11:15 PM
يسير بهذيان يترنح يميناً ويساراً بشوارع لندن من ذلك البار العتيق الذي كلما ضاقت به الدنيا هرع إليه بائساً وحيداً ، ممسكاً زجاجه ويسكي بقوه بين يديه بينما يرتشف منها بين الحين والاخري
تندفع قدماه بخطوات مترنحه بين الشوارع القديمه والأزقة بينما يتمتم بكلمات مبهمه ، وسط زحام الشوارع ، وإنذارات السيارات خلفه ، يمشي مترنحاً يضحك ببلاهه علي اللاشىء ، وتسقط من عيناه الدموع في آن واحد ، كان نوعاً ما يخيف الماره يهيئته تلك ، يتفوه بالشتائم عالياً ، ويصرخ بوجه كل من يقترب منه
هناك امرأه تحتضن طفلتها التي بكت عندما رأته وأخافها ، إصطدم كتفه بكتف شاب ، رجع للوراء بخطوات مبعثرة و نظر بوجه الشاب ضاحكاً بصوت عالٍ ، بينما الثاني يتمتم بالشتائم متخذاً طريقه بعيداً عنه.عينان ثملتان خاويتان من الأمل و وجه يزداد شحوباً وإصفراراً ، وتلك الهالات السوداء كانت اللمسه الأخيره لتلك اللوحه المأسويه .
أغمض عيناه بهدوء رافعاً الزجاجة علي فمه مبتلعاً ذلك المشروب الحارق بغصّه ، محاوطاً الزجاجه بيده كأنها آخر ما تبقى له فى الحياه..
يرى طيفها حوله بكل مكان تخطو إليه قدماه ، تمنى أن تكون حقيقه وليس مجرد وهم صنعه الكحول.قادته قدماه نحو جسر المدينه العالي واقفاً ليرتطم به الهواء بينما فكره الإنتحار لا تفارق رأسه
In other side:
خرجت من المكتبه بعد أن جائت بالكتاب الذي كانت تحتاجه ، رفعت معصمها ناظره للساعه وكانت الحادية عشر والنصف..لقد تأخرت بالفعل
ترجلت تشد علي معطفها البنيّ تحاول الحصول على المزيد من الدفىء ، ممسكه بالكتاب بين يديها
، وبينما كانت تمشى عائده للمنزل إذا بها ترى رجل في عقده الثالث يقف أعلي الجسر ممسكاً زجاجه بين يديه ، يبدو هادئ من بعيد وشارد ، ملامحه عابثه بالنظر إلى عينيه المغمضتان علمت ما ينوى فعلهأندفعت نحوه قائله "ماذا تفعل، اجننت يا هذا!"
إقتربت قليلاً منه وظل هو الآخر يقترب من الحافه..ضحك بصوت عالٍ ضحكه خاليه من الفكاهة "فقط سوف أكتشف اعماق البحار ، فقط دعيني وشأني" لم يعيرها إهتمام زائد ليكمل ما يفعله
"حسناً إهدئ ، سيمضي ، كل شيء سيمضي أعدك بذلك لكن فقط اهدئ الأن ، يمكننا التحدث" أجابته آمله أن يغير رآيه
أردفت "لا أدري ما بك ، وما الذي أصاب قلبك ، وبماذا تشعر.. لكنني أشعر بالحزن حيالك ، صدقنى لا أحد يستحق""ولكنها تركتني ورحلت ، تركتني فارغ تماماً ، أخذت كل جميل كان يحمله قلبي لها وذهبت ، ولا يوجد شئ يتطلب العيش لأجله بعدها"
قال بينما الدموع تتلألأ في عيناه انعكاساً لضوء القمر عليهما
YOU ARE READING
Loss
Poetryعندما تندمج صورة الخيال والواقع لتشكّل الكابوس ذاته ، هل ستدرك ما هو الحقيقي بين الواقع والخيال..؟