"في الغابة أضعت الرفيق
لاهو عاد و لا وحدي عرفت الطريق
في الغابة ٱنكشفت الحقيقة
و تلاشت الذكريات في دقيقة
في الغابة تكاثفت الهموم
و ما عدت أستطيع تبين مواطن النجوم
في الغابة أضحيت كالغريق
و خسرت في ثوان ذاك الصديق"
لي ٱيدن
أجلس متكورا على نفسي ملتحفا ظلمة غرفتي، دموعي تنزل غزيرة، تأبى أن تكفّ، تنغرس أنيابي في شفتي السفلية لأتجرع مرارة دمائي، مرارة بطعم الأسى و الخسارة الفادحة بينما أجتر تلك الذكرى التي لم تمض سوى بضعة ساعات على حدوثها.
في غابة بيجاريم الواقعة في جزيرة جيجو، كنت أقف أعلى شجرة فارعة الطول أراقب تلك المعركة الطاحنة التي تدور على بعد بضعة مئات من الأمتار بأعصاب مشدودة و توتر شديد، لا أدري إن كان علي الإكتفاء بالمشاهدة أو التقدم إلى ساحة الوغى ففي كلتا الحالتين أنا هو الخاسر الوحيد هنا، إذا ما أبرزت وجودي فحقيقتي ستنكشف و ذلك الشخص الوحيد الذي أهتم لأمره سيلفظني من حياته، ذلك الخيط الوحيد الذي يربطني بالإنسانية سينقطع إلى الأبد أما إذا كتفت يدي و ٱكتفيت بالمراقبة فحياة الكثيرين ستكون على المحك.
في لحظة واحدة، في جزء من الثانية، أنا ٱتخذت قراري، لم أكن أستطيع التخاذل بينما حياة أحب الناس إلي كانت على وشك أن تسلب مني، مخالبي ظهرت من العدم و أنيابي طالت لتبرز أمام شفتي بينما أقفز من شجرة إلى أخرى و حالما وطئت قدماي ساحة المعركة، أسرعت متجها نحو ذلك المخلوق الذي كان يستعد لغرس أنيابه في رقبة شيون، رفيق دربي و صديق طفولتي، إحدى يداي أمسكت برقبته تلويها و الأخرى غرست مخالبها في صدره، هو أصدر تأوها عاليا قبل أن يلتفت إلي بعيون محمرة تشتعل غضبا ينوي مهاجمتي و لكنني كنت أسرع منه لألتقط ذلك الوتد الملقى أرضا بجانبي أغرسه في صدره معلنا نهاية حياته التي كان من المفترض أن تكون خالدة، لم أهتم بأي شيء ٱنذاك، لا ٱنكشاف سري و لا تعرضي للخطر، فكل ما كان يعنيني هو أن يكون صديقي بخير و أن لا يصاب بأي أذى.
تجاهلت تلك الصدمة التي علت وجه شيون و نظرات الأسى التي صاحبتها، تجاهلت تلك الدموع التي ترقرقت في مقلتيه و ٱتجهت نحو بقية مصاصي الدماء أقاتلهم بشراسة، بكل ما أوتيت من قوة، غير سامح لأي منهم بالهرب، بسببهم أنا أصبحت هذا الوحش المنبوذ و بسبب تواجدهم الٱن هُدِمَ ذلك السد الذي ٱعتقدته منيعا ليسقط قناعي و تنكشف عوراتي.
أنت تقرأ
K_BROmance || The Beast
Fanfictionفي الغابة أضعت الرفيق لاهو عاد و لا وحدي عرفت الطريق في الغابة ٱنكشفت الحقيقة و تلاشت الذكريات في دقيقة في الغابة تكاثفت الهموم و ما عدت أستطيع تبين مواطن النجوم في الغابة أضحيت كالغريق و خسرت في ثوان ذاك الصديق