الإنتقام العادل ..

11 0 0
                                    

في ليلةٍ من أسوء ليالِ العمر اللتي عشتها عام 1989 وطال بي حزنها و أصبحت هاجساً يُطاردني في كل مكان و تسببت بإنعزالي عن الناس و كادت أن تُصيبني حالة نفسية تقتل حياتي من هول ما رأيت ، منظر ان نظرهُ أحد قد يسقط مغشياً عليه او يموت ! منظر سبب الهرع و الخوف و البكاء والنياح !

كنتُ في ذلك العام أبلغ ١٢ سنة .. ليلة مناخها سيء شديدة البرودة في شيكاغو في مقاطعة كوك الساعة ١ ليلاً في أحد الأحياء المُظلمة جداً كنت ماشياً برفقة أمي و أختي مروراً بحانة قديمة و يبدو أنها سيئة السمعة وما إن تجاوزناها الا بأربعة من الرجال في منتصف الثلاثينات يخرجون من تلك الحانة و أجسامهم قوية وتبعونا و كنت مرتاباً من مشيهم خلفنا فما إن توارينا عن الأنظار وكان الشارع المظلم ساكناً ولا صوت ولا نور فإذا بهؤلاء الرجال يلحقون بنا بسرعة ونحن نهرب حتى أمسكوا بنا بشراسة وقوة بعد مقاومة امي واختي و كمية من الشر في أعينهم تتطاير ، فإذا هم يُدخلوننا في كوخ قديم وكأنهم كانوا يمارسون طقوس خاصة و كأنهم اعتادوا على هذه الأشياء و أول مافعلوا قيّدوني و أجلسوني على كرسي أمام المطبخ ثم أتوا بأختي فبدأوا يفعلون أشياءً غريبة يقول كلمات ويشعل شموع و على جدار البيت شعارات وعلامات غريبة وكأنها ترمز لمعتقدات غريبة ! ثم بدأوا بتقطيع جلدها وهي واعية لم تفقد الوعي انا وامي نبكي ونصرخ ثم قاموا بتشريح جسدها و إظهار مافيه و الأرضية متلطخة بالدم غارقة فإذا بي أرى أمي تفقد وعيها أحاول ان أعرف ما حل بها وما مصيرها!! و إذا بهم يشذبون أختي و يقطعونها قطعاً صغيرة و يلقون بعضها للكلاب الضالة لإسكاتها وبعضها يأكلونها !!! أُحاول ان اتكلم بعد ذلك اريد ان افعل شيء فإذا بلساني ينعقد أصبحتُ أبكماً ، انعقد حرفي لم أقدر ان اتكلم ! وبعد ان انزلوا والدتي من الكرسي سَقَطَتْ تلقائياً بدأوا يلمسون نبضها فإذا بها ميّتة من هول ما رأت من تعذيب و تعنيف !! كدت ان اموت بعد ان علمت انها فارقت الحياة فسقطت مغشياً علي ولم أعلم ماحدث بعدها حتى أصبحت في اليوم الثاني او الثالث لا اعلم كم مضى يوم على الحادثة ! ولكن وجدت نفسي في شارع صغيرجداً ملقى على الأرض ومُغطّى .. نهضت مسرعاً أبحث عن مركز الشرطة فإذا بهم ثلاثة رجال يقفون امامي من ضمن اللذين إختطفونا وقفت مصاباً بالذهول هل هم من ارتكبوا الجريمة فعلاً ؟ وقفت مذهولاً أُحاول ان اقول شيئاً ولكن لا جدوى لأنني أبكم لم أستطع الكلام بعد تلك الحادثة الشنيعة ، استقبلوني هؤلاء المجرمين على أنهم أُناس طيبين أخيار لم يفعلوا شيء طلبوني الى المكتب و أَبيتُ و رفضت أن آتي معهم ! حاولت ان أصل الى المسؤل الأكبر ، و استطعت الوصول والدخول اليه بعد عناء وما ان دخلت فإذا بالصدمة الكبرى اذا به الشخص الرابع اللذي اختطفنا !!! علمت انه لا جدوى من اي شي ، دخلتُ طالباً العدالة والحق فخرجت محبطاً مما رأيت .. وبعد مرور ١٠ سنوات بعد أن بلغت ٢٢ عاماً في عام 1999 ولا زالت تلك الحادثة تراودني وتسيطر علي لم أسمح لنفسي بالسكوت ولا الجلوس مكبل ومصفد اليدين لا أملك وسيلة !! فقررت .. و أيما قرار هو ؟؟ الإنتقام ، لا يهمني هل سيكون الإنتقام عن طريق القانون ام خارج القانون ، المهم انه " إنتقامٌ عادل " بنفس الطريقة البشعة ! وفي نفس المنزل !إختطفتهم واحداً تلو الآخر و وضعتهم في نفس المكان الذي وضعونا فيه انا و أُمّي ، وبدأت أُقطّع جلد صديقهم وهم يتألمون كما يتألم صديقهم .. أستمريت ولم أرحم أحداً منهم و قتلتهم جميعاً بنفس الأسلوب البشع !!.

- بقلم : البُعبُع ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 09, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الإنتقام العادل ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن