دور ثانوى 1

24 1 0
                                    

مازالت دقات القلب تتسارع بين اكتمال وشغف
لكل ماهو جديد ومختلف
فتلك الروح الممتلئة تفيض بما ملئت به وخصص لها
وتتوق لحياة مختلفة بمفاهيم ومصطلحات
وطريق غير الذى اعتادت عليه
لذلك تحيا كل يوم بحزن وفرح 💗💗💕
هكذا زادتنى الحياة عمقا وشجا
كيف امتن لها لدروس الامس ونجاح اليوم
وفى قلبى الألم ؟
أتمدد على السرير وأبكى فى الظلام بعد منتصف الليل بغير سبب ؛ "مهلا" لا بل انا اعلم السبب فقلبى المتيم بالحب يهابه ويخشاه

أعرفكم بنفسى "نغم "
الصديقة و القريبة والأبنة الوحيدة و الوريثة ايضا ولكن أموال أبى الطائلة لم تجنى لى الحب كما كان يظن ، بل زادتنى وحدة وحزنا .

لم يكن لدى الكثير من الاصدقاء لكثرة سفرى وتجولى حول العالم ولم يخبرنى أحد بالحب خوفا من الرفض فلطالما كنت بعيدة المنال .

منذ سن المراهقه وانا لا اعرف لقوانين القصر  والبروتوكولات وفنون الاتيكيت منهجا ولا اهتم بها ، ولطالما كانت لى تلك الأوامر قيدا فيما ارتدى خاصة فى الحفلات .

فانا اكره الجلوس فى تلك القاعة وهؤلاء الحضور  يرتدوا الحرير والالماس ، وغيرهم بالسوق أراهم متخفية يأكلون اوراق الاشجار .

ابتسامات منافقة يتداولوها طمعا فى المال ، وان كان الحب فى عالم الفقراء يملأه الخوف ففى عالم الأثرياء هو عبارة عن أكذوبة تتم به ثفقة تجارية
لا مكان للحب فى حياتى ولا اريد له مكانا ،
ولكن الغموض يتملكنى لأعرفه ، وأعرف حقيقة هذا الشعور قبل السقوط من المنحدر .

ولتمردى على حياة الترف أرسلنى أبى الى منزل عمتى فى الصعيد حيث تعيش فيه ، زوجة أولى  وفى قلب زوجها هى الثانية .

لم تستطع أن تجلب له طفلا يجلب لهم السعادة ولم تستطع أن تحبه وحدها او تتركه لغيرها ، أحبته وتوقفت حياتها لحبه المنسى لها .

لهذا فقضاء الوقت معها اسعدها كثيرا ورسم على وجهها الابتسامة كل ليلة،
رغم ماسببته لها من متاعب.

بدلا من السهر أمام الافلام الاجنبية فى الليل كالعادة فى المدينة ، يوقظنى البعوض حتى الفجر لأنام فى المدرسة .
درجاتى الدراسية هى الاسوء فكنت اقصد الرسوب والنوم فى الامتحانات عندا لأعود للمدينة مرة أخرى .
كنت غريبة بالقدر الذى لم يجعلنى صديقة لاحدهم ، كما كانوا غرباء .
ففتاة قضت اغلب حياتها فى تعلم الرياضة والسفر والبطولات والتحدث ب٣ لغات لا تجد فهما لطبيعة هذا المجتمع البسيط  .
كيف لزميلة فى سنى أن تقبل على خطوة الزواج ؟ اتمزحون معى ؟

فى بادىء الأمر كنت اضحك من الشرفة وانظر لهذا العرس الفريد من نوعه و زوجين عمرهما لم يتجاوز ال ١٥ عاما .
ولكن بمرور الوقت دخلت فى تلك الدائرة لتزداد اوقات المزاح والوحدة  أكثر فأكثر .

احاديث تروى حولى من زميلات صفى عن كيف اصبحت حياتهم وكيف اصبح دورهم فى الحياة دور ثانوى .
حديثهم عن الاطفال وتكاليف الزواج وأعمال المنزل والمطبخ وتعاملهم مع الاهل والاقارب بدون حلم
جعلنى انظر لهم كما لو كانوا فى دراما بادوار ثانوية وكما كانت عمتى ايضا .
ولكنى لم اختلف عنهم ، فقد أوشكت تلك اللحظة فى الظهور فى حياتى .
لتفاجئنى عمتى  بعريس !
طبيب بيطرى ذكى وغنى واكبر الاولاد
يكبرنى ب١٣ عاما  ولكن اتعلمون ماهى المشكلة ؟
لديه طفل يتيم يبلغ من العمر ٣ سنوات .
لاجلس على السرير فى صدمة
اي عروسة يتقدم لها؟!

عمتى : مارأيك يا نغم ؟ هل أخبره بالموافقة ؟

لابكى خوفا وانظر لها : لماذا ؟ لماذا انا ؟ ولماذا اوافق ؟

عمتى : موقفك من الدراسة لا يطمئن وان لم يكن اهتمامك فى الدراسة فليكن فى تكوين الأسرة والعيش كباقى الفتيات هنا .

لانظر لها بتحدى ومليئة بالغضب :اذا هذا ماقصدته ؟
انه عقاب أبى لى على عدم دراستى ؟

عمتى : أجل ، هكذا تكون حياة البنت أما فى الدراسة أو الزواج خذى قرارك .

*وماذا عن حياتك ؟ اختارتى الزواج فماذا وجدتى؟  هل وجدتى الحب او  الاخلاص ؟
هل وجدتى حتى الاطفال ؟
تتكلمين كما لو انك امى ؟

لتنفعل عمتى وتتحدث بقسوة لم ارها من قبل : اخرسى ، ما دمتى فى هذا المنزل انا امك وابوك .
تسألين ماذا وجدت ؟
رؤيتى له مرة كل شهر وابتسامته انستنى ليال الحزن والوحدة ، كما كنا منذ ٢٠ عاما فى الجامعة .
انه صديقى ورفيق  دراستى وكفاحى وحلمى.
فماذا عن حلمك انت ؟
هل لك رفقاء فيه ؟
حتى تنتهى من الثانوية طوال تلك ال٣ اشهر ستبقين فى تلك الغرفة لن تنامى ولن تذهبى الى اى مكان .
أما هذا او أن فرحك الخميس القادم .

أغلقت الباب ووجهها يتصبب عرقا وترتعش والصداع يملأ رأسها وانا لا أدرى مابها حتى سقطت من السلم مغشيا عليها لافزع و اخرج إليها احاول ايقاظها من جديد .

فيلوفوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن