عدي......عدي ....
صرخات محملة بالآهات ...نداء محتوم بالآنين لعله يستمع لها ....ينصت لصوت قلبها الخافق بعشقه هو ...لعله يعلم بأنها هنا! ...مازالت على قيد الحياة ...
بكت بصوتٍ مزق الأغلال المكبلة لجسدها الهزيل لعله يعلم بوجودها ..بكت وخوفها يزداد أضعافٍ مضاعفة من المجهول...
فتح عيناه بلهفة وقلبه يكاد يتوقف من الآلم ليصرخ بقوة :_رحمة ...رحمة ..
بحث عنها بالغرفة كالمهوس فنزع عنه الغطاء بجنون يصيح بصوتٍ مرتفع :_رحمة ...
أفاق عمر سريعاً فأسرع إليه قائلاٍ بهدوء :_أهدا يا عدي ..
دفشه بعيداً عنه وهو يحاول الخروج من الغرفة ليسرع إليه أحمد وياسين وجاسم في محاولة بائسة لشل حركته ...حركة الوحش الثائر !! ...
أستند عمر على الأريكة بصعوبة ليستعيد قواه المتنزعة لقوة عدي البادية فتطلع له بحزن وكسرة تعرف الطريق لقلبه لأول مرة علي رؤية أخيه ...
حاول جاسم تهدئته ولكن هيهات فصرخ عمر بجنون :_فووق بقااا يا عدي رحمة خلاص ماتت ...
أسرع إليه ياسين قائلاٍ بحذم :_مش كدا يا عمر الله أنت كدا هتهديه يعني ! ...
زفر بضيق :_بس على الأقل هفوقه من الجنون دا ...
صعق جاسم وأحمد حينما دفشهم عدي بقوة ليقترب بسرعة البرق حتى صار أمام أخيه ..عيناها تكاد تحرقه بطوفان بث الرعب بأجسادهم فهو الآن كالمغيب لا يعي ما يفعله ...
رفع يديه ليحيط برقبته ومن ثم رفعه بقوة وعمر بصدمة لا مثيل لها ،أسرع إليه أحمد قائلاٍ بصراخ :_لا يا عدي سيبه ...
حاول كثيراً ولكن لم يستطيع فتطلع لجاسم وياسين المتصنم محله قائلاٍ بغضب :_أنتوا لسه مكانكم ! ..أتحرك منك له ..
وبالفعل كانت كلماته كافيلة بعودتهم لأرض الواقع فهرولوا إليه مسرعين فى محاولة مستميتة لتخليص عمر ...
بترت الحركة وتصنمت النظرات حينما وجدوا من يقف أمامهم بثباتٍ فشل على الدوام بالتخلي عنه ......رغم ما يراه أمامه الا أنه مازال يلتزم الثبات والصمت ...
تعلقت نظرات عدي بياسين الجارحي لثواني ليخرج صوته الحازم وعيناه متعلقة به بتحدي :_سيبه ...
كلمة مختصرة كانت كافية بعودة عدي لواقعه الأليم فأخذ يتطلع لوجه أخيه الشاحب بصدمة من أمره ...كيف تمكن من فعل ذلك!! ...تراجع للخلف بعدم تصديق وصدمة تجتاز أواصره ،سقط عمر أرضاً وهو يحاول ألتقاط أنفاسه بصعوبة بينما تراقب أحمد وياسين وجاسم رد فعل ياسين بخوفٍ شديد ....
حل الصمت بالغرفة بأكملها ليقطعه صوت ياسين وعيناه تقابل عين عدي :_أخرجوا ..
وبالفعل ما أن أنهي كلماته حتى خرج الجميع وعمر بمعاونة أحمد ليظل عدي بمفرده مع ياسين الجارحي! ...
جلس على الأريكة محتضن وجهه بيديه ليخرج صوته المنكسر :_متسألنيش عملت كدا أزاي ؟ ..
بقي ثابتٍ محله يتابعه بعيناه المذهبة بتفحص وصمت ليكمل عدي بصوتٍ نقل له آنينه :_أنا بحس بيها على طول .. الا أنا فيه دا مش جنون صدقني رحمة عايشة أنا حاسس بيها ...سامعها وهى بتناديني ..حاسس بكل نفس خارج منها ...
مستحيل يكون كل دا جنون مستحيييل ...
وصرخ بألم وهو يضغط على موضع قلبه :_ياررب ...الرحمة بجد مش قادر ...
وخر أرضاً يبكي كالطفل الصغير ...تحرك ياسين بضع خطوات لينحني بوقاره التابع له فوضع يديه على كتفي إبنه ...رفع عيناه ليجد والده أمامه فقال بضيق :_عارف أنك مش بتحب تشوفنا ضعاف بس أنا فعلاٍ مش قادر ...
لم يتمالك ذاته فأرتمي بأحضان والده ليحتضنه ياسين بقوة وعين تلمع بكبرياء الألم ليخرج صوته المعتاد بالثبات :_كل دا هيعدي بس وأنت أقوي ...
وأبعده عن أحضانه قائلاٍ بحذم :_لأنك إبن ياسين الجارحي ..دي كافيلة تخليك تقوم من تاني ...
كاد الحديث فقطعه بأشارة يديه قائلاٍ بهدوء بعدما وقف بطالته القابضة :_ تأكد أن محدش هيحس بيك غيري عشان كدا لازم تفوق لنفسك لأن الجنون للأسف هيكون لقبك ..
وتركه وخرج ليظل هو محله يتردد كلماته بعقله فيجعله كالصفعات المتتالية لأفاقته ....
...عدي....عدي ....عدي ...
يا الله قلبه لم يعد يحتمل الآنين فربما أن شعروا بألمه وأستمعوا لما يستمع له لما نعتوه بالجنون!! ...
وقف يصرخ بجنون بعدما وضع يديه على أذنيه ليكف الصوت عن أخترقهما :_كفاياااااا ....كفاااااااياا ...
لم يشعر بذاته الا وهو يحطم الغرفة بأكملها ....صوت تحطيم الزجاج ربما يبعث له راحة ما ...ولكن بنهاية الأمر خر محطماً مثل تلك الشظايا الملقاة أرضاً ليحتضن قلبه ويترك الآنين يرتعاه .....لمعت تلك الحقيبة أرضاً لتلفت أنتباهه فجذبها بزهول أزدادت لصدمات متتالية حينما رأى محتوياتها ..فربما حقيقة ما يشعر به ليست خيال مثلما يعتقد الجميع! .....
.......ملحمة جنونية بين عمالقة العشق ليجتمعوا من جديد بالسلسلة الرابعة من الجارحي بعنوان ....
#آسياد_العشق ....
#بقلمي_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت
#قريباً ...لقائنا بعد مافيا الحي الشعبي بأذن الله ..بناء على طلب الفانز 😍😘
أنت تقرأ
أحفاد الجارحي.. 4 .. أسياد العشق ..للكاتبة أية محمد ...
Romanceأحفاد الجارحي.. 4 .. أسياد العشق ...للكاتبة أية محمد ..