"هل عدتي من العمل، جميلتي!"قال الشخص الجالس على كرسي متحرك،بصوت غامض اصابها برجفه .
نظرت له بجمود ،رغم اعاقته الا انه لازال يخيفها كما كان قبل شلله النصفي!.
"نعم..،هل تناولت غدائك؟"قالت ورمت بحقيبتها على الاريكة
المستقرة بمنتصف غرفة المعيشة.
"لا،كنت انتظرك"قال بنفس برودة الصوت.
"حسناً،سأحضره الآن"قالت ومشت مارة من جانبه لكنه قبض على يدها مانعاً إياها من تكملة خطواتها!.
"هل هناك مشكله؟"قالت بهدوء
"لم أحصل على قبلتي!"قال ببرود لتبتلع ريقها ببطئ وانحنت حتى اصبحت مقابل وجهه،عينه اليسرى الزجاجيه لا تختلف عن اليمنى من ناحية برودة المشاعر،لطالما ارتعبت منه..وعاشت مجبرة معه!
ازاحت نظرها وطبعت قبله على وجنته وابتعدت مسرعة الى المطبخ.
فتحت باب الثلاجه ووجدتها فارغه نوعاً ما،تنهدت بتعب..،كل شيء يضغط عليها بشدة، تشعر أنها على وشك الانفجار بحق!.
اطلت على غرفة المعيشه لتراه قد رحل منها فتوجهت نحو حقيبتها وفتحت محفظتها ،عدت المال الموجود فيها لتتهند
"حسناً هذا سيدفع ثمن وجبة واحده !"همست.
نظرت الى المطبخ وهي تتذكر الطعام الموجود، قطعة جبن ،بيض،ويوجد بعض الخبز..
"اظن انني سأشبع بطني بالمتوفر.."قالت مع ذاتها.
التقطت هاتفها لتتصل على مطعم قليل التكلفه وطلبت وجبة واحدة له.
ثم ذهبت الى المطبخ لتصنع لها شطيرة جبن مع القليل من الشاي واكلتها بسرعة قبل مجيء الطلبيه.
لم تلبث خمس دقائق وقد رن جرس المنزل
"تباً متى اصبحتم بهذه السرعة!كنت انتظر لساعة قبل مدة!!"ابتلعت ما تناولته وتركت شطيرتها على الطاولة في المطبخ وخرجت بسرعه،اخذت بعض المال من حقيبتها وفتحت الباب،اخذت الكيس وشكرت العامل لتغلق الباب بعد ان ذهب.
"من هناك اليتا؟؟!"سمعت صوته يصدح من غرفة النوم ،وضعت الطعام على طاولة المطبخ وذهبت لغرفة النوم، وجدته نائم على سريره وغالق الستائر،استغربت فهذه ليست عادته ان يأخذ قيلولة!
"هل كل شيء على مايرام؟"
القى نظرة عليها ثم اعاد اغلاق عينيه
"من كان في الباب؟"قال بصوت هادئ
"انه عامل التوصيل،طلبت لك طعاماً"قالت
"ولما لم تصنعيه انت؟!"قال وقد فتح عينيه ناظرا لها،علمت انه لم ولن يتغير حتى بعد شلله،مازال يتأمر ،ويكره ان اتهاون بالعمل!،تباً له هل يظنني آلة او شيء كهذا!!.
"ليس لدينا مواد للطبخ ،وأشعر بالتعب لذا لم أتسوق اليوم"قالت بهدوء عكس ملامحه التي كانت غاضبة نوعاً ما..
"حسناً،ساعديني لأجلس على الكرسي"قال وازاح نظره عنها،وابعد الغطاء عن قدميه.
شردت لوهله تفكر كيف تحكم في نفسه ولم يلقي لها كلاماً،كونها السبب في افلاسه،وإعاقته!ككل مرة تفعل شيء لا يعجبه!.
تقدمت نحوه وانزلت قدماه بخفه من على السرير، امسك هو كتفها بيد واليد الاخرى على كتف السرير ليرفع نفسه،وهي ثبتت نفسها جيداً كي لا تقع وحاوطت ظهره بيدها وسحبت الكرسي الخاص به بسرعه ليجلس عليه،انحنت تعدل وضعية قدمه جيداً
"مرتاح؟"قالت تطمئن على وضعيته
"نعم،شكرا"قال
ابتسمت مومئه لتستقيم وتذهب خلفه محركة الكرسي .
دخلت معه الى المطبخ لتوقف الكرسي امام الطاولة،انحنت على ركبتيها لكي تنزل مثبتات الكرسي كي لا يتحرك ،ثم نهضت لتخرج الطعام من الكيس وتضعه أمامه..
لاحظ هو انه طبق واحد ليعقد حاجباه ثم تنهد ومسك وجهه ماسحا اياه بغضب
نظر إليها ليقول بهدوء عكس الغضب الذي يشعر به..من نفسه..منها..من كل شيء!.
"أين طعامك؟"
"لقد تناولته"قالت بهدوء محاولة تفادي نظراته .
نظر هو للطاولة ليجد صحن وعليه شطيرة صغيرة قد تناولت القليل وبجانبه قدح من الشاي لم يكتمل.
"اخبريني الينا..،كم من المال نملك؟"قال ببرود يغطي غضبه.
تنهدت وهي واقفه بجانب الحوض، لم تنظر له،تعلم انها ان تكلمت سيغضب،سيغضب من نفسه،ومنها، سيصرخ ومن المحتمل ان يرمي الطاولة على الارض..سيلومها وسيلوم نفسه..من ثم سيبكي..لعجزه!.
نظرت له ومشت باتجاهه بخفه،سحبت كرسي لتجلس امامه ونظراتها موجهة نحوه ،امسكت يداه بقوة لتقول وقد تقربت منه
"كرس،انظر،أعلم انك لم تعتد على هذه الحياة بعد،كل شيء جديد عليك..هذه المعاناة،الصبر،لم تخض اي من هذه الصعاب!،لكن أرجوك، انظر أنا حقاً أتوسل بك!!فقط ثق بي،سأجعلنا ننجوا!،أنا أعمل عملين الآن،الأجر جيد لكن الآن قد نفذ المال قليلا لاني لم اقتض راتبي بعد،فقط أسبوع وسأحصل على بعض المال!"
نظر لها وقد تحولت نظراته للضعف،ها قد شعر بضعفه مرة أخرى،تحت ظل كلماتها، هي تبذل كل مافي وسعها لتجعله يعيش!،هو فقط عبئ عليها..مازال يشعر انها تكرهه..قبل سنتين كان رجل أعمال ناجح جداً،وكانت الينا ابنة رجل أعمال مازال في بداية مشواره،وكان يطمع في المال فتوجه الى كرس ليعقد معه شراكه،مقابل ان يتزوج ابنته...كانت صفقة فاشلة..لم تكن الينا موافقة،وكان كرس جشعا وظن انه سيستمتع معها قليلا ثم سيطلقها ويلغي الشراكة،لم يكن يظن انها ستنتقم !اوتعرضه للإفلاس!
كان يحبسها في المنزل لأشهر بلا شفقة،وهي عنيدة وتكرهه بشده، تفعل كل شيء لتعصي أوامره وتهرب من المنزل،تختفي لأيام ثم يجدها ويعاقبها لتكرهه أكثر،لم تخضع له أبداً!مهما كانت تخافه كانت عنيدة أكثر!!.
لكن في أحد المرات أتى بصديقه الى المنزل،لم يكن صديقه،بالأساس لم يحظى بأصدقاء ،كانت علاقات منفعه فقط.
وعلاقته بصديقه كانت كذلك،ولكنه كان خطراً،يبحث عن زلات له ليوقعه في فخه ويستلم منصبه هو..
وكانت الينا الوسيلة لتدميره!.
فقد لاحظ حدة نظراتهم،عدم اطاقتها له، الهمس بغضب..علم انها تكرهه وبشدة،لذا أستغلها.
وهي من شدة عجزها وكرهها لحياتها ولكرس خضعت لخطة جونرن،كان ماكراً،اقنعها انه سيعرضه للافلاس فقط وسيساعدها على الهروب مقابل ان تساعده
على انهاء كرس!
فعلت كل شيء لتنال حريتها
تجسست،سرقت ملفات،صور،عقود،كانت ترتقب باب الحرية بصبر
لكن كرس كان يغرق
كان يغرق بها
عيناها،شعرها،شرارتها ..
حاول ان يحسن معاملتها وأمل ان تتحسن علاقتهم لكنها كانت مشغوله بتنفيذ الخطة والطيران الى الحرية !!
كل شيء انعكس عندما اتصل بها جونرن وطلب منها ان تخرج مع كرس وتأتي لمكان ما
"اليتا اعدك هذا سيكون اخر يوم لك معه،ستنطلقين بحرية وتعيشين حياتك بينما هو سيتعفن بالسجون،لقد علمتي انه لديه ملفات فساد هائلة سيزج بالسجن لما يزيد عن ١٠سنوات
الليله في التاسعة،سأرسل لك العنوان،واثق انك قادرة على اقناعه بالخروج"هذه مكالمة جونرن،التي ومن بعدها قلبت حياتها..
أنت تقرأ
احتمِ بي
Romanceلا تخشى من ضعفك أمامي لا تخجل من إعاقتك لا تشعر بالضعف وأنا بجانبك لا تقلق والقِ بحملكَ عليّ سأكون المرأة الحديدة وسأحملك ...وسأحبك.