غادر الجامعة تملؤه نشوة ربح الرهان ، و لا يُهم ما خَلفَ ربحهُ من ضحايا ... كل ما عليه فعله الآن هو الحصول على غنيمته :
- يلة سلام هسه وكت الونسسسسة ..
- گببببببل لشماااااال ..
- ولك نسيت موبايلي يم أحمد 😳 ، هسه أجي ...
- أوكف ، جاي وياك ..غادرا الجامعة من الجهة الخلفية لبناية القسم ، يلمح في طريقهِ ( الكيس الأسود الطائر ) تجلس برفقة إحداهن ويبدو أن الأخيرة هي ذاتها الفريسة السابقة ... غريبة هذه البنت ، لكم أتمنى أن أشهد زيفها ! ..
ينفصلان عن بعضهما متوجهًا كلٌ منهما لتجهيز الرِحال لسفر دوامهُ يومين ..
قبل أن يلج البيت تتناهى أصوات سكان الدار قبل فتح بابه ... الكثير والكثير من الحصى المُتراشقة كلامًا بين نساء هذا البيت ، وصوت صراخ الطفل (يُسر) الذي يجزم بأنه يملئ أذني جارهم الرابع ...
في هذا الوقت لا يكون الرجال في البيت ، لذلك إستنتج أن طبول الحرب النسوية قد دُقت سابقًا ... يالتفاهة هذا البيت .. إشمئزت دواخله و قرر سد جميع الفوهات في رأسه كي لا تصلهُ تلك التفاهات فتغير مزاجه المنتشي لهذا الصباح ..وَلجَ ويديه لا تزالان مدفونتين في جيبه ، يتجه بخطوات واسعة نحو السلالم ، لكن لا يعمل كيف تسرب صوت هذا الصغير إلى رأسهِ الموصد في هذا الدار .. في غرفة مبهرجة تشفع نهاية درجات السلم الحجري تعلو صرخاته المستنجدة ، إحمر وجه هذا الكائن الصغير و يداه تحررتا من قيدهما القماشي طلبًا للمساعدة ...
دنا منه ، حاول هزه و إسكاته ، كلّمه ، حمله بين ذراعيه ، أعاده فهزهُ ثانية ، إقترب منه ليحدّثه و يلاعبه لكن لا فائدة بل و جازاه بكفٍ صغيرة في منتصف عينيه ...
أغضبه الصعلوك الصغير ، فولّاه عدم الإهتمام مكملًا ما جاء لأجله ... جهز بعض الثياب و بعض العُدة اللازمة ، وزعَ مالهُ في أماكن عِدة في بنطاله وسترته و حتى جواربه ... فهو لا يثق بأحد ولن يفعل ...
إتفق مسبقًا مع سلام أن يذهبا بسيارته الخاصة ، فهذا يوفر لهما متعة أكبر ..الطريق الطويل الفاصل بين بابل و شمال العراق لم يكن طويلًا لهم ، فجهاز تشغيل موسيقى السيارة لا يكف عن الصراخ بأصوات مختلف المطربين والمطربات ، عرّبد الشابان في الشارع بشقاوة كادت أن تودي بحياة السيارات العابرة و أناسها ، لم يكن للشتائم والسباب الذي يلحق بسيارتهم أهميّة ، فالمتعة قائمة ولا سبيل لإبطال مفعولها ، لكن ...
.
.حدث ما لم يكن بالحسبان ، البتة ...
*******
رأسه المليء بأنصاف الأفكار و طنين آلات البناء و خربشة هذا العامل على كوّمة الحصى و رنين هاتفه المحمول الذي يأبى التوقف ، صبره القليل لن يسعفه الآن فزمجر على ذلك العامل المسكين و نهر الآخر بحِجة عدم العمل بما يجب ، و بينما صرخاته تتوزع على الكادحين المذعنين لرب عملهم ذو الرأس المنفجر يخرج صفيحة المعدن والزجاج من جيبه :
ألو ، هااااا وچ شبيچ ، شتريدين ؟!
أنت تقرأ
هِيَّ
General Fictionحكايةٌ ببعثرة و نُسق لكل بنت يُشار إليها ب (هِيَّ) ... التصنيف: شريحة من المجتمع، دراما.