهده علي وجهه الشاحب وقال بهدوء :

"لا بأس لقد انتهى كل شيء بالفعل ، ليس عليك البكاء بعد الآن"
رفع الطفل الصغير رأسه ونظر للآخر بعينين دامعتين وقال :

"لكن أنت...."
"لا تقلق صغيرى أنا سأكون بخير لقد وعدتك بذلك ، أتذكر ؟"
نظر الطفل الصغير فى عيني الآخر بنوع من القلق ثم هز رأسه إيجابًا.
رفع الشاب يده من علي شعر الطفل وقربها من وجهه ، بدأ يتحسسه بلطف ويمسح دموعه التي بللت وجهه الصغير.

"هيا عليك العودة الآن لقد تأخر الوقت"

قالها الشاب وقتح ذراعيه ليحتضن ذاك الصغير.

أومأ الصغير بهدوء وأقترب من الشاب واحتضنه في محاوله يائسه للحصول على بعض الدفئ فى تلك الليلة البارده.

بدأ جسد الطفل الصغير بالتلاشي ببطء ، فقط كان يختفي كأنه كان شبحًا جالسًا ، لكن أليس هو كذلك حقًا ؟

~~x~~x~~

رواق طويل يمشي به العديد من الطلاب ، جميعهم في اعمار تترواح بين 15 و 17 عامًا ، أظنك عرفت ما هو هذا المكان ، أليس كذلك ؟
إن لم تستطع التخمين فهذا المكان هو مدرسة ثانويه ، وتحديدًا أحد أكبر المدارس الثانوية في سيول.

المكان هنا مليئ بالضوضاء حقًا ، الجميع يتحدث ، يضحك ، يركض ، يصرخ ، هناك من يدفع الآخر ليقع ، ومن يرش المياه علي الماره ، من يتشاجر مع صديقه ويضربه ، إن المكان هنا أقرب إلي حظيرة دجاج من كونه مدرسه!

ووسط كل هذا الخراب يوجد شخص لطيف هادئ ، إنه نفس الشاب من الليلة الماضيه.

يمشي وهو يضع سماعات اذنه وقد رفع الصوت لأعلي حد حتي يستطيع سماع صوت الأغاني وسط كل هذه الفوضي. يحمل حقيبة ظهر باللون الأسود ، ويرتدي الزي المدرسي باللون الأزرق القاطم ، يمكنك رؤية توهج ذلك السوار الفضي الذي ينعكس عليه اشعة الشمس التي تأتي من النافذه للمجاوره له.
يبدو ذلك السوار جميلًا حقًا ، أتسائل من أين حصل عليه ؟ فنادرًا ما تجد سوار بهذا الشكل الآن.

The True lie ❤️ الكِذبَه الحقِيقيَهWhere stories live. Discover now