الجزء الثاني من القصة♥

26 2 2
                                    

11//
كمال: مدام ايلين
"قالها بصيغة الاستفهام كأنه يتسائل عن شيء ما "
أيلين: أنسة...
"قالتها بأندفاع وكان ذلك الجواب الذي يطمح به كمال"
كمال: يا انسة أن تصميمك بغاية الروعة ولكن يحتاج الى بعض التعديلات فهل تسمحين لي بأن اعطيكِ رأيي المتواضع واعتبريه نصيحة او هامش من صديق لكِ...
"ضلت أيلين حائرة بين القبول والرفض بين العقل والقلب ففاز القلب والقبول"
أيلين:نعم،اسمحُ لك يا....
كمال: أسمي هو كمال،ادرس الهندسة المعمارية..
أيلين: تشرفت بك،وأنا أيلين،أدرس تصميم الديكور
"كانت نهال متفاجأة من هذا التعارف الغريب فقالت في نفسها: تتعرف به كأنها لا تعرفه فضحكت نهال ثم أستأذنت لتكمل عملها ولتتركهم مع تعارفهم الغريب!"
كمال: لنجلس لان امامنا حديث طويل...
ايلين: حسناً كمال..
"كانت المرة الاولى التي تلفظ أسمه فيها،أحست هي بسعادة كونها لن تخبئ أسمه بعد الان وأحس هو بسعادة كونه يعيش هذا اللحظة معها هي بالذات،فجلسا يتحدثان عن التصميم وعن اخطائه وعن محاسنه واعطاها بعض النصائح التي تفيدها في دراستها وعملها وكذلك نصحها بقراءة بعض الكتب الهندسية والعلمية ودراسة تدرجات الالوان لان لها اهمية في عملها،كانا يتبادلان النظرات دون حرج ولكن كلما كانت ايلين تخفض عينيها وراسها لكتابة الملاحظات كان كمال ينظر اليها بلهفة،وينظر الى رموشها وجفنيها ، أنها نشوة الحب!!!،بعد ذلك أعطاها الايميل الخاص به ليرسل لها بعض التصاميم الحديثة ولكن كانت نيته ان يتعرف بها أكثر ..."
12//
"عادت الى المنزل ونثرت السعادة في طريقها،كانت تبتسم للمارة بدون سبب،بدون وعي كأنها في عالم أخر لا ينتمي الى عالمها الواقعي كانت تطير بلا جناحين، فغالباً الانسان يعيش هذه اللحظات في الحب فلا يحتاج الى أجنحة للطيران ولا يحتاج لرؤية من يحب ليتجدد حبه! فهو يسكن قلبه دائماً وأبداً هذا هو الحب الحقيقي..
في الحب لا تحتاج الى مرآة ترى فيها نفسك لان من تحب سيكون مرآتك،وسيعكس لك جمالك ويزين لك بشاعتك! نعم الى هذا الحد، سيجعلك تتقبل نفسك وتحبها بكل مافيها،وسينظر أليك كأنك معجزته التي كان ينتظر حدوثها منذ زمن، سيحاول أن يقاتل معك حزنك وسيريك جانبك المظلم ثم ينيره بالشموع !! كما تنير النجوم عتمة الليل، أن كان الحب غير ما ذكرت فهو ليس بحب!!!!!! ولا يستحق لقب الحب، علينا أن نميز بين حب التملك والحب كأصلان وكمال "
بهار: عزيزتي سأحضر الحليب لوالدك ، هل تودين أن أحضر لك كوباً كذلك؟
أيلين: أرتاحي يا أمي،سأحضره أنا..
"أمسكت بهار يد أيلين بلطف"
بهار: أبنتي، أنتِ دائماً تضحين من أجل أسعادنا،فليحميك الله ويوفقك.
"أبتسمت أيلين ثم نزلت الى المطبخ لتحضر الحليب لوالدها لكنها تذكرت ما حدث بينها وبين كمال أي الصداقة التي جمعتهم والتي من الممكن أن تتطور لحبٍ!! ،عندما تفكر هكذا تتذكر كلام والدها وفخره بها من جهة وكلام والدتها عن تضحياتها من جهة أخرى...
أن أيلين حائرة بين القلب والعقل،لنرى من سيفوز في هذا الصراع
أما بهار فكانت أنانية مع أبنتها، لأنها تريد أن تقنعها بأن تتزوج أصلان!! ولكن ألم تنسَ طموحات أيلين التي تركتها من أجل حسين؟؟ كانت الوحيدة التي ترى ما تخبئه! يبدو أن بهار طمعت بتضحيات أيلين وهذا الطمع ليس جيداً لعائلة حسين..."
13//
"عاد كمال الى المنزل بسرعة البرق ليرسل الصور الى أيلين عبر الايميل وكان يود ان يتحدث اليها ويتعرف عليها أكثر،ان كمال يعيش في منزل والداه،كان منزلهم كبيراً وحديقته واسعة، تصميمه قديم قليلاً لكنه جميل!
ولاشك بأن ايلين سيعجبها ذلك المنزل وتلك الحديقة"
كمال: اين حاسوبي،اه انه هنا،اووه ماذا سأرسل لها ياترى؟ مرحباً أيلين؟ لا لا سارسل الصور ثم أكتب أتمنى ان تفيدك في مشروعك حظاً طيباً...
انه الحوار الانسب كما أنه رسمي قليلاً ويناسبها..
"سكت قليلاً ثم قال"
كمال:اعتقد أنني وقعت بحبها!
لا أصدق،هذه الفتاة جَذابة الى حد كبير وذكية! أنها تناسبني كثيراً،أتمنى أن يحالفني الحظ معها،أتمنى أن تحبني كما أحببتها...
"وصلت الرسالة الى أيلين،وقرأت تلك الرسالة الرسمية كما يقول كمال،كانت تظن أنها ستسيطر ولن ترد على رسالته لكن حدث العكس"
أيلين: مساء الخير كمال..
أشكرك على تلك الصور وأتمنى ان أستفيد منهن في مشروعي.
"عندما وصلت رسالة أيلين تلهف كمال لقرأتها كثيراً ففكر أن يحدثها أكثر.."
كمال: ما رأيكِ أن نبتعد عن الرسمية في الحديث؟ فنحن اصدقاء
أيلين: بما أنك بدأت الحديث برسمية فأنا جاريته برسمية..
"أبتسم كمال لرؤية ذلك الرد"
كمال: اوه حسناً،كيف حالكِ أيلين؟
أيلين: بخير
كمال: غداً سأذهب للمكتبة لأستعارة بعض الكتب هل تودين مساعدة مني في المشروع او اي شيء أخر؟..
أيلين:غداً؟
"حارت بين القبول والرفض،ففكرت بأن نصائحه ستفيدها حتماً"
أيلين: حسناً أن شاء الله
14//
"كانت أيلين تظن أنها ستحافظ على المسافة بينها وبينه،وكانت تظن أن لا شيء سيتطور بينهما،هي تفكر بكلام والدتها عن التضحيات التي تقدمها أيلين،ولكن لماذا تضحي بحبها؟ ليس من العدل أن تضحي بطموحها ثم بحبها..
العائلة، كشجرة الرمان الموجودة في حديقة منزل حسين،تترابط اوراقها لتحتضن الشجرة،ثم وبعد كل هذا الحب ينضج الرمان ليتحول الى ثمار،لكن في فصل الخريف تتساقط الاوراق وتبتعد عن الشجرة ولكن تلك الاوراق لم تنسَ ولائها لتلك الشجرة،ولم تنسَ الحب والاحتضان..
ففي العائلة لكل فرد منا ربيع وخريف خاص به ولكن هل يعني ذلك أنهم سينسون الولاء للعائلة؟ او سيخلفون الحب؟
ليس من الضروري أن تتنازل أيلين عن طموحاتها لتسعد والديها،فهي تستطيع أن تسعد نفسها وتسعدهم بتحقيقه
ولكن الان اذا تنازلت عن كمال ستعيش تعاسة حقيقة، واذا وافقت على الزواج من أصلان ستدخل سجن التنازلات الذي لن تخرج منه أبداً وسيمتلكها طوال الحياة.."
نهال:هل سيأتي اليوم كذلك؟
أيلين: نعم،قال لي أنه يود أستعارة بعض الكتب..
نهال: اوه
"أبتسمت نهال "
نهال: عزيزتي أن كمال كان يأتي الى هنا مرة في الاسبوع ما الذي جعله يأتي بشكل يومي؟؟
أيلين: حلوتي دعكِ من هذه الافكار
نهال:متى ستخبريه بالحقيقة؟
أيلين: لا أعلم أنا خائفة من رد فعله، كذبتي ليست سوداء لكنها ستكشف حبي له
نهال: حببببب؟
"صرخت بصوتٍ عالٍ، وضعت أيلين يدها على فمِ نهال لتفادي الفضائح"
أيلين: نهاال مابكِ سمعنا الجميع المكتبة هادئة وأنتِ تصرخين!
نهال: أصبحتِ تحبينه حلوتي
أيلين: لا مهرب من هذه الحقيقة،لكن سأخلق المسافات لأُبعده عني،سأتجنب أن تتطور علاقتنا اكثر!
نهال: لكن لماذا؟ الا تظنين بأنكِ ستظلمين نفسكِ هكذا!! كمال شاب مناسب لكِ،ولعائلتكِ كذلك،لماذا القلق؟
أيلين: برأيك هل أخون ثقتهم أذا كنت معه؟
نهال: لا يا أيلين لاا،فكري بنفسك ولو لمرة،كمال هو المنشود حلوتي
15//
"أقنعت نهال أيلين بكلامها،ولكن هل ستضل على هذه القناعة؟؟ بهار من جهة تحاول أن تقنعها بأنها تسعدهم بتضحياتها وكمال من جهة يحاول ان يثبت حبه ويقنعها به،بأي القناعات سترضى ياترى
كان همُ نهال الوحيد أن تساعد أيلين في أيجاد حبها الحقيقي، فهي دائماً تنصحها وتقدم لها العون لانها تعرف بأنها ولأجل عائلتها تفعل المستحيل! حتى لا تعطي فرصة لنفسها بأن تبتعد قليلاً عن المستحيل لتكتشف ذاتها وطموحاتها التي قامت بدفنهن
فهي ارتدت الحجاب لاجل والدها وفي الفترة الاخيرة تركت صديقاتها ولم تعدَ تتعرف على أناس جدد وكذلك هي تعمل دون علم حسين في الخياطة..."
نهال: أيلين،حلوتي أنا أعلم بأنكِ تفكرين كثيراً بهذا الشأن لأجل عائلتكِ لا أكثر...
لأنكِ لا تريدين أن تكسري ثقتهم!!! ولكن ألم يحب والدكِ بهار؟؟ هل بهار كسرت ثقة جدك وجدتك؟ لانه لا مفر من الحب!!! لنترك الحب ولنترك كمال، لنتكلم عن حبكِ لتصميم الازياء،لنتكلم عن مسابقة "ملكة الموضة" لنتكلم عن طموحاتك اللاتي قمتي بدفنهن!! لنتكلم عن حبكِ لعائلتكِ الذي فاق حبكِ لنفسكِ!!! ارجوكِ أيلين فكري بنفسكِ ولو لمرة!! فكري بما سيحصل أذا حققتي كل ما يطمح به والداكِ وتركتي طموحاتكِ! فكري قليلاً،فهذه حياتكِ،حياتكِ أنتِ! عندما يتعلق الامر بما تحبين سواء العمل في مجال تصميم الازياء أو كمال فحاربي من اجل ذلك...
أن كمال شاب جيد وساعدكِ كثيراً في العمل على مشروع المسابقة ،أعتقد بأنه يستحق فرصةليثبت حبه لكِ، فلا ترفضيه أن تقدم بحبه لكِ ...
"أقتنعت أيلين بكلام نهال فألى متى ستضل مبتعدة عن ما تهواه، أن الامور التي تحبها لا تضر عائلتها بشيء،من الضروري أن يتقبلوا طموحاتها لانها أنسانة ،كسائر البشر لها أمنيات وطموحات لها مشاعر يجب ان يحترموا ذلك ويحاولوا أن يتقبلوا ان لها طريقاً مختلفاً تود أن تسير به"
16//
"كانت أيلين تحمل كتاباً للحلاج عندما جاء كمال، نظر اليها من بعيد وهي غارقة في قراءة ابيات الحلاج الشعرية،كانت بعد الانتهاء من قراءة كل بيت تبتسم.."
كمال: أحبه!
أيلين: اووه كمال!
"أحمرت وجنتيها"
كمال: هل سمعتي هذا البيت الشعري له:
والله ماطلعت شمس ولاغربت
إلاوحبّك مقرون بأنفاسي
ولاخلوت إلى قوم أحدثهم
إلاوأنت حديثي بين جلاسي
أيلين: نعم،يقال أنه عراقي الاصل..
كمال: نعم، كم هو مبدع!!
أيلين: والدي عراقي الاصل،لكن، والدتي تركية الاصل
كمال: أحقاً؟ لم أتوقع ذلك،من الجميل أن تمتزج ثقافتهما مع بعض...
أيلين: نعم،وأنا أستفدت من ذلك أيضاً فأنا أتحدث اللغة العربية والتركية
كمال:يا الهي!!! هذه نعمة،الان تستطيعين ان تقراءي الكتب العربية والتركية،هذا رائع..
"أبتسمت أيلين،وضلا يتحدثان عن حياتهما وطموحاتهما،تعرفت عليه اكثر وهو كذلك..."
كمال: لا أفهم لماذا تتركين طموحكِ بتصميم الازياء؟
تستطيعين ان تكملي دراستكِ الجامعية وفي العطلة قومي بتصميم الازياء وأنشريها على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا سيتم اكتشاف موهبتك،لا أعلم أعتقد أنكِ أخطأتِ بتركك لمسابقة "ملكة الموضة" كان يجب ان تقدمي تصاميمك للجنة التحكيم كي يخولو لكِ الاشتراك بالمسابقة!!
أيلين: لكنك لم ترَ تصاميمي بعد ، فلماذا كل هذه الثقة العمياء بنجاحي بالمسابقة؟؟
"ابتسم كمال، فكان سؤالها له صادماً ولكن ماذا سيجيب كمال؟"
كمال: أنا لم ارَ تصاميمك ولكن عندما تحدثتِ عن الجارات وعن حبهن لتصاميمك استنتجت أنكِ موهوبة!
ولاشك بأنك سترسلين لي صورً لاجمل تصاميمك..
أيلين: اووه بالفعل، سأرسل ألتصاميم لك اليوم أن شاءالله..
ألن تقرأ رسالة عمتك رحمها الله؟
كمال: لا أعلم،أنا أفتقدها كثيراً!!! هي كانت صديقتي وامي وعمتي واحاطتني بحنانها ودعمها منذ وفاة والداي وفجأة رحلت،لم ترني وأنا أحقق احلامي ولكنها فخورة بي أنا واثق من ذلك،فليرحمها الله برحمته..
كانت عيناها تشبه عيناكِ يا أيلين،تشبههما كثيراً!!
"ونظر الى عيني أيلين بحب!،توقف قلب أيلين وأحمرت وجنتيها"
أيلين: اووه،رحمها الله
"ارتبكت كثيراً عندما قال ذلك وضلت ساكتة لدقائق فكسر كمال الصمت"
كمال: سأذهب الان فانا اعمل بدوام جزئي،لا تنسي أن ترسلي لي تصاميمك ، مع السلامة أيلين..
وكوني حذرة..."أبتسم كمال " لا اعلم لماذا أقول "كوني حذرة"
"ضحكت أيلين ثم قالت"
أيلين:لا بأس،أنك توصيني بالحذر...مع السلامة وبالتوفيق في عملك..
17//
بهار: ما رأيكُ بقدوم أصلان ووالديه للمنزل؟
حسين: ألم تتحدثي مع أيلين بعد!!
بهار: اووه،عزيزي تعلم أنها منشغلة بمشروعها ولم استطع محادثتها..
حسين: لن يتم شيء بدون علمها،كما أنني أساند أيلين بكل قرار تتخذه بحياتها!
بهار: ولكن ،حسين نحن نخفي عن أيلين مرضك،مصاريف علاجك كثيرة ومصاريفها هي أكثر كما أنها ستحتاج فيما بعد الى من يسندها مادياً ،كأصلان! وأنا فكرت بأنه مناسب لها،هو ذكي ولطيف، لابد بأنه سيرعاها ويحقق احلامها..
حسين:بهار!!! لا أصدق بأنكِ تتكلمين بهذه الطريقة،أبنتنا تجتهد لتسعدنا،أُفضل أن أموت على أن أجبرها على شيء!
بهار: ماذا عن ورم الرأس الذي أُصبت به!!!! هي لا تعلم،حسين هي تحتاج الى شخص يسندها..
حسين: حسناً،سأسندها وأقويها أنا والدها!!!
بهار: وماذا أن مت!! لا سامح الله!
"سكت حسين ولم يستطع أن يجد رداً مناسباً على كلام بهار، كانت بهار تتصرف بأنانية وتظن أن من مصلحة أيلين أن تتزوج أصلان"
حسين: أخبري أيلين بزيارتهم ولكن عند رحيلهم سنخبرها بأن أصلان يريد أن يتزوجها أريد أن تعلم منا
"فرحت بهار بما قاله حسين،وجهزت الطعام للضيوف،وعندما جائت أيلين ذهبت مباشرةً لغرفتها لترسل الصور لكمال ثم نادتها والدتها لتساعدها في المطبخ "
بهار: عزيزتي،سيزورنا صديق والدكِ سمير اليوم هو وعائلته، زوجته سُمية وابنه أصلان..
ايلين: أووه،يجب ان نجهز مائدة تليق بهم
بهار: انا اتممت التجهيزات جميلتي، ارتدي فستانك الوردي وتجملي فنحن لانراهم دائماً
أيلين: لا داعي لذلك أمي
بهار: عزيزتي هيا
أيلين: حسناً أمي أن كنتِ مُصرة على ذلك..
18//
"قامت أيلين بتجهيز نفسها، أما أصلان فقد كان سعيداً جداً فهو وعائلته يظنون أن أيلين تعلم بكل شيء وزيارتهم كانت لرؤيتها ولتتعارف هي و أصلان أكثر..."
أصلان: أمي،هل ستتوقعين أن تقبل بشروطي؟
سُمية: نعم ، فمن في أسطنبول لا تتمنى أن تكون زوجة لرجل ناجح مثلك عزيزي..
سمير: هيا كي لا نتأخر على الموعد...
"رجلٌ ناجح، كم هي جملة لامعة وجميلة،اعترف بان الرجال الاذكياء والناجحين يجذبون الانظار ويسرقون قلوب النساء لكن،هل يكفي نجاحهم في الحياة العملية فقط؟ الا يجب أن يكونوا أنجح في علاقاتهم مع زوجاتهم او حبيباتهم او امهاتهم واخواتهم؟
نجاحه في تلك العلاقات يسثبتُ بأنه رجل حقيقي، فقط رجل! "
بهار:عزيزتي كم تبدين جميلة..
أيلين: أمي ما بكِ اليوم "ضحكت بصوت مرتفع" أشعر بأنني في يوم زفافي،اهدأي أمي أنهم ضيوف كغيرهم..
بهار: اووه أنا أصبحتُ درامية قليلاً
"وهاقد جاء الضيوف التي تنتظرهم بهار بلهفة.."
سمير: كيف الحال
حسين: بخير الحمد لله، أشعر بتحسن بعد تقاعدي..
"تبادلوا أطراف الحديث ثم تناولوا العشاء،وهاقد أعدت بهار اصناف الطعام التي تليق بعائلة كعائلة سمير! ثم طلبت من أيلين أن تحضر القهوة لهم"
سمير: تعلمون السبب الرئيسي لزيارتنا،نحن هنا من أجل أن نطلب يد أيلين للزواج من أبننا أصلان
حسين: نعم ولكننا لم نحدث أيلين بعد ونود أن نأخذ رأيها أنا ووالدتها فهي كانت منشغلة في الاونة الاخيرة بمشاريعها..
سُمية:اذا تزوجت عزيزي أصلان فبمجرد أن تنهي دراستها سترتاح من اجهادات الدراسة والمشاريع،فعزيزي سيوفر لها كل ما تحتاجه...
"ونظرت الى ولدها بفخر!فأبتسم أصلان كونها مدحته"
حسين:وكيف ترتاح؟ ماذا تقصدون بذلك!
اصلان: عمي حُسين ، أنا رجلٌ ناجح بعملي ولدي ما يكفي من النقود لاجعلها تعيش كالاميرات،سأحميها واحقق ما تتمناه، فما حاجتها للعمل؟؟ هي لديها رجلٌ ناجح،ما الذي تريده بعد من الحياة!
"سمعت أيلين كل ذلك،وانتبهوا لوجودها عندما أوقعت أكواب القهوة التي كانت تحملهن،كانت تظن أن والداها سيزوجانها دون علمها لكن من سيصحح ظنونها؟"
أيلين: انا أريد من الحياة الحب واريد منها السعادة ليست كتلك السعادة التي انت تصورها بنقودك! اريد سعادةً بكوني امرأة تستطيع أن تكون حرة بحياتها واختياراتها تستطيع ان تنجح وتفشل تستطيع ان تعمل تستطيع ان تحقق طموحاتها، انت ستجعلني غنية مادياً وليس معنوياً!! وأنا لاتهمني الاموال،ما يهمني هو العائلة والحب والامان الذي يأتي معهما،أتعلمُ يا أصلان حينما أرى ابتسامة والداي تشرق الشمس الف مرة في قلبي،أتعلمُ يا أصلان أن اموالك لن تجعل شمسي تشرق!! اتعلمُ يا أصلان أنني أضحي بطموحاتي وحبي وكل شيء لأجل عائلتي،فهل ستضحي بتجارتك من أجل من تحب؟ هل ستضحي؟ أجبني!!
نعم أنك لا تملك الجواب،لأنك لاتحب سوى نفسك،ولاتود ان تسعد غيرها..
أموالك هذه اسعد بها نفسك فأنا لاتسعدني تلك الاوراق،
نعم احتاج لها لأِسير حياتي احتاج لها لأُسدد تكاليف قسطي الجامعي،احتاج لها في شراء الكتب ولكن لن احتاج لها اذا اعطانياها شخص مثلك
"كانت تتكلم بهستيرية، وكانت تبكي،بكت الى أن أحمرت عينيها "
أيلين: لن أبقى هنا ! لن أبقى في منزل من حاولوا ان يبيعوني!!
"فخرجت حافية تركض في الشارع،خرج حسين وبهار وراءها ليوقفوها "
19//
"ضل حسين يصرخ بأسمها كي يوقفها،أما أصلان وعائلته فاعتبروا ذلك أهانة لهم فذهبوا دون أن يكترثوا لهروبها، وطلب أصلان من والده أن يقطع الروابط التي تربطهم معاً!!!!، هي لم تتعمد الهرب فهي كانت مصدومة من ما سمعته،ضل حسين يصرخ بأسمها الى أن لم يستطع أن يخطو خطوة أخرى من التعب،فجلس على الارض،توقفت أيلين عندها لتعود لوالدها ولكن للقدر رأي أخر، كان حسين ينظر الى ابنته وهي تتقدم نحوه اما بهار فكانت تمسك بيد حسين، ولكن اثناء عبورها الشارع صدمتها سيارة،تم نقلها للمستشفى، لم يتحمل والداها تلك الصدمة بتاتاً،لان كل شيء حدث أمام أعينهم ، أن أيلين تعرضت للحادث بسببهم هذا ما يظنونه،ضل حسين يلوم بنفسه تارة ويلوم بهار تارةً أخرى ولكن لا ينفع الندم او اللوم بعد الان فقد حدث ما حدث الان أيلين في غرفة العمليات تصارع الموت،من يدري ما هو حالها، وبعد الحادث فرَ صاحبُ السيارة هارباً من العقوبة ولكن ستجده الشرطة حتماً،لكن أيلين أصيبت برأسها أصابة بالغة فضل عن جسدها الذي أصيب ببعض الخدوش والجراح الخارجية، والله أعلم ما حدث لعظامها، ضلت في غرفة العمليات حتى الصباح،كانت عمليتها خطيرة جداً، كان الجراح المسؤول عن حالتها هو "الجراح سامان"، هو الامهر في جراحة الدماغ،أما من ساعده في العملية فهي
" الجراحة يارا" وهي الامهر في الجراحة العامة، تعاطفوا كثيراً مع صدمة حسين وبهار وحاولوا قدر الامكان أن تضل أيلين على قيد الحياة وهذا ماحدث،تم أنقاذ حياتها بعد تلك العملية المتعبة...."

سامان:اود أن احمد الله على سلامة المريضة
أيلين حسين،تبلغ من العمر ٢٠ عاماً، لا ضغط لا سكر لا امراض وراثية،كان من الجيد أن نعرف فئة دمها بشكل سريع والتي تتطابق مع فئة والدتها،+A،يجب أن نخبر والداها بحالتها ويجب أن يتقبلوا ذلك...
يارا:بالتأكيد، كانت أصعب عملية أمر بها، من حيث حوادث السير،لا اعلم لماذا يتهور سائقي السيارات ولماذا هم بكل هذه العجلة،هذه الشابة كادت أن تفقد حياتها بسببهم..
سامان: يجب أن يتحاسب ذلك المتهور الذي قام بصدمها، ليشفيها الله..
يارا: ليشفيها الله
20//
سامان: تفضلوا بالجلوس،مدام يارا أتمنى ان تحضري التقرير الطبي لحالة مريضتنا ايلين..
يارا: بالتأكيد،يجب ان تعرفوا أن أيلين تعرضت لحادث خطير جداً، واود ان أقول أننا انقذنا حالتها باعجوبة،ولكن ارجوكم الان سأخبركم بحالتها والتي تتطلب منكم الصبر والرضا بقضاء الله وقدره..
بهار: ارجوكم مابها ابنتي، الم تقولوا انكم انقذتموها
"بدأت بهار تبكي بحرقة"
بهار:ارجوكم اخبروني ما بها أبنتي؟
حسين: أيتها الطبيبة نحن نتوكل على الله في كل شيء وهذا أختبار لنا لعل الله يحدث بعد هذا الاختبار اجراً كبيراً لأبنتنا ولنا...
يارا: اتمنى أن تتماسكوا،أبنتكم أصيبت بجروح في جسدها وكُسرت يدها اليمنى،اما أرجلها فتعرضت لجراح بالغة ولكن،الحمد لله لم يحدث شيء لعظام الارجل والعمود الفقري، ولكن السيد سامان يمتلك الخبرالاكبر لكما..
سامان: كما قالت زميلتي يارا، تضرر دماغ أيلين جراء الحادث الذي تعرضت له ، والان هي في غيبوبة...
"قامت بهار بضرب وجنتيها عندما سمعت ذلك،اما حسين فحاول أن يتماسك ولكن دموعه لم تتماسك"
سامان: ارجوكم،ابقوا ثابتين لاجلها،تمالكوا انفسكم،طالما هي في غيبوبة فلن تستجيب لمحيطها الخارجي وسنحاول انا وفريق الاطباء والممرضين أن نسيطر على عمل دماغها،أي بوجود الاجهزة الطبية سنحاول أن نجعل دماغها يقوم بفعالياته ، ان في طب الدماغ والجهاز العصبي تقسم الغيبوبة الى أربعة مراحل: الخفيفة،المتوسطة،فوق المتوسطة،العميقة..
يجب أن لا تتجاوز أيلين المرحلة المتوسطة،اذا وصلت للمرحلة العميقة فلن تستيقظ منها،ولكن ندعو الله أن تستيقظ وتعود لحياتها وعائلتها،فيجب علينا ان نراقبها أذا تحركت او حركت اطرافها او حواسها فذلك يعني أنها في تحسن،يجب أن نساعدها على التحسن، وحاولوا أن تقربوا منها الناس الذين تحبهم ،كصديقاتها المفضلات،وتكلموا بشكل أيجابي بجوارها يجب أن ترى أن حياتها أفضل من غيبوبتها ...

صحوتي هي الغيبوبة - للكاتبة حوراء قاسمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن