الفصل الأول : هم ١

114 10 2
                                    

في أوج طيشهِ وحبه للدنيا والشباب ، ( علي ) خِلاف إسمه العالي المضامين هو غارق في دنياه ، في بحر اللا نور ...
يجد أن الدنيا فرصة واحدة عليه أن يستغلها جيدًا ؛ لراحته ؛ ليحقق فيها أكبر قدر ممكن من المتعة ..

مع أول هالات الفجر يُحضِر علي أول عدته ليومه الجديد ..
لا ليس صلاة الفجر ، بل إحدى نباله ليصيب بها الأهداف التي تقف أمام مرأى عينيه ، سواء تعمد الهدف هذا الدنو أم سها ، فهذا صيده و إنتهى الأمر ، وهدفه الممتع هذه المرة ( جلنار ) ، زهرة الرمان التي نبتت بعيدًا عن سُقياها ...

إتصال سريع مع سابق الإستعداد للكلام المنمق والصوت الأجش ..
و كثعلب يغرس أنيابه لعمق أكبر في جسد فريسته ..
- ألو ، حياتي ، صباح الجمال لعيون الجمال ..
 
- أأ...علي!! ... هلو ... صباح النور ..

- شبيج ؟ صوتج يرجف ؟ خير ؟

- لا بس كلش من وكت متصل ، أخاف أهلي يحسون!

فيدس السم في العسل : شسوي لعد ، كوة نمت البارحة ، مشتاق ، و أريد  شوية نشاط  ، مو من حقي ؟! ...
يستدرك بعد تنهيدة ملؤها الحزن المزيف :
ماااشي آسف ، باي ، ديري بالج على نفسج...

لتقع في الفخ : لااا علي شبيك ، عادي فدوة إلك ، كول !..

بتحاذق :  لا ، صبحت بصوتج بعد شريد ، هسه باي ، أشوفج بالجامعة ..

تمتلئ بالحب الواهي والشوق المشوه : باي ، دير بالك على نفسك ..

      *********

كغارقة في اللا نهاية تجده المنقذ - المزعوم - لشتاتها و بقايا روحها الميتة في اللا وعي .. جلنار ذات العينين الزرقاوين التي جذبت لها الشياطين الزرقاء مع إدعاء التملك ، لتضمها هيَّ بدورها كطوق نجاة ضنًا أن الضفة قريبة ...
أفزعها صوته في ذلك الفجر الذي يسبق عادةً عواصف الأب الأعمى القلب والباصرة ، ثمّ كمعين عذب ذاقته لأول مرة تُصدم بعذوبة ألفاظه و دفئ صوته ، لم تكن تعلم أن الشبكات الخلوية قد تكون مسممة لهذا الحد ، لكن شربت السم و إنتهى  ..
ثمّ تنتهي أحلامها الوردية بسرعة البرق ، البرق الذي أطلقه الأب التعيس بصرخات و شتائم تمزق طلبة الأذن و الخلايا العصبية معًا ، لكن هيَّ شربت سابقًا السم الذي عَمِل كعقار يقيها هذا الداء الصباحي لتحتفظ بصباحها الوردي الموهوم ...

   *********

في الأقصى البعيد و من عينين ترى الدنيا كحجر ينبغي السير فوقه بطريقة صحيحة لمتابعة الطريق ، ( ريحانة ) تتلو قرآن الفجر بروية وتُتبِعَه بتجديد العهد مع حاكم قلبها ( عجل الله فرجه ) .
مع كل إشراقة شمس تذكر نفسها بما هيَّ عليه بما يجب أن تكونَ عليه ، فالمرايا المضلَلَة و ربما المرسومة بأنامل الهوى ، كثيرة ، كثيرة لحد ما يُخاف منه ،  و يُرتعد منه وجلًا و حيطة .

تهمس لنفسها ؛ أن عيناه المباركة يجب أن تفرح بما تراه منكِ اليوم ، عليكِ يا خليفة الله في أرضه أن تكوني نِعمَ الخليفة ...
يقطع أفكارها المرتبة كغرفتها صوت أخيها ( جواد ) الحبيب غير القريب :
- يابة متجين ، صارلي شكد أصيحج !! . إذنج بيها شي ؟!
( يابة ) لكم تعشق هذه الكلمة بصوته رغم أنها تصدر منه لا من أبيها ..

    *********

في ذات الأقصى البعيد القريب لجواد  ، و لذات الفجر يصلي الفجر و كلهُ هَم أن كيف سيعالج المشكلة الجديدة للعمل ، هل يغيّر الشركة التي يعمل فيها ؟
هل عليه أن يطلب المال من أمه ؟ لااااااا ، هذا محال !
هل سينفع إن إقترض من صديقه بعض المال ؟
هل يكلم رب العمل ببعض الكلمات الجميلة - غير الموجودة في قاموسه - ليعدل عن رأيه غير السديد ؟

مئات بل لربما آلاف الأسئلة التي تشغل تفكيره وهو يصلي الركعتين خفيفتين ، يحتاج مساعدة ، ليس لديه غيرها لتطفئ ناره .. يجب أن تكون مستيقظة الآن - كالعادة - .

ينهض بسرعة بعد ال ( الله أكبر ) الأخيرة من الركعتين التي تطالب بحقهما منه ..

هِيَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن