أخي سيرحل ..
إحتل شقيقي العبقري إحتل المراتب الثلاثة الأولى بين أقرانة كعادته ..طالما كنت أشعر بالغيرة منه ..هو متفوق في كل شيء ..ويحظى بجل إهتمام والداي ..
لكن
اليوم أشعر بمزيج منعش من الفخر والفرحة بهذا الانجاز ..فلا يسعني إلا الابتسام حين أرى الفرحة تزين ثنايا وجهه ..أمضيت الليلة أفكر ..هل يمكنني أن أبلغ مابلغه أخي؟ ..أريد أيضا أن تكون لي شهادات ، أريد أن يناديني والداي بلقب خاص مثله ..وان بدللاني مثله ..
فقط أن يحباني مثله..
بقيت ألتف في السرير ..تبا ! لا يمكنني النوم ..أشعر بجفاف في حلقي ..أريد ماءا ..أثناء صعود الدرج بعد إتمامي للشرب سمعت صوت شهيق خافت من الغرفة الصغيرة ذات الباب الخشبي العتيق ..غرفة والداي ..
فتحت الباب فتحة صغيرة أختلس منها ماقدرت عيناي على رؤيته ..شقيقي هنا؟!
الاب: إذا أنت جاهز ليوم غد؟
. بلى ياأبي ..ولكن هل يمكنني العودة لرؤية لؤي ورؤيتكما ..؟
الأم : يا عزيزي ..العائلة تحتاج ل ..لو كنا نملك المال لما اضطررنا ل ...ثم أجهشت بالبكاء
لم يبدي ليث أي إنفعال ..إكتست عيناه برودا ينم عن غموض بداخله ..والكثير ..من الظلام..
الأب : اوه يا صغيري ..كثرت علي الديون ..يجب تسديدها فلا مفر من ذلك! وانت الان رجل ! ..أنا لا أقوى على فراقك لحظة ولكن ..
ليث (يعض شفته السفلى) : لا بأس أبي ..إنه عام وحسب ..
(ركز على جملته وهو يقول)
سأعود ..حتما ..وسنجتمع مجدداأما الصغير لؤي الذي لم يفهم شيئا من الموضوع ..كل مايدركه ..هو أن شقيقه سيغادر!
رجع بضعة خطوات للوراء من فرط الصدمة ..ارتطم بالحائط فأصدر ذلك صوتا كفيلا بجعل الاخرين ينتبهون عليه ..الام : لؤي! ..مالذي..؟
الاب : ....
قال والدموع تغشو عينيه : أمي ..هل صح-..هل صحيح..؟ أصحيح ماسمعت..؟ ..ل-ليث سيغادر!
الأم : أسفة ياصغيري ولكن ..دعوكم من الأم التي تعانق إبنها المصدوم وسط شلال دموعها ..ودعوكم من الأب الذي يفرك ذقنه في شيء من القلق ..
كان ليث متفاعلا مع بكاء شقيقه ..هو الذي لم يعر بالا لدموع والديه؟ ..لوهلة ستظنون أنه إبن عاق ..
ولعل حدسكم ليس بالبعيد عن الواقع!بعد أن طولب الاب *المسكين* بديون كثيرة لا يتحملها راتبه البسيط ..عرض عليه صاحب الدين ان يعمل ليث لديه سنة كاملة ..فإن اكملها مسح عليه كل ديونه ..
دعك من تفاصيل الأب الذي إستدان كل ذلك او لما فعل هذا ..فهذا يطفي على القصة منحى مملا بالفعل ..
أنظر هناك ..ذاك الفراغ الذي إحتل عيني الفتى الزرقاوتين ..فراغ الى مالا نهاية ....بطريقة ما ..صرتا تميلان الى السواد ..لا تسألني كيف تنقلب الزرقة سوادا ..لن تفهم ألا اذا رايت عيني ذاك الفتى..كأنما إستعارها من شيطان قابع في الجحيم!
YOU ARE READING
ضحية جشع
Horrorفي سيناريو مبتكر لعائلة سعيدة ..كنا نجلس حول المائدة نتجاذب أطراف الحديث ..كان الكلام يجول عن نجاح اخي ااباهر في الامتحانات .. كان الامر يبدو لوهلة كرسم دقيق ومثالي لاسرة بسيطة وهانئة .. ولكن أنى ان يعيش أي منا ذاك الحلم!