ادركت انها اللانهاية بمجرد إحساسي أني قد علقت بين خيارين :
١-اما ان اواصل في هذا الطريق حتى اصل الى نقطة اللارجوع ، و ان لا اهتم بما سأواجهه من كره و خذلان ،
٢- او ادعي اني لم اسلك قطّ هذا الطريق !
ما حصل في حقيقة الامر هو اني بدأت في التشكيك في واقعي و كل البديهيات التي سلمت بها قبلا ؛ لا وجود للموت و الحياة هي مجرد محاكاة و الكثير من الامور التي لا يمكن ان يكون لها صلة بالمنطق ! الامر هو اني بعد هذا الامر لم اعد نفس الشخص المعهود ، صرت اشكك في كل معلومة أطالَبُ بتصديقها ، و بالتالي أسئلتي المشككة كانت مصدر ازعاج للقريبين و البعيدين عني ، اسئلة لم يسبق لاحد السؤال عنها ، ليس بسبب الجهل بل بسبب الخوف من الاجابات ، الاجابات التي يمكن ان تغير نظرتنا و مفهومنا لهذه الحياة ككل . لم امتنع عن السؤال رغم ما كنت اتعرض له من تعنيف و تخويف و هذا ما جعلني شبه واثق بل متأكد انهم خائفون لا محالة .
قد يتبادر الى ذهنك ايًا من كنتَ اني ملحد ! لو كنت مكانك لما استخدمت هذه الكلمة المجهولة المصدر و القوية ! لا اعتقد انه هنالك وجود للملحدين اصلا ، لان هذه الحياة مبنية على سخرية و حقارة لدرجة انها تجعل من المستحيل ادراك ان كان هنالك وجود للخالق ام لا ، لا يمكنك ان تقطع الشك باليقين في كذا مسألة لانه و ببساطة الحياة تلعب لعبتها جيدا و لن تمكنك من ايجاد الجواب طالما مازلت تعيشها ! كيف هذا ؟
تابع معي ... هنالك حوالي ١٦٠٠ ديانة مصرح بها ، اي نفس هذا العدد من الآلهة موجود ، و معدل مدة دراسة اساسيات ديانة واحدة من هذه الديانات هو حوالي ٨ اشهر، و بعملية حسابية بسيطة دراستك لجميع الاديان يأخذ من حياتك ٢٠ سنة بالمجمل ، من دون الغوص في المذاهب و الابواب التي يمكن ان تستهلك اكثر بكثير ، المحير في الامر هو انه بعد دراستك لجميع الاديان سيكون لك احدٌ من الموقفين : ان تجد الدين الاكثر عقلانية و تقبلا بالنسبة لك (الموضوع نسبي) ، او ان تتلخص لنتيجة ان الاديان محض هراء و امل زائف و بلا بلا بلا .
اجبني فقط بصراحة هل مع معرفتك ان بعد قضائك ٢٠ سنة لدراسة الاديان يمكن و بنسبة ٥٠٪ ان تصبح لاديني ، ستقدم على تضييع وقتك ؟
لا ادري ما هي اجابتك لكن دعني ارجح انها "لا"
اذن في الواقع الاديان ليست عادلة و مجرد فلسفة ارهقتنا بها هذه الحياة ، و ان لعبتها كانت و لازالت غير عادلة لنخوض فيها ، و لهذا السبب اريد ان اخبرك ما فعلت بعد طرحي لهذه الكومة من الاسئلة المشككة . لقد قررت ان لا اهتم ، ان لا اعير اهتمام لوجود دين صحيح او خالق معين ، سأعيش حياتي بالمفاهيم الجيدة عن الاخلاق و حسن المعاملة ، فإن وجد الخالق ام لا ستكون الانسانية هي غايتي ، و ان اعتقدت لوهلة اننا مخلوقات غريزية و الاديان هي مصدر الاخلاق ، فأود تنبيهك الى ان اقدامك على فعل الخير بغض النظر عن ما يقوله دينك (دون انتظار الاجر و الثواب ) سيمكنك من فهم غريزة الانسان الحقيقية ، و حظا موفقا !
بعد سلوكي هذا الطريق الوعر وصلت الى اللانهاية ، ادراكي لهذه الحقائق لم يكن بالامر الهين ، في الواقع كان منهكا خصوصا و اني لم اقدر على التفاعل مع مجتمعي العربي بشكل توافقي ، حيث ان افكاري كانت افكارا لا طائل لها ، و انا مدرك انها كذلك ! مع اني لا اهتم بوجود دين او آلهة الا اني اقوم بكل واجبات الدين الذي يسير عليه والداي ، لا اشعر بالظلم ، لكني اشعر بضيق التنفس (شعور فاقد الحرية ) و ادرك ان كثير منكم يفتقدون الى الحرية في ابسط قرارات حياتهم ، و هذا امر مزري ، لكنه ضروري في لعبة الحياة العقيمة .
اذن اللانهاية يا صديقي هي ادراكك للحقيقة التي يغفل عنها جميع من حولك ، لكن و مع هذا ان تتصرف و كأنك غافل عنها ، خوفا ؟ لا بل راحةً للبال و تخطيطا لمستقبل اريح و اكثر حريّةً ربما .
اللانهاية هي ان تشعر انك تملك العلاج لمرض مجتمعك ، لكن هذا العلاج سيتسبب في مقتلك متى كشفت عنه .
اللانهاية هي ان تعرف و لا تبدو و كأنك تعرف !
اللانهاية هو شعوري بين اخوتي و عائلتي ، بين اقراني و اساتذتي ، بين احبائي و اصدقائي . اللانهاية هي هويتي !لا اظن ان كلامي سيعجب الكثيرين ، لكن هذا امر متوقع و جد عادي ، انا فقط اريد ان اعرف كم من لانهائيون في مجتمعنا العربي ؟ و هل يستحق الامر تضحيتي ؟
اذن يا صديقي سواء كنت توافقني الرأي ام لا ، ان جد شاكر لك لانك استمعت لكلماتي و حاولت فهم مقصدي 🤗كم من لانهائيون معنا ؟
أنت تقرأ
~ اللانهاية ~
Spiritualما هي المشاعر ؟ ...هل تصدق انها كيمياء ....هل هي نفس الكيمياء التي تدفعنا الى القيام بأمور لم نتخيل انفسنا نقوم بها و تضعنا في مواقف لم نتوقع اننا سنجربها ؟ انا لدي منظور من زاوية اخرى قد يكون منطقيا لكنك لن تستطيع الجزم انه صحيح ام خاطئ .. ملاحظة...