IV.

55 7 3
                                    

إِتخذ المَمر إِمْتِدَادًا لِسيرهِ الأعوَج، مُخفضًا لرأسهِ، وتقُوس ظَهرهِ بَينٌ.

قامرَ شكهُّ ذهابًا وإِيابًا، والطرقاتُ تزدَاد طبقاتُها علوًا بِغير إِنقطَاع حَتى شُّغِلت الأنوَار مِن إحدى الشِقق وتسرَّبَ عَبر الفُتحةِ السفليةِ لبابِه.

أشاحَ بخُصلاته، راودهُ الظنُّ بِأن القرعَ مُستقصَد.

إِتخذ مسَارًا عَلى مَرأى..القرع بقدميهِ عَلى الأرضيةِ ليُهيئ مُغادرتِه حلٌ مَحسوب لِلتَضْلِيل.

قرعةٌ فَقرعتِين..وصُولًا للعاشِرة.

بقِي يُّطل مِن عَلى الدرجِ السُفلِي مُتوارِيًا.

ونقطةٌ تُحسب لِحظوظهِ، خَرج أحدُهم وسَدَّ مَا فتحهُ بغية الخرُوجِ مُحدثًا ضَجَّةً فِي الطابقِ القابِع أَدْناهُ.

القارِع القَاطِن أبَى الظهُور.

-

ظُلمة الحُجرةِ أَهْلَكَت بصرهُ، تصنمَ أمامَ حاسِبه المُحمولِ مُهبطًا جِذْعه، تزَامنت أصُوات معدتِه المُطالبةِ بِحَشْوها مَع نقراتِه، لا جُوعهُ ركَد ولا فُضولهُ إِرْتَدَعَ.

حاجِبه خُّفِض مَع كُل سطرٍ تَم قراءتهُ، كُل خبرٍ وأقصَر كلِمة، حَسب الوارِد ضِمن أرففُ الذاكِرة .. إنهُ بالعامِ السادِس عَشر باقٍ.

ومَا إِنْقَشَعَ كُونهُ فِي العَام التاسِع عَشر مَاكِث، وظنُّه بِأن مَا أضاعهُ نِسيانُه للأشهرِ الماضِية إِثر الحَادث أُبْطِل.

إِضْطَرَبَ مُتَزَعْزَعًا، خَالجهُ التَفْنِيد لسُويعاتٍ.

مُسْتَجْمِعًا لِشتاتهِ بِتعَثُر إِستكمَل بحثهُ التفصِيلي عَن رِسالة مُفادها تارِيخ نَفَاد إجَازتِه، المُخول بالإِنْباء بحدِ ذاتهِ نَائِب رَئيس فَرِيق الشُرطة، وقدُومهُ بَدَّى مُستبعدًا، رْجَحَ إِعلامهُ مِن قِبل أحدِ الزُمَلاء.

نقرَ عَلى عُنوانٍ اسْتَخَفَّهُ ، رفَع حاجِبيه بإِسْتِنْكَار.

عِدةُ أسئِلة عَن الحالِ، وجُملةٌ تَطَفُّلية أُظهرت كدَخيلَةٍ عَلى فَحْوَى حَدِيثه.

صدِيقٌ منسِي.

؛ونبَأ إِعفاء خِدمة مَع خالِص الأَسفّ زُّف إليهِ مِن عَامِ ٢٠١٦.
..

بَيدق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن