Swan Boy

إستمعوا للمقطع الموسيقي المُلحق بالأُقصوصة مع إقتراب النهاية
أين بالضبط؟
لا تقلقوا.. سيخبركم حدسكم متى^^
◇•◇•◇•◇•

إقليم أنتيشون 인천광역시

كوريا الجنوبية

١٨-١٢-١٩٩٧

كانت المراهِقة اللطِيفة تتحدّث بخجلٍ ونبرةٍ هادئة مُنخفضة تَشي بِكونها مرّتها الأُولى هُنا، لكنها مع ذلك تعلمُ ما تَبغي بالضبط وقد أخذت تَشرح للسيدة "نارا" بقدرٍ من حماس لا يَخفى ما يَجب أن يكونَ في الحذاءِ من خَامات ومُواصفات.

لذا تربّعت السيّدة الأربعِينية على الأرضِ بِرشاقةٍ تُفصح عن ماضٍ عَريق في تَمارين التّمدد بجانبِ قدميّ الفتاة العَاريتان على المنصّة أمام المرآة لتأخذَ مَقاساتها بَينما تُوجهها بينَ الفِينة والأُخرى لتغيّرَ وضعية وُقوفها.

ومِن داخل مَعمل الخِياطة في مُؤخرة المَتجر البَعيدة كان "كيونجسوو" يُحاول تخيُّل المَوقف كاملاً اعتماداً على أصواتهما الخَفيفة دونَ أن يَرى شَيئاً من مَكانهِ ولا يَدري لمَا يُهئ لهُ أن للفتاة شَعراً قَصيراً وتَرتدي تنّورة وَاسعة تصلُ إلى ما تحتَ منطقة الرُكبتين الوَرديتين ارتدتها خِصيصاً لأجلِ هذهِ المُناسبة.

كانَ جِهازُ التلفاز الصّغير الموضوع بجانبهِ مَفتوحاً على القناة الوطنيّة التي قَررت أنّ اليومَ يومٌ مُناسب للاحتفاءِ بالفن فهاج قلبه وماج لمقطوعة الجمال النائم.

تأمّل بطرف عينهِ وبقلبٍ خَفيف الجنيّاتِ وهنّ يُباركنَ الأميرة "أورورا" الرّضيعة بالجَمال والرّقة والرّشاقة والصّوت الحَسن وتذكّر والدتهُ عِندما كانت تُشاهد هذا الباليه بالذات وتقولُ أنّ الجَمال النّائم هو جمالُ ما بعد الحرب، فقد كان أولَ عرضٍ يُقدم في دارِ الأوبرا الملكيّة بعدَ الحَرب العالمية الثّانية بعدَ توقفٍ دامَ طويلاً.

التفكير بوالدته بينما يستمع للمقطوعة الرشيقة جعله يشتاقها أكثر من أي وقتٍ مضى وفكّر بزيارة المنزل عشة عيد الميلاد.

ارتفعَ صوتُ آلة الخِياطة القَديمة بالتدريج وكأنها تَزعقُ بهِ وتتذمّر لإيقاظِها في مِثل هذا اليَوم الزّمهريري، لكنهُ لا ينوي الاعتذارَ من هذهِ العَجوز الهَرمة طَالما عتلتُها ثَقيلة هكذا تجبرهُ على الضّغط بقدميهِ على الدوّاسة بأقصى قوتهِ المَحدودة.

كانَ أول مهامهِ لهذا اليوم هو إحياءُ أحد الأحذية الميّتة التى أتَى بها أحدهُم ليلةَ أمس بعدَ رَحيله.

لم يَكن مُقتنعاً بالكامل بفكرةِ إحياءِ الحذاء إذ أنهُ لم يُعاصر مثلَ هذا الطلب الشّاذ قَبلاً، فعندَ موتِ الحذاء تقوم الرّاقصة بإستبدالهِ فوراً بآخرَ جَديد مَنعاً لحدوثِ أي إنزِلاق يُؤدي لإصابة.