مُنذ صِغري و انا لستُ على وِفاق مع الفتيات كثيراً ، لا أحاول مجرد محاوله أن أتقرب من إحداهن لنصبح صديقات.
خليلاتي أشعر أنهن مُختارات بعناية فائقه من الله ( الكمال لله و لكن إحداهن ليست بها شائبه تشوبها و هذا ما يجعلني أنعزل بهن ).
أما الشباب الذكور فعلاقتي بهم لا تتجاوز السلام ( غير مصافحه ) أو الحديث في أمر يُناقش بصورة عامه أو بحثٍ مُكلف ، هذا ما يبقيني انطوائيه ( مُعقده ) في نظر الكثير الكثير و لكن مهلاً انا هكذا في قمة الرضا عن نفسي.
حياتي و الحمد لله في أفضل حال إلى أن جاء ذلك اليوم و رأيتها..!عندما تقابلت أعيننا للمرة الأولى شعرت بإرتجافٍ و زلزله بسائر جسدي ، أضلعي و كأنها تصدعت و تكدمت..
مُقلتاي ما شهدت بريقاً لها هكذا يوماً ، حدث داخلي شتات و تفرقت كل قطعة على حدى.!
أما هي كالشاهق الباسق ساكنة لم يرف لها جفن ، بعدها تلافت النظر.
طِوال اليوم لم أستطع تفادي تلك اللحظه ، عند كل سهوة أراها هي فقط!!عُدت إلى البيت و لا يزال خافقي على حاله و عقلي منشغلٌ بها.
استنكرت ما أشعر ثم هممت إلى صلاة ( تُكفر لي ذنب التفكير بمثلي و تهدئ هيجان عاطفتي ) و نمت في أمان الله💙
حلَّ الصباح و أنا يا نفس كما أنا لم أنجُ من مباغتتها لأفكاري منذ الضُحى ، هيهات لِم لَم يزول سحرها!!!
ذهبتُ و لا عِلم لي أنها الحافة ، و بكل لحظةٍ أدعو أن لا أراها ، دخلت الحرم الجامعي و كأن أوصاها أحد أن تُبكر لإستقبالي ، عادت تِلك الإنتفاضه بمعدل ألف دقةٍ في الثانيه..!
إذاً ؟؟ حدثيني قولي كيف أهرب مِنك؟ إلى أين أفر كي لا أبصرك؟!!مُنذ البارحة و انا لست شخصي ، عيناكِ هما السبب ( تلك البُندقتان كرصاصِ عدوٍ يمقت نظيره فيصيبه بمنتصف قفصه الصدري و من أول رميةٍ يرميه ، حاجبيك المقوسين ، أنفك كسيف ليس به اعوجاج ، و آخٍ انا من تلك الوردتين أسفل وجهك تعلوان الذقن برسمٍ بديع ، لا يقوى على مقاومتهما إلا من لا يرى و إني أشهد على إبصار الضرير إذا توهج نورك...💙 )
ثُم فِقت من غيبتي وجدت أني شاردة بها منذ خُطو أقدامي ؛ يا الله انا عبدك الضعيف أعنّي ، استغفرت ربي كثيراً اللهم سامحني.
اتجهت نحو صديقاتي و انا في صراع مع قلبي حتى يهدأ و يستقر أحاول جمع ما فتكته ، رأيتها من على البعد مع رفيقة دربي يقصداننا ، حسناً لماذا؟؟
رفيقتي معها لا مفر اوف.. و انا تعسر عليّ السيطره على قلبي..
جاءت الرزينه ذات العين الصياده و انا أُمثل الثبات و السكون بكل ما أوتيت من جبروت ، تعرفت على الكل و حين جاء دوري مدت يدها لتصافحني ، حسست بثقل الكون ثم مددت يدي صافحتها و تلك الرعشة تزداد..
عاودتُ مخاطبة نفسي ( إنه غير طبيعي ما تفكري و تشعرينه ، إنه عادي مجرد إحساس لا يمكن أن يكون كما تظنّي ، أنتِ تناقضين ذاتك تباً )
مر وقتٌ و لا أعلم كيف مر و انا وسطي و مناورته بسم الله عليه.
( عزيزتي نفسي كُفي عن أذيتي ، حتماً ليس هناك علاقة عاطفيه بين فتاتين ، كيف بإمكاني أن أحب.. لا توقفي إنه مستحيل )
كان يوم عُرس إحدى حسناوات فضائنا ، الكل بأبهى حُلةٍ و هندام ، هي أيضاً ، لا أستطيع وصف ما تملك من حُسنٍ و سِحر إنها فاتنه فاتنة للحد الذي يجعلك تتسمر مكانك ، تصيبني في كل مرة أراها ،سبحان من أبدع صُنعها و كأنها ورثت جمال ملائكي ، إن كان للجمال مقياس ينصف شارتها لأُعطيَ لها ، لكنها المقياس عينُه.!
ما بين الازدحام و ضجيج الحفل و انشغال الكل وجدنا أنفسنا لوحدنا بعيداً عن تلك الضجة و الصوت المرتفع ، انا و هي و الليل و القمر و من هاتفها صوت أبو السيد :
" لمحتك قلت بر آمن
بديت أحلم ألملم قدرتي الباقيه و أشد ساعد على المجداف..
تلوح لي مدن عينيك
و ترفع لي منارة بسمتك ساريه و بديت أحلم "🎻
لا أعلم ماذا جرى أو بقينا كم من الساعات و كيف استطاعت بخفةٍ أن توصلني بين ذراعيها ، أحاطت خصري بأناملٍ من حرير ، ببطءٍ رشيقٍ عطوف دنت مني و أنفاسنا كالإعصار ، قبل أن أعي ما نحن فيه تجرأت و أخذت شفتاي معها بقبلةٍ ذهبت فيها روحي عني ، تاهت بعيداً و أنا أشعر بتلك الفراشات داخلي ، ارتعش بدني مجدداً و اهتز عرش قلبي و غبتُ عني..!ابتعدت بتأنٍ على رسلي و عيناي مغمضتان ، برفقٍ أيقظت عيناي أحاول استرجاع سحر اللحظه ، أسنانها اللؤلؤ تكشف مدى سعادتها بالقبلة المسروقه و خضوعي لها رغم أنفي ، تلك اللمعه بعينيها هي نفسها لديّ..
بدون شعورٍ مني سمطتها على وجهها بكفي و مضيت عنها أهرول!!
في غرفتي عقدت جلسةً أُقاضي فيها يدي ؛ كيف استطعتِ ذلك؟ أجرمتِ بحقها و لا عقاب كافٍ للقصاص و الثأر لها.
عاد القلق و وسوستي ، لقد أخطأت كيف أُكفر؟ ما كفارة ما فعلته بها و ما فعلته هي بي؟
على فِراشي يشغل بالي هوس تلك القُبله و صاحبتها ، يزداد جموح نفسي أيُعقل!!؟ أحببتها؟ هي أنثى مثلي لالالالا يكفي.
قلت في نفسي غداً صباحاً سأواجهها بأن ما يحدث غير مقبول به و لا يجب أن يتكرر ذلك ، غداً سنوضح الأمور.و لكن جاء الغد دونها ، لم تأتِ إلى الجامعه يومها!! اضطربت قليلاً ثم أعدت ضبط توازني ، لا بأس غداً ستأتي.
أيضاً جاء الغد و هي ليست هنا ، بدأ قلقي يزداد ، ماذا حلَّ بها؟ أين هي؟ لماذا لا تداوم؟!!
أحسست بحزن و جزعت لغيابها حتى غابت مُهجتي معها ، بدأت اسألني أتكون قد انزعجت مني؟ أم أدركت خطيئتها و استحت؟ لمَ تجعلني بهذه الحيرة لمَ الغموض؟؟ اووف
أيامٌ أخرى مضت و أنا أفكر بها ماذا بها ، إذا عادت سأعتذر عن فِعلتي و أصحح الأمور بيننا سأجعل كل شيء على ما يرام و نصير رفقةً.عند صباح يومٍ لم أسلم من التفكير فيه بالذي يدور عادت ، و عاد قلبي لزمانهِ و الإرتباك ، لم أستطع كبح مشاعري و فَضَحَ أمري ثغري المتبسم و اغريراق عينيّ..!
خرجنا جميعاً معاً و بعد طول وقتٍ حسبت الثواني فيه بالساعات ودعتنا بقية الصِحبه و ذهبن ، مرة أخرى أنا و هي فقط و يصاحبنا فيها البحر و موجه ، و ما لخفقان قلبي المتزايد تصحيح و إصلاح ، ثم كيف يهدأ و هي بجانبي كأنها البحر في هدوئه عمقه و سكون حاله و فيضه حين حب.!
جمعت ما بي من شجاعة و قوة و وقفت أمام ناظرها و التقت عيناي بتلك البندقتين مجدداً ، فوضت أمر ثباته للخالق و القصاص من عينيها بالمكوث بهما مدى الحياة ، تجعلانني أفقد القدره على الكلام و الرغبة بالخوض فيهما و حقاً انا غارقه.
رمقتني بنظرة المهزوم العائد خالي الوفاض..
أمسكت يدها و بدا لها اضطراب و قلق خوفي ، و بعد تخبط الكلمات و الأحرف ببعضها البعض قلت : أسفه
( أسفه؟ انا من يجب أن يأسف ، قولي أي شيء آخر افعلي أي شيء لكن لا تحزني ، أعدك أن لا أعيدها مجدداً )
غبتُ عني و عنها و رغبت بها حتى نادت على إسمي...
؟؟؟
تلك الفراشات قصدتني من جديد و عيناي تاهت تحيط بها و إحساسي يغني فقلت : " يا انتي يا أغرق "🎶
عقدة حاجبيها أبانت حيرة أمرها و استغراب ما قلته
ابتسمت و بكل ما بي من شعور رفعت يدي على عنقها و اقتربت منها و في لحظة لا وعي ثانيه غبنا معاً عن العالم و قُلت : أُحبُكِ💙💙
![](https://img.wattpad.com/cover/202694186-288-k740699.jpg)