بارت 9

3.4K 53 5
                                    

9- كوني لي

دت تلك الليلة وكانها لن تنتهى قط . وعلمت فارنى انها قامت بالعمل الصواب ، وان الهرب من غرفة ليون هو العمل الوحيد الذى كان عليها ان تقوم به ، لكنها سرعان ما ادركت ان قيامها بما املاه عليها عقلها لا يتفق مع ما يريده قلبها 0

قلبها يريد ان تعود اليه .... الى غرفته . تريده ان يحضنها ويعانقها رغم انها تدرك ان ليون لا يهتم بامرها 0

اول ما خطر لها هو ان تحزم امتعتها من دون ابطاء وترحل من هنا . لكنها ، فى اعماقها ، لم تشا الرحيل 0

ولكن ما الدافع وراء بقائها ؟ لقد قال لها ذات مرة انه ضاق ذرعا بالنساء المتشبثات به ! هل هذا هو ما اصبحت عليه ؟ امرأة اخرى متمسكة به 0

ثارت كبرياؤها . هل عليها ان تبقى فقط لكى يتكرر المشهد نفسه بينهما مرة اخرى ؟

ساعات طويلة من العذاب مرت بها فارنى فيما هى تحاول ان تتخذ القرار الصائب . لم يعد لجونى دور فى المعادلة ، رغم انها كانت لتعلم انها ستصل الى القرار نفسه حتى لو بقى حريصا على وظيفته ، ولحسن الحظ انه لم يعد كذلك 0

ادركت يوم الجمعة الماضية انها تحب ليون الى حد يمنعها من الرحيل . وقرابة الساعة الخامسة من صباح الاثنين ادركت انها تحب ليون الى حد يمنعها من البقاء

ارادت ان ترحل ، وترحل الان . وادركت فجاة انها مستعجلة الى حد يدفعها الى الرحيل من دون ان ترى ليون مرة اخرى . وتملكها الحزن لانها لن تراه مرة اخرى . ولكن ما الفائدة التى ستجنيها من الانتظار حتى موعد الفطور لكى تخبره بانها راحلة ؟ من غير المحتمل ان يثنيها عن الرحيل 0

انها تريد ان ترحل الان وبسرعة . ارتدت ثيابها وكانت تعلم انها لا تستطيع ان ترحل من دون رسالة صغيرة تشرح فيها الاسباب . ولكن اين ستضعها ؟

نفذ صبرها من نفسها ومن تباطؤها هذا ، فتناولت ورقة وكتبت بكل بساطة : عزيزى ليون . ( اظن انه من الافضل .... ان ارحل .... فارنى ) . وادركت ان قرارها صائب . ولكن ، خوفا من ان تضعفها رغبتها فى ان تراه لمرة واحدة قبل الرحيل ، لم تتوقف لتحزم امتعتها بل اخذت حقيبة يدها ومفاتيح سيارتها ثم تسللت من غرفتها من دون ضجة . وضعت رسالتها الصغيرة على قمة السلم وبالهدوء نفسه ، خرجت من البيت 0

عندما وصلت الى حدود " غلوستر شاير " كان الظلام لا يزال حالكا . لكن والديها يستيقظان باكرا ، وقد وجدتهما مستيقظين عندما دخلت . ورسمت فارنى ابتسامة على وجهها ، لكنها لاحظت على الفور ان والديها منشغلان الى حد يمنعهما من ان يلاحظا ان ثمة خطب فى عالم ابنتهما 0

-الم تستطيعى النوم ؟

كان هذا تعلق والدها البشوش وهو يشير الى انها استيقظت قبل العصافير لتصل فى هذا الوقت المبكر ، واضاف : كنا نفكر فى ان نتصل بك 0

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 05, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وانكسر الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن