الجزء الاول من القصة ♥

49 4 6
                                    

صحوتي هي الغيبوبة_حوراء قاسم
1//
في ذلك النهار الخريفي ،كانت تتساقط اوراق الشجر ورقة تلو الاخرى ، لكن "أيلين" كانت مُصرةً على ان تستمر في تنظيفها ألا تعلم ان تلك الاوراق المتساقطة هي روح الخريف؟ الا تعلم بأن الاشجار تخلت عنها من اجل الخريف من اجل ان تحيي فصل جديد
كانت الاشجار تصرخ عليها وكانت تتوسل اليها بان تترك تلك الاوراق على الارض،كان صراخ الاشجار على شكل اوراق تساقطت فوق جسدها لكن دون جدوى
كانت فتاة عنيدة جداً، تتهرب من الواقع اكثر من مواجهته ولكنها تفعل المستحيل من أجل مبادئها في الحياة ومن وأجل والديها!
تعيشُ أيلين في احد الاحياء التركية في أسطنبول وعائلتها صغيرة مكونة من والدها الذي هاجر من العراق "حسين" ومن والدتها تركية الاصل "بهار"، اما هي فأنها تظن ان سعادة والديها تكمن في نجاحها بدراستها!!!
بهار: عزيزتي أتركي تلك المكنسة فلاوراق لا تكف عن التساقط
ايلين: أمي لا اريد!! اود ان ارى الحديقة نظيفة واود ان ينتهي الخريف حالاً! لا يسعدني تساقط الاوراق بهذا الشكل!
بهار: اووه ، ان ما يزعجك هو تساقط الاوراق؟
"اقتربت بهار من ايلين بهدوء وأمسكت بالمكنسة ورمتها بعيداً "
عزيزتي، حلوتي ان لكل مخلوق على وجه الارض موسم خريف خاص به! ليست فقط الاشجار فأن اردت ان تنهي فصل الخريف فكيف سنرى الربيع ياترى؟ كيف ستزهر الورود في الربيع؟؟؟ عزيزتي ان خريفك هو السبب في ازدهار ربيعك ، لا تحاولي ان تكسري نظامنا الكوني ولا تعاندي تلك الحياة بل تماشي معها ولا تتهربي من احزانك لانها خريف العمر الذي لابد أن يأتي بعده الربيع...
"بهار امرأة ودودة جداً وهي في ٤٥ من العمر تحاول أن تتفهم ابنتها ذات ال٢٠ عام وتحاول أن تحتويها وتقويها على مصاعب الحياة فهي نعم الام! لانها ساندت ابنتها كثيراً، تزوج حسين من بهار بعد وصوله الى تركيا،أن حسين رجلاً متديناً طيب القلب يرى ان سلاح أبنته الحقيقي هو أيمانها بربها وشهادتها الجامعية والتي تعطيها مكاناً مرموقاً وزوجاً من مستواها التعليمي، هو يحب ابنته كثيراً والذي لم يرزق بغيرها ولكنه مكتفي بها ويرى بها ابنة مطيعة حيث انها ارتدت الحجاب من اجله رغم ان رغبتها لم تكن بارتدائه بتاتاً! ، جاء حسين الى تركيا في عام ١٩٩٢ ليعمل بالتجارةولكنه خسر بسبب شريكه في العمل،فوجد وظيفة في السفارة العراقية في تركيا وذلك عام ١٩٩٤،والتي جعلته يتكلم اللغة التركية بطلاقة، بعدها التقى ببهار في الحي الذي يسكنان فيه لتقويه وتسنده، كانت بهار معلمة بسيطة تزوجت حسين في عام ١٩٩٥ فتركت العمل كمعلمة لان لديها مهام زوجية بأنتظارها لتزاولها! ولتلدِ أبنتها في ١٣/٦/١٩٩٨ ، أنهم يعيشون حياة بسيطة وهادئة ولكن أبنتهم من تمتلك حياة كبيرة وطموحات تود أن تصل اليهن"
2///
"أعتادت أيلين على تلك الحياة، تذهب الى الجامعة في الساعة الثامنةصباحاًوتعود الى المنزل الساعة الواحدة ظهراً،احياناً تخرج برفقة زميلاتها في الجامعة ولكن دون عِلِم والدها! لأنه لا يحب أن تنشغل عن دراستها بلاصدقاء!
وأحياناً تذهب الى المكتبة لقراءة الكتب التي تحبها او لاستعارة بعض الكتب التي تساعدها في دراستها
تدرسُ التصميم الهندسي او تصميم ديكور المنازل والمكاتب وما الى ذلك، فهي بارعة بالرسم وتمتلك خيالاً واسعاً يساعدها على تصميم ديكورات جميلة ذات طراز حديث وبما أنها بالمرحلة الثالثة من الدراسة فيجب ان تفكر بما ستفعله حين انهاء جامعتها وبمخططاتها العملية
أما حياتها العاطفية، فهي معقدة جداً، أيلين فتاة كتومة، وكبريائها يمنعها من التقرب من الشخص الذي أُعجبت به ، فكانت تتجنب التحدث اليه، بالرغم من أنه يتمنى ولو كلمة منها الا أنها تُصر على الابتعاد منه
كان اول لقاء ل " أيلين" و "كمال" في كافتيريا الجامعة، تصادفت عيناهما ويالها من صدفةخلقت اعجاباً ، الصدفة بداية الحب!!!
بدأ كمال الذي يدرس الهندسة المعمارية بمراقبة ايلين واستطاع أن يعرف القليل عنها كتاريخ ميلادها ودراستها ومكان سكنها وهي معلومات يُسهل الحصول عليها، الا انه لا يعرف ما هو اهم ، شخصيتها و ما تحمله من طموحات ، أن كمال شابٌ ذكي وطموح،توفي والداه عندما كان صغيراً فأهتمت به عمته "يلديز" والتي أعتبرها امه،توفيت عمته يلديز بسرطان الرئة عندما بدأ دراسته الجامعية ،كانت صدمة حياته،يظن بانه يخسر كل من يحب!!! ونسي أن الموت حق،والموت هو الحقيقة...
أن كمال محب للكتب العلمية وافلام الخيال العلمي، ويرى بأن العلوم هي محور الكون، عندما قُبِل في الهندسة المعمارية كان سعيداً جداً!!!! ويلديز فرحت ايضاً بذلك،وكتبت له رسالة قبل موتها لكنه لا يود أن يقرأها فهو لم يتجاوز صدمة موتها "
3////
حسين: صباح الخير
بهار: صباح النور،الم تستيقظ لصلاة الفجر؟
حسين: نعم،كنتُ مرهقاً وغططتُ في نوم عميق فليغفر لي الله
بهار: لا تحزن كنتَ متعباً
حسين: صلاة الفجر لها اجرٌ عظيم، لأننا نترك فيها النوم لنصلي ونؤدي تلك الفريضة التي فرضها الله علينا وبذلك نجاهد انفسنا..
ايلين: صباح الخير
بهار،حسين: صباح النور
ايلين:سأتأخر اليوم قليلاً،
حسين: لماذا؟ هل ستخرجين مع زميلاتك!؟
"قالها بنبرة هجومية،أرتبكت ايلين قليلاً ثم قالت"
أيلين: لا ،فلدي عمل في المكتبة ولدي بعض الكتب التي أود ان استعيرها..
بهار: وماذا يحصل ان خرجت مع زميلاتها عزيزي ؟ يجب ان تكون ابنتنا اجتماعية في المستقبل عملها يتطلب ذلك..
حسين: أعتقد ان عليها ان تركز في دراستها فقط، أما المرح والمتعة مع الاصدقاء فلا يجدي نفعاً!! وأخاف أن تتاثر بأولئك الفتيات، أود أن تكون أبنتي ناجحة وان تنشئ عملها الخاص ولا اود ان تكون فتاة فاشلة او فتاة تبحث عن فارس الاحلام كبقية الفتيات
"نظر حسين الى ايلين بفخر وتأمل كأنه يقول لها لا تخيبي أملي "
ايلين: أبي،أن كلماتك تحفزني كثيراً لا تقلق علي،وانتِ كذلك يا أمي، وانا لن اتأثر بالوسط الذي يحيط بي فمستقبلي أهم من ذلك صدقاني..
حسين: هذه هي أبنتي القوية...
"كانت بهار هي وحدها من تعرف الحقيقة!! حقيقة ان ايلين تدعي انها قوية، وهي الان تحقق طموح والدها والتي اقنعت نفسها بانه طموحها ، نظرت بهار الى ايلين بتعجب نعم انها تتعجب من قدرتها على التمثيل ، أما أيلين فتجاهلت تلك النظرات وجلست لتتناول الفطور وتفكر بماذا ستبدأ ياترى بمشروعها لمؤتمر المشاريع السنوي؟ أم بأمتحاناتها التي ستبدأ بعد اسبوعين؟ أم بكمال الذي لم تره منذ مدة؟ وهنا وقع كوب الشاي من يد أيلين،وأنتبه والداها لشرود ذهنها"
حسين: أيلين أنتبهي سيحرقكِ الشاي!
بهار: عزيزتي مابكِ شاردة الذهن،اووه لأُنظف تلك الفوضى
أيلين: لا ماما أتركيها أنا من سينظفها....
"منذ متى وأنا أفكر بذلك الشاب؟؟ سألت نفسها بدهشة،
وراحت تتذكر حينما ألتقت عيناها بعينيه، كانت عيناه سوداء اللون، جَذابة بشكل كبير!!!
كان شكله وسيم ورجولي! يبدو أنها أنجذبت لتلك الصفات بشكل كبير، فاغلب البشر ينجذبون الى الاشكال الجميلة او الوسيمة في بادئ الامر لكن عندما يخوضون في العلاقات الغرامية يقل ذلك الانجذاب او ينعدم لعدم التوافق او ربما لعدم جمال الدواخل!"
4///
"خرجت أيلين بعد أن غادر والدها الذي بعد تقاعده عن العمل صار يمارس الرياضة، اخذت ايلين تفكر بحوارها مع والدها "
ايلين: هل أنا حقاً سأكون ناجحة؟؟هل أنا حقاً أعيش كما اريد؟؟
هل حقاً والدي يحبني ام يحب نفسه ولا يود أن يقول الناس عن ابنته انها اخفقت!
هل حقاً زميلاتي فاشلات وسيؤثرن على نمط حياتي! لا بالتأكيد لا فهن يعشن الحياة التي يرغبن بها وكذلك يدرسن في الكلية التي رغبن بها!!
أنا وددت أن أدرس تصميم الازياء كوني احب خياطة الملابس وتصميمها وجميع جاراتنا في الحي يعشقن الملابس التي اخيطها وابيعها لهن لكي اوفر القليل من الاموال لي والتي اساعد بها عائلتي ولو قليلاً...
لكن لماذا أنا أفكر هكذا؟؟؟؟؟ ايجب أن افكر بالماضي ام بالحاضر ام بالمستقبل؟
وتوقفت افكار ايلين عندما جاءت الحافلة، بلاحرى افكارها لم تتوقف ولكنها توقفت عن الاستماع لهن ، بعد ذلك ولتتفادى مسافة الطريق اخرجت هاتفها ووضعت سماعات الاذن لتستمع الى الاغاني التركية والعراقية القديمة والحديثة، فهي تفهم اللغة العربية واللهجة العراقية كون حسين كان مُصر على تعليمها اللهجة العراقية وما تحمله من كلمات جميلة، فراحت تفكر في تلك الكلمات الجميلة التي يستخدمها العشاق في كلامهم
"بعد روحي" ومعناها افديكِ بنفسي أو حين سماعها لذلك الغزل الجميل والعفوي "كولي ياحلو منين الله جابك؟" ومعناها "أخبريني أيتها الجميلة مما صنعكِ الله؟؟" اخذت تضحك بخجل حينما تخيلت كمال يتغزل بها لكن باللغة التركية، ثم فجأة اختفت ابتسامتها عندما تذكرت كلام حسين عن الحب والنجاح وجملته "أنتِ قوية" لكن هل الحب ضعف؟؟
هي لا تعلم بأن كمال يفكر بها هو الاخر! لكنه لا يعرف كيف يتواصل معها او يقترب منها لانها لا تسمح لاحد بأن يحدثها أو بأن يفاتحها بموضوع الحب او الاعجاب!ها هو كمال عاد له الامل بالحياة حينما صادف ايلين، فهو يظن ان بحبها سيستعيد ذكرياته الراحلة مع عمته،ربما لانها تمتلك نفس لون عيون عمته ، كانت عيونها خضراء اللون،كانت واسعة وجميلة،لا داعي الى الكحل او المكياج ليزيد من جمالهن! فجمالهن رباني....هذا رأي كمال بعينيها الجميلتين،كان يراقبها وعندما تبتسم كان يشعر بالطاقة والحيوية المنبعثة من غمازاتها الجميلة!!! رغم أنها قليلة الابتسام الا ان أبتسامتها محفورة بذاكرته..."
5////
"وصلت للجامعة لتلتقي ببعض صديقاتها ثم اتممت محاضراتها لتذهب الى المكتبة ولانها وعدت أمينة المكتبة بأن تساعدها في العمل كون أمينة المكتبة تذهب لجلب ابنتها الصغيرة من الحضانة، كم من اللطيف أن تفعل ذلك ايلين فهي تثق بان اي شيء تفعله في الحياة سيعود لها بطريقة أو اخرى..
وحينما باشرت بالعمل محل الامينة "نهال" جاء كمال فجأة ليتفاجأ ب أيلين ووجودها في المكتبة"
كمال: مساء الخير
أيلين: "أحمر وجهها لرؤيته ثم قالت بهدوء" مساء النور..
كمال:تعملين هنا؟
أيلين: عفواً؟ ااا نعم أنا أساعد أمينة المكتبة
"لم يستطع كمال أن يسألها لماذا تعملين وانتِ طالبة؟؟ لانه لا يريدها ان تكتشف امره او بمراقبته لها "
كمال: أريد بعض الكتب عن التصميم المعماري كوني ادرس الهندسة المعمارية
"دقيقة من الصمت بينهما "
ايلين : اا، هاهي نهال ستساعدك بأيجاد ما تريد ،
"كانت عودة نهال انقاذ ل أيلين للتهرب من كمال
ثم واصلت حديثها قائلة"
أنا أعُمل هنا بدوام جزئي من ١ الى٣ مساءً وعملي يتضمن استلام الكتب المستعارة والحفاظ على هدوء المكتبة ونظافتها لا اكثر
"كانت تلك اشارة لكمال، أبتسم كمال ونظر اليها
ثم قال "
كمال: اوه فهمت
"وهو فهم المغزى من كلامها، وكان سعيداً جداً بتلك الاشارة ولولا وجودها ووجود الناس لقفز من السعادة،تفاجأت نهال من حديث أيلين وكمال ولكنها مع ذلك سايرت أيلين في كذبتها الحلوة ،كانت كذبتها عفوية فهي لم تتعمد أن تقول له ذلك...
اما أيلين فأحمر وجهها حينما تذكرت ما قالته له ثم قالت لنفسها: ما بكِ أيتها البلهاء؟ كيف تكذبين؟ ولكن...
أنا لماذا يخفق قلبي بهذه الطريقة، يا الهي.....
أنا يستحيل عليَ أن أعجب بشخص!!!!
كفى أيلين كفى!!!
سيطري عى نفسكِ، لا تطلقي لنفسكِ العِنان فقط سيطري على نفسكِ ولا تطيري الى عَنان سماء الحب لأنك ستقعين،تنفسي ببطء يا أيلين وعودي الى رشدكِ...
تظن أيلين أن بهذا الكلام ستسيطر على عِنانها!"
6//
"أن نهال صديقة أيلين المقربة منذ أن بدأت دراستها في الجامعة فهي تعمل في مكتبة الجامعة منذ ٥ سنوات وهي فتاة ذكية وهادئة وأن ذلك جعل زوجها
" ميار" يحبها كثيراً .
ترى أيلين أن نهال تعيش حياة شبه مثالية مع ابنتها "ليندا" ذات ال٣ سنوات وزوجها ميار، لأن ميار حارب الجميع من أجلها ومن أجل حبه لها وقدم تنازلات كثيرة من اجلها حيث واجه عائلته حين رفضت زواجه منها،عادت نهال بعد أن اعطت كمال الكتب فشكرها كمال، ثم عادت لتكلم ايلين بخصوص كذبتها "الحلوة""
نهال: ايلين،لماذا قلتي ذلك لكمال؟؟ أنتِ لا تعملين هنا، ستوقعين نفسكِ بمأزق
أيلين:صدقيني لا أعلم كيف كذبت!!!،لم أكن أنوي أن أكذب صدقيني.
نهال: ولذلك أنا مصدومة بكِ!!! فأنتِ لاتكذبين، أتمنى أن تصححي موقفك بأقرب وقت لأن حبل الكذب قصير ،أنتِ معجبة بكمال هذا أليس كذلك؟
"خجلت أيلين كثيراً وتورد خداها،ثم قالت"
أيلين: نعم،سبق أن أخبرتك بهذا..
نهال: أعرف، هو يقرأ الكثير من الكتب العلمية وبعض الروايات الرومانسية انه شاب لطيف،لكن اتمنى أن يبادلك الاعجاب..
سأذهب الان لأتم عملي الحمد لله أن كمال لا يأتي يومياً هنا،لكان اكتشف كذبتكِ!
"ذهبت نهال ولكن،ضلت أيلين تفكر بكذبتها الحلوة وكيف لها أن تكذب وهي بكامل وعيها وهل تتمنى ان يبادلها الاعجاب او أن تحب شخصاً!!!!!؟
تفكير،تفكير،تفكير
هذه الافكار تشغل بال أيلين،تخرج من المنزل وهي تفكر وتعود الى المنزل وهي تفكر متى ستستسلم لأمر هذه الحياة ياترى؟ "
7//
حسين: هاقد عادت ايلين
ايلين: مساء الخير جميعاً
حسين،بهار: مساء النور
حسين: أبنتي هل أستفدتِ من بقائك في المكتبة اليوم؟
"سؤال حسين هذا جعلها تستعيد كل ما حصل في المكتبة"
ايلين: نعم ، أستفدتُ كثيراً ..
أشعر أني متعبة قليلاً،رأسي يؤلمني...
حسين:لكن ألن تتناولي الغداء؟
بهار: نعم، ألستِ جائعة؟
"فكرت أيلين بأنها يجب أن تتناول الغداء معهم ثم تذهب الى غرفتها لتستريح قليلاً"
أيلين: نعم، سأتغدى معكم ثم أستريح قليلاً بغرفتي...
"قامت أيلين بمساعدة والدتها في المطبخ وحين ارادت ان تصعد الى غرفتها ناداها والدها لكنها لم تسمعه لانها كانت شاردة الذهن، طرق حسين باب غرفتها،ثم دخل بعد ان اذنت له بالدخول "
حسين: عزيزتي، ما بكِ هل أنتِ بخير؟
ايلين: نعم بابا أنا بخير،لكن أنا متعبة قليلاً من الدراسة..
حسين: هل تريدين قسطاً من الراحة حلوتي؟
"وضع يده على رأسها بحب كبير، ونظرت الى عينيه فكانت تبث حزناً كأنه متعب مثلها، أنها المرة الاولى التي ترى ذلك من والدها "
أيلين: لا يا ابي، أنت وأمي معي وبكما انا اكون أقوى وامامي هدف وبات تحقيقه أكثر سهولة ،العطلة أستمتع بها حين احققه!
"أبتسم حسين وعادت له نظرات الفخر بأبنته التي يفخر بها دائماً وبذكائها،كانت تود لو أن يقول لها حينها أحبكِ حلوتي أو بأن يعبر عن مشاعر الفخر بأبنته لكنه بعد ابتسامته وضع يده على كتفها ثم خرج من الغرفة.."
"هذه هي الحياة،عندما نكون في نعمة يجب ان نشكر الله عليها كي لا تزول وكي تدوم لنا انه تفكير جميع الناس لكن من الافضل أن ندعو الله أن يسهل لنا الامور عندما تزول نعمنا لانهُ كما نعرف ان لا شيء يدوم الا وجه الله!!"
8//
" فيجب ان تشكري الله على نعمة وجود اهلك بجانبك وتطلبي من الله بأن تدوم هذه النعمة!
انسي حلمكِ بان تكوني مصممة ازياء! فكري بطموح والدكِ وفرحة والدتكِ حينما تتكلم مع الجارات عن نجاحكي،
هكذا حدثت أيلين نفسها أكان عزاءً ام تشجيعاً؟ باتت أيلين لاتفرق بين عزائها لنفسها أو تشجيعها، فهوسها بتصميم الازياء لا حدود له ولكن والدها لم يرَ هذا الهوس،الا أن والدتها تشعر بها!!
هنالك مشكلة أخرى تعاني منها أيلين وهي انها لا تشعر بنعمة الحب الكبير المحيط بها،فمثلاً هي تنتظر كمال بان يعلن عن أعجابه بها كي يثبت بأنه فعلاً كذلك!!
وتنتظر من والدها أن يقول لها أحبكِ حلوتي كي يثبت بأنه كذلك!!! ، الحب ليست كلمات تقال، الحب أفعال يا أيلين متى ستفهمين ذلك؟؟
متى ستعرفين أن اللسان لا يتعب عن الكلام؟
وأن الافعال حتى وأن كانت بسيطة تقول ما يعجز اللسان عن قوله،
وضعت ايلين راسها على وسادتها،ابتسمت حينما تذكرت ماحدث بينها وبين كمال ثم اغمضت عينيها لتحلم، في صباح اليوم التالي نهضت أيلين بعد ليلة مُتعِبة من البحث والعمل على تصميمها التي ستقدمه في المعرض السنوي للتصاميم،وكانت واثقة من أنها ستبهر الجميع بتصميمها لديكور غرفة الجلوس، أرسلت صورة التصميم المبدئية عبر الايميل لزميلتها في العمل "آيلا" ، وارسلت نسخة منها لأستاذها الجامعي الاستاذ "عُمر" الذي لطالما اخذت النصائح منه..
ثم ولتأخرها ذهبت الى الجامعة دون فطور، وكانت مسرعة جداً ألى درجة أن والدتها لم تستطع ان تتحدث معها "
حسين: صباح الخير،كم أنا كسول اليوم، أين هي أيلين؟
بهار: صباح النور،عزيزي ذهبت الى الجامعة كما انها اليوم تأخرت قليلاً..
حسين: أفضل أن تأجلي معها الحديث ولا اظن بأنها سترضى بذلك....
بهار: أن الشاب الذي تقدم لخطبتها تاجر وله شخصية مرموقة أعتقد بأنها سترتاح معه أكثر في سنتها الجامعية الاخيرة كما أنه يريدها لأخلاقها ولمعرفتهم بنا عزيزي فكر انت بالموضوع ولنقنعها بذلك الزواج سترتاح معه وستكمل تعليمها ومن الممكن أن يؤسس لها عملها الخاص
حسين: رأيي غير مهم!! أيلين هي من ستختار وبدون اي تأثير مني أو منكِ هل هذا واضح يا بهار
"سألها بقسوة، فاجابت بهار ببطء"
بهار: حاضر!
"تظن بهار أن زواج أيلين من ذلك التاجر سيجعل أيلين سعيدة،وأن مكانة التاجر ذلك ستساعدها في أيجاد عمل لها، ففي عام ٢٠١٩ الفتيات لا تجلسن في المنزل عند زواجهن! بل يعملن ويؤسسن حياتهن العملية والزوجية في آن واحد،هذا رأي بهار ولكن الزواج ليس بهذه السهولة وبلاخص الزواج من شخص لن تحبه أيلين....."
9//
"لا تعلم أيلين ماذا ينتظرها من ذلك التاجر، " أصلان" والذي كان والده تاجراً أيضاً وكسب تلك المهنة منه،أن أصلان شاب ذكي ويعمل بجهد ليصل الى مكانة ابيه دون مساعدته المادية ويكتفي بمساعدة والده المعنوية،رأى أيلين لأول مرة في احد الاعياد حين التقت عائلة حسين مع عائلة "سمير" والد أصلان حيث تجمعهما صداقة قديمة منذ عمل حسين كتاجر،أُعجب أصلان بأيلين، بأخلاقها وادبها واختلافها عن بقية الفتيات وبجمالها كذلك...
لكنه غير مناسب لها كما يظن!!!! فهو شاب يحب أن يمتلك كل مايراه،وكذلك أيلين،كان يود أن يمتلكها فيبعدها عن العالم وتكون له وحده كتجارته الرابحة والتي تدر بلارباح عليه وتجلب له المديح والثناء!!
وكان يرى زواجه من أيلين صفقة ناجحة كي يكون اطفاله ناجحين في المستقبل،شخص كأصلان لن يسمح لأيلين بأن تحقق طموحها!! حتى وأن عملت فبمجرد أن تحمل منه من المستحيل أن يسمح لها بالعمل مرة أخرى، هذه طريقة أصلان بالحب!! ويظن أنه يحب أيلين كثيراً، فبعض البشر يرون مكانة احبائهم في قلوبهم كبيرة بينما أفعالهم تنمُ عن كره كبير او لامبالاة،لكل منا طريقته في الحب والكراهية ولكن ليست جميعها صحيحة!!"
آيلا: أيلين كم هو تصميم جميل!! رايته صباح اليوم أنا واثقة من أننا سنجذب الانظار في المعرض!!
"أبتسمت أيلين بلطف،ثم قالت"
أيلين: قولي أن شاء الله،سننجح بعون الله...
آيلا: بالتأكيد ليكن الله بعوننا،ورأي الاستاذ عُمر ضروري كذلك أتمنى ان يكون رأيهُ أيجابي كرأينا..
أيلين : أن شاء الله،أوه انها الساعة الواحدة ساذهب الى.......
"رن هاتف أيلين فجأة ليسطع اسم نهال على شاشته"
10//
نهال: ايلين لا استطيع أن اتحدث كثيراً،أن كمال في المكتبة وهو يراقب مكانك ولم يجدكِ أن أكتشف كذبتكِ فسوف يسألك عن السبب الذي لن تقوليه! هيا يا حلوتي تعالي بسرعة ...
"واغلقت نهال الهاتف، اما ايلين فضلت صامتة لثوانٍ لا تعرف ماذا ستفعل؟ ثم قررت أن تذهب للمكتبة فقط لتوضح له أنها كذبت،ثم سألت نفسها :
ما المبرر للكذب؟؟ لا لا سأستمر بهذه الكذبة،كذبتي الحلوة"
آيلا: أيلين مابكِ
أيلين: اوه عزيزتي تأخرت عن المكتبة الى اللقاء...
"وذهبت أيلين مسرعة الى المكتبة وعندما دخلت رأت كمال فتجاهلته وتجاهلت نظراته الحميمة لها،كان ينظر اليها بحبٍ كبير ولم يزح نظره عنها!! اما هي فتجاهلت ذلك ولكن أمنية قلبها أن تبادله بذلك.."
نهال: اهلاً عزيزتي
أيلين: اوه نهال تأخرت قليلاً كنتُ أتكلم مع آيلا بشأن المشروع
نهال: اها،هيا أريني تصميمك حلوتي
"كانت أيلين عندها تنظر ألى كمال خلسةً، قامت نهال بقرصها بهدوء كي تنتبه الى الحديث"
نهال: ايلين انتبهي!!!
أيلين: اوه انها مؤلمة..
نهال: ماذ كنت أقول؟؟؟ اووه أنتِ منشغلة بكمال،هيا أريني تصميمك..
"أخرجت ايلين الورقة التي فيها التصميم ووضعتها على الطاولة،فجاء كمال فجأة.."
كمال: أسف على التطفل ولكن حسب دراستي أن هذا الخط من الخطأ أن يكون هنا ،كما ان تلك الثرية يجب أن ترتفع اكثر اي ان السقف يبدو منخفضاً جداً!!من الواضح انه تصميمك سيدة نهال..
"قال ذلك كي تعرفه أيلين على نفسها واستغل ان الورقة كانت بيد نهال"
نهال: في الواقع أنه تصميم أيلين ..
"واشارت الى أيلين،فنظر اليها مباشرةً وكانت المرة الاولى التى لايضطر فيها الى استراق النظر لأيلين، أما ايلين فيالها من مسكينة أحمر وجهها خجلاً وبرقت عينيها وكانت متلهفة للحديث مع كمال وكانت مرتبكة كذلك!!"

صحوتي هي الغيبوبة - للكاتبة حوراء قاسمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن