الفصل 2 (غير مكتمل)

15 1 0
                                    

**على سطح الأرض **

" وأخيرا انتهى الدوام.." قالها "أيهم " بعد دقائق معدودة من قرع جرس الدوام. .. حمل حقيبته واتجه نحو باب المؤسسة التعليمية الكبير وهو يتمتم في نفسه :" لو كنت أعلم أن مهنة التعليم متعبة هكذا لما اخترتها. ..لكن ماذا كنت ستشتغل يا " أيهم "؟؟... اظنني كنت ساوصل البيتزا. ..على الأقل كنت سأغير الجو من حي لآخر بدل الجلوس في حجرة ضيقة والسماع لشكاوي الأطفال "... هل تظنون أن " أيهم " متعب من مهنة التدريس لأنه يبدل جهده فيها. .. كل ما في الأمر أنه يدرس في الجحيم. .. فصل يتكون من طلبة منبوذين من قبل ذويهم و المجتمع بسبب جنوحهم. .. ولا ينفكون عن التسبب بالمتاعب للجميع. .. والغريب في القصة أن " أيهم" لا يراهم سوى أطفال مراهقين يريدون البروز ... ربما هذا المبدأ هو السبب في بقائه مدرسا لهم كل هذه المدة ...فأطول مدة تدريس للسابقيه كانت لا تتعدى الخمسة أشهر. .. فإما أن يستقيل أو يطرد أو يدخل المشفى. ..هذه كانت عاقبة كل من درس أولائك الجانحين. ...
" لقد عدت " قالها "أيهم " وهو عند باب البيت ينزع حذاءه. .. " كيف كان نهارك صغيري. ." ردت عليه نبع الحنان. .." صغي...أمي أتمزحين معي ابنك صار يبلغ الرابعة و العشرين. .إنني رجل " ... " رجل لا يغادر غرفته أيام العطل ولا ينفك عن مشاهدة افلام الكرتون. ." قالتها " آية " وهي ترسم ملامح التهكم. .. وضحكة ساخرة تعلو محياها. .. " يبدو أن حياتك رخيصة. .. دائما تحبين استعجال نهايتك. ." تلك الجملة المهددة التي اطردها " أيهم" جعلت " آية " تعاني أكثر لترد قائلة :" أخفتني. .." ... " جيد أنك شعرت بالخوف. .فهو أأمن. ." رد " أيهم " ساخرا. .." م..ما. .ماذا؟،؟ كنت أسخر منك أيها الأخ الأحمق. .." قالتها وملامح الغضب تكاد تقفز من وجهها ..." مرة أخرى..حين تهمين بتمثيل دور الساخر. .. لا تجعلي خصمك يقرأ ملامحك. .فيعرف أنك من استفز. ..أه نسيت. .إسمه أنمي وليس افلام الكرتون. .." ذلك الرد الصاعق. .أخرس " آية " نهائيا وجعلها تعض شفتيها غيضا " "أيهم " أيها الأحمق الجبان. .. لو كنت شجاعا كما تدعي لما انسحبت من مباراتك النهائية. .." قالت كلماتها الأخيرة في نفسها خوفا من أن يسمعها اخوها. .فالبرغم من الخلاف الدائم بينهما إلى أنهما يحبان بعضهما كما أن " آية " تعلم أن "أيهم" مر بتجربة فضيعة في الماضي سببت له صدمة جعلته يعتزل "الجودو"...
" غرفتي أخيرا ... هل اشتقت إلي " قالها " أيهم " بعد أن ألقى نفسه على فراشه. .. صمت قليلا ثم شخص ببصره في فضاء الغرفة وقال :" هل خيل إلي الأمر. .. " ... نرجع بالزمن قليلا للوراء ... ليس كثيرا مايعادل أربع ساعات، حين كان " أيهم " في الصف. .. هاي أنت ما الذي تخفيه في جيبك. ..منذ دخلت وأنت تتفقده " قالها "أيهم" لأحد طلاب صفه. .لكن الطالب احمر خجلا وضغط على جيبه أكثر محاولا إخفاء ما بداخله. .. مم جعل زملاء الصف يضايقونه أكثر :" هاي "رائد" هل أحضرت شيئا ممنوعا للصف. ..سجائر مثلا !" ..." تعلم أني لم أدخن يوما كل ما في الأمر أني أشعر بالبرد ...خشيت أن تصيبني نزلة برد " تلك كانت جملة " رائد " ...كانت جملة مهتزة يشوبها الشك. . " أمين " من سمح لك أن تتدخل في مهنتي. .أم ربما يجب أن أترك لك منصبي أيضا " توبيخ الأستاذ " أيهم " ل" أمين " خفف الضغط قليلا في غرفة الصف .. "حسنا " رائد" هل هناك تفسير للتوتر الشديد الذي ارتسم على محياك الآن. .." تلك الجملة التي نطق بها " أيهم " بدت مكتملة. .جملة تامة توضح المعنى. ..سؤال ..أو بالأحرى طلب لتفسير الوضع الراهن لكن "أيهم" لم يكن يريد التوقف عند كلمة الآن بل كان يريد إضافة أم أنك تريد أن نتحدث خارجا. .ما جعل " أيهم " يصمت وعلامات الحيرة بادية على وجهه كانه رأى شيئا غريبا ...رأى يد " رائد " مصابة بخدوش سطحية كأن قطة أو ماشابه فعلت به ذلك ..لكن المريب في الأمر أنه استطاع رؤيتها خلف قماش سترته. ..داخل جيبه " يبدو أني سهرت كثيرا البارحة " قالها " أيهم " في نفسه وهو يمسح قطرات العرق من على جبينه. ..ثم اطرد بصوت مضطرب :" حسنا إن كنت مريضا فبإمكانك مغادرة الفصل سأكتب لك تبريرا الآن. ..أما البقية فلينتبه كل واحد لنفسه " تلك العبارات المضطربة جعلت طلاب الصف يشعرون أن استاذهم ليس على عادته. .ففي العادة كان يستخرج الحقيقة من فاه الطالب ول اضطر لاستعمال الضرب فصحيح أن " أيهم " كسول لكنه كان بطل البلاد في الجودو قبل أربع سنوات وكان حائزا على الحزام الأسود هذا قبل أن يعتزل وينسحب في بطولته النهائية. .. خبرته الطويلة في هذه الرياضة جعلته مبارزا محترفا. .أقصد مقاتل شوارع بامتياز يتجنب الجميع الدخول في مواجهة ضده. ..
اصطحب "أيهم " " رائد" نحو عيادة المشفى. .. " مهلا أستاذ لست في حالة خطرة ... اظنني كنت أتخيل إصابتي بنزلة البرد تلك. ." هكذا قال "رائد " لأستاذه فهو يعلم أن طبيبة العيادة ستكتشف أنه يكذب .." أنت لم تكن تتخيل بل كنت تكذب " رد عليه " أيهم "..وقع ذلك الرد كالصاعقة على مسمعيه. .." ما الذي تقصده أستاذ " قالها " رائد" وخوف شديد يعصر قلبه ، خائف مما سيقوله أستاذه. .هل يريد معاقبته على كذبه أو ربما سيطرده. .. صحيح أن طلاب الصف معظمهم يتمنون ترك المدرسة لكن " رائد " يفضل إكمال دراسته و إسعاد والدته. .." لا تفكر كثيرا فلن أقوم بشنقك أو القائك من على جسر. ..كل ما في الأمر سآخذك لطبيبة العيادة لتقوم بتنظيف جراحك قد تحدث لك عدوى أو ماشابه وربما يقطعون يدك " تلك الكلمات التي قالها " أيهم " قد تبدو لأي مستمع أنها كلمات فحواها طمأنة " رائد" لكنها جعلت هذا الأخير يشعر بخوف أكبر رفع رأسه قليلا من على الأرض وقال:" أستاذ. .كيف؟!" .." هاه... أتقصد كيف أصبحت حنونا هكذا. ..أو كيف علمت بالأمر. ..لا تقلق لي وسائلي الخاصة. ..حسنا هاقد وصلنا. .بعد أن تعالجك الطبيبة خد التصريح ساكتبه وستجده في غرفة الرقابة العامة واتجه مباشرة نحو البيت. ..لا انحرافات. ..مفهوم"..
نعود للزمن الحالي. ..حيث تركنا "أيهم " مستلقيا على سريره يفكر فيما حدث :" ما الذي حدث في تلك اللحظة أنا واثق أني سمعت صوت أحدهم يصرخ. .. صوتا انثويا على الأرجح ... لكن لم يكن صوتا مجاورا. ..كان أشبه برؤية أو تجسيد. ...ااااه "أيهم" كفاك هلوسات يبدو أن الأنمي أثر عليك. .لا وجود لمثل هذه القوى في أرض الواقع. ..لكن مهلا. ..ما تفسير رؤيتي خلف القماش ...كان هذا الحديث الداخلي كزوبعة رملية تعبث في عقله. ..أفكار شتى تجول بخاطره مالذي حدث في تلك اللحظة يا ترى وما الذي جعل قوة غريبة كتلك تظهر عند " أيهم " فجأة..." حسنا لنجرب " قالها وهو يمسك بطانيته بكلتا يديه ...محاولا رمي سهام بصره لاختراق سمكها. .."اييييه. ..اعععععع. .هيا لما لا أستطيع رؤية ما خلف بطانيتي. .. " قالها " أيهم " وهو يشعر بخيبة أمل. .. ثم اطرد قائلا:" يبدو أن هناك شيئا ما فعل هذه القوى ربما شيء ما حدث في هذا العالم ...كبركان أو زلزال. ..."
في مكان ما في أحد المكاتب العامة كانت " لانا " و"ريم" تتجادبان أطراف الحديث. .
لانا: أرأيت ماحدث هذا الصباح. ..عينا الأستاذ " أيهم " توهجتا بضوء غريب فجأة. .."
ريم: " هل بدأت تفقدين عقلك. .لم أكن أعلم أن حبك له سيصل لهذه المرحلة. ..ضوء متوهج قال. .."
لانا :" "ريييييم" انا جدية ضوء ما أحاط بعيني الأستاذ من ثم انخطف لونه وطلب من " صاحب النظارات" (تقصد رائد) الخروج معه. .."
ريم : ألم تكن وجهتنا اليوم للمكتبة لأجل الدراسة. ..لما تصرين على إدخال :"أيهم " في كل حديث يدور بيننا. .."
لانا:" أنت لا تفهمين. ..لا يهم لنكمل المراجعة فالامتحانات على الأبواب "

**على سطح القمر **
على سطح القمر ...أحد أجرام الكون السماوية كانت هناك فتاة أخرى تسترجع ماحدث لها قبل بضع ساعات :" أنا واثقة أني سمعت صوت أحدهم. ..صوت رجولي عنيف. ..أثناء فتحي لذلك الصندوق. .."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تذكرة نحو القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن