سَماءٌ غائِمٓة
.
.
.آثَر التَنائِي عَن صَخبِ البَشرِ وَهَرجِهم ،
انعَزل ذو الجدائل الشقراء عَن كلّ مَا دبَّ فِيه نبضٌ
أوصَد رمَّة الدُروبِ المؤَديّة لبَابِ مُهجَتِه المُرهَقةِ المكدُودَةانزَوا علَى نَفسِهَ وأضحَى مُنفَرِداً انطِوائِي . .
ألفَ السَّدادَ فِي الصّمت واعتَلقَ بالأمَاكِن الهَادِئة المهِيبَة ،
ممّا أمدَّ شَخصِيّتهِ وقَارًا ورصَانَة رُغمَ ثِقَل وجَهامَةِ الخُلوَة !.إذَا بزَغتِ الشّمس خَرجَ ذوالضح الهلالية إِلَى أحضَانِ الطبِيعَة مُتأَمّلاً مُتدبِّراً فِي سِحرِهَ الأخّاذ ،
يجثُم لِسَاعاتٍ طوِيلَة يرمَقُ الطُّيور تتَراقَصُ علَى أغصَانِ الشّجر المُخضَوضرِ اليَانِع
و تَشدُوا بِسنَا تَرانِيمِهَا وألحَانِهَا العَذبَةِ الرَّائِقة ،يتَرصّد بعينيهِ المتلألئة الفَراشَاتِ مُتفَاوتَة الألوَانِ تَحُوم حَولَ رحِيقِ الأزهَار مُرَفرِفةً بأجنِحتِهَا البَهيّة ،
ثُمّ يضطَجِعُ لِيُعاينَ السّماء فِي حُلّتها البَدِيعَة التِي صدَع زُرقتهَا بيَاضُ الغُيومِ المُتنَاثِرة المُبعثَرةِ ،
وتَنتَشِي رُوحهَ بِسمَاع خرِير المَاءِ السلِس الزُلاَل علَى ضِفاف الأنهَار.لاَ يصُدّه تقلُّب الأجوَاءِ عِن الخُروجِ والتَّلذُذ بفِتنَةِ الطبِيعَة ،
يُغمِضُ مُقلَتيهَ وينتَصِبُ تَارِكاً الغيثَ يَروِي فُؤادهَ الظّمآن ،تَقّر عينُه بمُشَاهدةِ الثّلج الأبيضِ النَّاصِع يَكسُوا الأرَاضِي والسُّهول .
أمّا إذَا مَا أدبَرْ إلَى شَاطِئ البَحرِ اعتَصمَ إِلَى رُكنٍ خَالٍ وَتربَّع عَلى الحُبَيبَاتِ الذّهبية لِرمَالهِ النّقية ،يراقِبُ أموَاجهُ تَتخبَّطُ ذَهَابًا وإيَابًا ، وتُدَاعِبهَ نسَماتُه العَليلَةُ ،
وبَعدَ أن يشْهَد أُفولَ الشّمس خلفَ خطّ الأفُقِ ويكسُوا السّماء رِداءُها الأدهَم الدّامسيشرَعُ فِي التَّحدِيق فِي النُّجومِ المُتلألئة البرّاقة مُرصّعة الفَضاءَ الفسِيحَ
والبدرَ البَهِيج مُنيرًا مُشِعًا نُورُه الخلاَّب ادلهمَام الليلِ .وَفِي خِضمّ هذَا لمْ ينسَى الأشقر ولاَ لِلحظَة أخذَ آلَة التّصوير الخاصّة بهَ ،
فَيلتَقِطَ بِهَا أبهَر وأزهَى الصُّورِ للمنَاظِر الطبيعِيّة الآسِرة المُستَحوذَة علَى الانتِباهِ ،وقَبلَ أن يأوِي إلَى فرَاشِه الرخِيّ النّاعم
يسترجِعُ ويكرّر مُشَاهدَة تِلكَ الصّور فِي انشِراحٍ وحُبُورٍ حتّى يُداعِبَ الوسَنُ جَفنَيه
فيصُونَ آلة التّصوير فِي محَلٍّ آمِن واثِق ويخلُد فِي نومٍ هانِئ عمِيق.
~ ~ ~ ~انتهى .
أنت تقرأ
ᴄʟᴏᴜᴅʏ sᴋʏ || ᴘᴀʀᴋ ᴊɪᴍɪɴ.
Poetryلا اُريدُ مِنْكَ الكَثير فَقَط باَن تُعامِلُني بلُِطف،، رُبما يُمكُنَكَ ان تَشفي كُل الجُروح اللتي بِداخلي،، ألغِلاف مِنْ مُساعَدة ألجَميلة : @llililill