انتفاضة قيد
قراءة ممتعة
تقدمت ببطء من المكتب الذي بات يسبب لها هاجسا , تأففت بضجرمن هذا الوضع , متى سيعتقها هذا الرجل من نظراته التي باتت تحرجها !
وكأن الجميع يعرف أنه ينظر لها ..
فعلا بات الأمرمزعجا , رغم استمرارها بالتجاهل , فلم يكد يمر على وفاة زوجها الشهرين ..
طرقت الباب بخفة لتدخل ما أن سمعت صوته يطلب ذلك , رسمت شبه ابتسامة عملية على شفتيها , وأدخلت الأوراق التي طلبها , وفكرت ربما حان الوقت لتطلب منه أن يحضر ساعيا خاصا به فهي لن تكون ساعية مكتبه الخاصة , صحيح أنها موظفة عادية و هو يشغل مركز مدير الشؤون الإدارية في الشركة , لكن ذلك لا يعني أن يجعلها ساعية خاصة لمكتبه ..
قدمت له الأوراق التي طلبها واستعدت لتغادر , لكنه ناولها أوراقا أخرى طالبا مع ابتسامة
* صوري لي هذه الأوراق ..
التفت بجسدها له بعد أن منعت نفسها بصعوبة من قول أنه ليس ضمن عملها , لكنها فقط نفذت طلبه وأخذت الأوراق لتصورها وذلك يعني أن تعود للمرة التي لا تعرفها اليوم إلى مكتبه ..
أوف لقد زاد الوضع عن احتمالها , أنهت تصوير الأوراق , وعادت له تتجاهل كما اعتادت التعليقات المصاحبة لها في كل مرة تتجه نحو مكتبه ..
حين دخلت هذه المرة لم يكن لوحده فلم تجرؤ على قول شيء .
سلمت ما بيدها وخرجت ... تدعو الله أن ينشغل ما بقي من النهار , ولكن على الباب تماما سمعت صوته يناديها برقة
*رولا .
تعوذت بالله من الشيطان ورسمت الابتسامة على ثغرها ثم التفتت له ليقول دون أن ينظر لها بل للورقة في يده قبل أن يمدها لها
*هذا قرار تعيينك مساعدة لي , يمكنك الانتقال للمكتب المجاور فقد تم إعداده لك .. عجزت عن الكلام بينما تلقائيا خطت لتأخذ الورقة منه وتنظر لها متأكدة أن ذلك حصل بالفعل , همست شكر ما بالكاد وصله وانسحبت بسرعة هذه المرة ..
بينما هو بالكاد تمكن من حبس الابتسامة على شفتيه , لن يكون لؤي الجابري لو لم تكن هذه الجميلة له , لطالما جن من مسألة زواجها وها هي الآن قد زالت تلك العقبة ..
حان دوره ليلعب أوراقه بشكل صحيح , وأولى خطواته هي بقائها بقربه .. ...............
تقدم راغب من مجلسها بصمت , راقبها وهي تضفر للصغيرة شعرها تدندن لحنا ما , لم ينطق بشيء , تركها على حالها واتجه للباب ثم خرج منه ليصفقه خلفه بقوة .. فتوقفت عن الغناء , وأنهت للصغيرة شعرها لتجهزها , فبعد قليل سيأتي الباص الخاص بالحضانة ليأخذها , لابد أنه ذاهب لعمله ..
بعدما فعله بالأمس لم يتكلم معها .. ربما لأنه يعرف أنها لن ترد عليه .. فقد اعتمدت تلك الطريقة منذ أن طلبت منها رولا ذلك ..