الفصل الثاني ( هل هذا معقول ؟! )

29 3 0
                                    

روني : دونا ؟
زاش : لا وقت للشرح ، علينا اللحاق بها
روني : لا انها تذهب
زاش : ماذا ؟!
ثم دخلت الشلال بعد أن غطت نفسها برداء
زاش : مهلاً ، لكن كيف اها ان تدخل الى الشلال
روني : تعال معي وسوف تعرف
زاش : ماذا ؟
روني : صديقي ، مؤخراً اصبحت تستخدم كلمة (لماذا) كثيراً ، اتبعني فقط .. اتفقنا
زاش : حسناً ، انت حقاً لا تشبه هوزغار .
ثم تحرك روني باتجاه الشلال أيضاً .. تبعت وثم وصلنا الى الشلال ، قال روني (لندخل الآن) .. تعجبت لكن هذه المرة فقط تبعته بدون سؤال .. دخلنا الى الشلال وثم تفاجئت من المنظر امامي ..
زاش : ماذا ؟!
روني : ها انت تكررها من جديد
زاش : لكن حقاً ، ما هذا ؟!
روني : في كل مرة اصل الى هنا لا يمكنني تجاوز هذا الباب
زاش : وما هذا الباب بحق .
كان باباً كبيراً جداً وفوقه كان مربع فارغ ، ثم فجأة كتبت بداخله كتابات .. كان المكتوب ( هواية الأميرة المفضلة )
ثم ظهرت على الباب ثلاث مربعات كانت بداخل كل منها هواية مختلفة
روني : في كل مرة اتتبع الأميرة الى هنا لا يمكنني معرفة ما هي الهواية المفضلة لها ، لقد جربت كل الخيارات الثلاثة وفي كل مرة يختفي الباب مجدداً
زاش : هذه هوايات مختلفة ، لكن لست متأكد من ان احداها هي هواية دونا
روني : مجدداً ، صديقي هذه هي الأميرة لونا وليست دونا التي لا اعرف من هي اصلا
زاش : انها صديقتي المقربة
روني : زاش ، حقاً ماذا اصابك .. في بادئ الأمر كنت تناديني هوزغار وتقول انه كنت تحارب جني ، والآن تقول ان هذه الاميرة هي صديقتك المقربة وتدعى دونا
زاش : لا يمكنني الشرح مجدداً ، علي ان اعثر على دونا .. حسناً لنرى ، الهواية المفضلة .. الرقص الملكي ؟ ، ركوب الاحصنة ؟؟ ، المبارزة ؟؟؟ ... لكن ولا واحدة من هذه هي الهواية المفضلة
روني : نعم انا اعرف ، لقد جربتها كلها .. لكن كيف عرفت ان ولا واحدة منها وانت لم تأتي الى هنا
زاش : انا اعرف هواية دونا المفضلة ، انها الرسم ! .
ثم فتح الباب ببطىء .. تعجب روني من ان الباب فتح وقال ( لكن لكن ، لكن كيف عرفت هواية الأميرة وانت اصلا لم تلتقي بها ؟ ) فنظرت اليه وقلت له ( انها دونا صديقتي وانا اعرف كل شيء عنها ) ثم دخلنا الباب ، تفاجئنا مما رأينا .. كانت كلها عبارة عن رسمات جميلة لمختلف الأمور .. اشجار ، غابات ، مناظر طبيعية ، وحتى رسمات سوداوية لكن جميلة ...
روني : يا الهي ، انها حقاً تحب الرسم .. هذه الرسومات جميلة جداً
زاش : نعم اعرف ، دونا رسامة ماهرة الى جانب انها صديقة ذكية رائعة
روني : بدأت اعتقد انها ليست مجرد صديقة بالنسبة لك ، لكن على العموم .. اين هي ؟ ..
ثم فجاة سقط علينا قفص مصنوع من الخشب ولكنه يبدو قوياً .. ثم سمعنا صوتاً من خلف الظلال في أحدى زوايا الغرفة .. كانت تقف في الظل وقالت ..
الأميرة : كيف عرفتم الجواب لسؤال الباب ، هل انتم احد حراس ابي ؟
زاش : لا لسنا من الحراس .. لكن هذا سهل ، فهذه هي هوايتكِ المفضلة يا دونا
الأميرة : دونا ، من هذه .. انا الأميرة لونا ..
ثم ظهرت من خلف الظلال وهي تمسك سيفاً وكانت توجه نحونا وهي تقول ( لا تحاولوا ان تنكروا شيئاً وألا سوف اقتلكم ، من ارسلكم وكيف عرفتم هوايتي ) ..
زاش : مهلاً انتِ لستِ دونا ؟
روني : حقاً وكيف اكتشفت هذا يا ترى ، لقد قلت لك أنها الأميرة لونا
زاش : دونا تملك عيوناً بنية ، اما هذه فهي تملك عيوناً خضراء عسلية
الأميرة : لقد قلت لكم اجيبوا عن سؤالي والا سوف اقتلكم
زاش : انا اسف ايتها الأميرة ، لقد ظننت انكِ صديقتي دونا ، انتِ تشبهينها كثيراً .. لقد تتبعتك حتى اعرف أن كنتِ حقاً هي ام لا ، ولكن ازداد اعتقادي انكِ هي عندما فتح الباب لنا عندما قلت أن هوايتك هي الرسم
الأميرة : وهل من الممكن ان توجد فتاة تشبهني ..
ثم ضحكت وقالت (لم ولن توجد فتاة مثلي ابداً ، فأنا الأميرة لونا أميرة مملكة كماري)
ثم وجهت السيف نحو روني وقالت ...
الأميرة : انت ، لقد رأيتك عدة مرات تتبعني وتحاول الدخول الى مكاني السري .. هل انت احد حرسة ابي السريين
روني : لا لا ، لست كذلك .. انا فقط كنت احاول ان التقط التفاح من الغابة الملكية بخلسة لان عائلتي فقيرة ولا نملك شيئاً ، ثم فجأة رأيتك تذهبين الى هذا المكان .. كنت فقط فضولي لأعرف اين تذهبين ، انا اسف .. ارجوكِ لا تقتليني
الأميرة : لن أفعل ، انا لست قاتلة .
ثم وجهت السيف نحوي وقالت ..
الأميرة : وانت ، لم ارك ابداً .. وحتى ان وجدت فتاة تشبهني الى هذا الحد حيث ان لها صفات مثل صفاتي .. لاخبرني هذا السيف بذلك ، لابد من انك حقاً حارس سري لابي تتبعني في كل مكان وتعرف كل شيء عني
زاش : ماذا ؟! ، لا لست كذلك .. حسناً لقد تعبت من كل ما حولي ، أولاً استيقظ في مكان غريب .. ثم اجد نفسي في العصور الوسطى وفي مملكة تدعى كماري .. ثم التقي صديقي هوزغار ولكن يقول لي انه يدعى روني وانه ليس هوزغار .. والآن بعد ان ظننت انكِ دونا ، ولكن تبين انكِ مجرد أميرة تشببها والآن تقولين لي اني حارس سري ، كل هذا حصل بعد أن واجهت غودرل
الأميرة : غودرل ؟! ، كيف تعرف الأمير غودرل ؟!
زاش : الأمير غودرل ؟! ، ماذا ! .. هل هو أمير ؟
الأميرة : نعم انه اول أمير تقدم لخطبتي ، ولكن لم يعلم بذلك اي شخص سوى العائلة الملكية .. قل لي من أنت وهل انت جاسوس الآن ، اعترف وإلا قتلتك
زاش : لقد اخبرتكِ بالحقيقة ، ارجوكِ كل ما اريده هو العودة لحياتي الطبيعية .. ارجوكم قولوا لي اني في حلم
روني : زاش ، ماذا حصل لك .. هل انت بخير ؟
الأميرة : انت لا تكذب صحيح ؟
زاش : اخبريني انتِ ، فأنا الآن لا اعرف اي شيء
الأميرة : أنت لا تكذب بما تقول ، لقد شعرت بذلك حين نظرت لعيونك .. اعرف الاشخاص حين يكذبون ، وحين يقولون الحقيقة
زاش : واخيراً شخص يصدقني
روني : اذاً انت لست زاش الذي اعرفه ؟ ، لكنك حقاً هو بكل تصرفاتك وطبيعتك .. كيف لك ان تكون في حياة اخرى وما هذه الحياة اصلاً
زاش : حياة اكثر تطوراً من هذه الحياة .. في حياتي ، ما اراه الآن نسميه العصور الوسطى وذلك بسبب قدمها
الأميرة : اذاً انت من المستقبل ؟!
زاش : يمكنك قول ذلك .. لكني لم اتمنى ان اعود في الماضي ، كل ما تمنيته هو ان لا يتم صنع الفانوس من الأساس
الأميرة : تتمنى ؟! ، اتقول انك تستطيع التمني في حياتك في المستقبل ؟!
زاش : لا لا ، كل ما في الأمر اننا عثرنا على فانوس يحقق الامنيات ، والذي يحقق لنا الامنيات هو جني يدعى غودرل .. الذي تقولين أنه أمير
الأميرة : نعم .. الأمير غودرل ، لقد رفضته وذلك لان كان يخيفني ، لقد تقدم لخطبتي قبل شهرين تقريباً .. كانت عيونه مخيفة وكأنه ينوي شراً في مملكتنا
روني : ولماذا رفضتي باقي الامراء ؟
زاش : روني ، هذا ليس الوقت المناسب لذلك
روني : لا ، حقاً .. لماذا رفضتي الامراء السبعة البقية ؟
الأميرة : لقد كنت خائفة ، لقد خفت ان اتزوج اميراً ينوي شراً بمملكتنا .. لقد زرع غودرل الخوف في قلبي بسبب عيونه ، لهذا رفضت البقية خوفاً من نفس السبب
روني : اذاً انه ليس اختبار كما تم تناقله بين الناس
الأميرة : اختبار ؟ ، ماذا لا .. اصلاً انا لم ارى وجوههم وارفضهم مباشرة ، لكن ارجوكم لا تخبروا احداً عن ذلك ، حتى ابي لا يعرف السبب
زاش : ولم اخبرتينا ان كنتِ تخافين ان يعرف احد ؟
الأميرة : لا اعرف حقاً .. لكن كما حدث معك حين ظننت اني صديقتك ، فأنا اشعر باني اعرفك !
زاش : كيف تعرفيني ان كنت انا من المستقبل ، هذا مستحيل
روني : الاسئلة كثيرة وكثيرة .. لكن هل يمكنكِ ان تخرجينا من هذا القفص الكبير ارجوكِ
الأميرة : لا يمكنني في الواقع ، هذا القفص ثقيل جداً وحين يسقط لا يمكن رفعه
روني : ماذا ؟! ، هل تعنين اننا سنبقى هنا الى الأبد ؟
الأميرة : اظن ذلك .. في الواقع هذا الكهف لم اصنعه انا .. لقد وجدته هكذا والباب سألني سؤال وأجبت عنه وأصبح لي
روني : ماذا عن ابي وامي ، سوف يقلقان علي كثيراً .. مازلت صغيراً على الموت مسجوناً
زاش : لا تهلع بهذه السرعة ، سوف نجد حلاً ، ايتها الأميرة ، هل هذا السيف قوي ؟
الأميرة : لا اعرف .. لقد وجدته داخل هذا الكهف
زاش : هل يمكنكِ ان تعطيني اياه ؟
الأميرة : لا أعرف ، فأنا لم اثق بكما حتى الآن
زاش : لقد قلتِ انكِ تعرفيني ، ارجو ان تثقي بي
الأميرة : حسناً ، لكن ارجو ان تعدوني ان لا يعرف احد عن هذا الكهف وان لا تأتوا مجدداً الى هنا خوفاً من ان يتتبعكم احد ، هذا هو مهربي الوحيد من قوانين هذه المملكة
زاش : نحن نعدك ..
ثم قامت باعطائي السيف ، احسست بشيء في داخلي .. كأنه شعور بالفخر لا اعرف كيف تولد حين امسكت السيف ، ثم وضعت السيف على احدى قضبان القفص .. وحين اردت قطع الخشب .. فجأة بضربة واحدة قطع الخشب ، صدمنا جميعاً ، رميت السيف بعيداً لاني شعرت بصعقة في داخلي حين قطع السيف الخشب ، نظرت الى الأميرة ، كان علينا شعور بين الخوف والصدمة .. تراجعت الأميرة للوراء ، ركضت باتجاه السيف واخذته وضمته .. وقالت ..
الأميرة : ارجوكم اخرجوا من كهفي
زاش : حسناً حسناً .. فقط دلينا الى مكان الخروج ولن نأتي إلى هنا ابداً
الأميرة : انه نفس الباب الذي دخلتم منه ، هيا اذهبوا وارجوكم لا تخبروا احداً عن هذا المكان والا سوف تحدث امور ليست جيدة
روني : حسناً يا أميرة لونا ، نعتذر عن ازعاجك .
ثم توجهنا نحو الباب ، وحين وصلنا اليه فتح مباشرة وخرجنا .. لكن لم يكن نفس المكان الذي دخلنا اليه ..
روني : اين الشلال ؟!
زاش : ولم تسألني انا ، هذا المكان عجيب .. ارجوك خذنا لمكان تعرفه ، سوف اجن من الذي يحصل حولي
روني : اهدئ ارجوك ، لكن حقاً ما هذا المكان .. انا لم اره في حياتي
زاش : وهل تقصد اننا تائهون ..
ثم فجأة صاح احد ما ، وحين نظرنا اليه كان احد الحرس الملكيين
الحارس : انتما ، ماذا تفعلان في غابة الملك ؟!
روني : هل ما زلنا في غابة الملك ؟
الحارس : سلما انفسكما الآن والا ستكون العواقب وخيمة
زاش : علينا الهرب بسرعة
روني : هل جننت .. لديه حصان وسوف يقبض علينا بسهولة
زاش : اذاً هل نسلم انفسنا بهذه البساطة
روني : لنهرب اذاً ..
ثم ركضنا باتجاه عشوائي وصاح الحارس ورائنا ( لا تحاولا الهرب ، سنمسك بكم بسهولة )
ثم اخبرت روني ان نفترق ، ذهب كل منا لاتجاه مختلف .. لكن الحرس أيضاً افترقوا .. لم اكن اعرف الغابة أبداً ، لهذا امسكوا بي بسرعة .. ولم اعرف ما الذي حصل لروني بعد
زاش : ارجوكم لم افعل شيئاً ، اتركوني رجاءاً
الحارس : دخولك للغابة الملكية وأيضاً في ضل ظروف اختفاء الاميرة كفيل باعتقالك وتسليمك للملك بنفسه وهو سيحدد ماالذي سيحدث لك
زاش : ماذا !! ، الملك .. ارجوكم لم افعل اي شيء
الحارس : اخبر الملك بذلك ، الان لا تحاول المقاومة ابداً .
ثم تم اعتقالي بواسطة الحرس الملكي واخذوني لقصر المملكة ، لقد اصابني الخجل كثيراً وانا مقيد بحبال والكل ينظرون لي وانا اتوجه نحو القصر الملكي ..
وحين وصلنا للقصر ، دخل حارسان أولاً ، ثم بعدها تم ادخالي وهنالك التقيت الملك ، كان الامر مربكاً جداً ، ان استيقظ في العصور الوسطى وفي اول يوم لي يتم امساكي واخذي للملك !
الملك : من هذا الفتى ؟ .
تقدم احد الحراس وانحنى ثم وقف مجدداً و قال ..
الحارس : سيدي ، لقد وجدنا هذا الفتى في داخل غابة التفاح الملكية .. لقد كان معه فتى اخر لكننا لم نمسك سوى بهذا الفتى
الملك : حسناً وماذا كان يفعل ؟
الحارس : لا نعرف سيدي لكن نظن انه له دخلاً في اختفاء الأميرة أيضاً ، فنحن لم نره أبداً ولكن حين اختفت الاميرة وجدناه فجأة في الغابة حيث توجهت الأميرة
زاش : ماذا ، ليس لدي اي دخل بالأميرة واختفائها
الحارس : احترم الملك ايها الغلام ، ماذا كنت تفعل اذاً ؟
الملك : حقاً ، ماذا كنت تفعل في هذه الغابة وتعرف انها تابعة للقصر الملكي فقط ؟
زاش : لقد تهت ودخلت الغابة ، لم اكن اعرف انها الغابة الملكية
الملك : عذر ضعيف ، ما اسمك ايها الفتى ؟
زاش : اسمي زاش ، ارجوك يا سيدي فالتطلق سراحي فانا لم افعل شيئاً وليس لي دخل بالأميرة او اختفائها
الملك : لا يمكننا التصديق بسهولة ، احضروا كتاب السكان ولنتأكد ما هو اصلك
زاش : كتاب السكان ؟ .
ثم احضر احد الخدم كتاباً كبيراً وكان المكتوب عليه هو (اسماء سكان مملكة كماري)
الملك : زاش ، حسناً لنرى من هما والداك .
ثم بدأ بتصفح الكتاب ، ثم توقف عند احدى الصفحات وقال ..
الملك : ها انت ذا ، زاش كونل .. ووالداك هما ، مهلاً لحظة ؟
زاش : ماذا ؟ ..
ثم فتح باب القصر فجأة واذا بالأميرة لونا تدخل الباب وهي تقول ...
الأميرة : ابي اطلق سراحه ارجوك
الملك : لونا ! ، اين اختفيتي يا ابنتي .. ولما هربتي ، ارجوكِ لا تكرري هذا مرة اخرى .. لقد احرجتيني امام المملكة كلها
الأميرة : لقد احتجت لوقت بمفردي
الملك : حسناً ساسامحكِ هذه المرة ، ولكن لما طلبتي ان اطلق سراحه .. هل تعرفينه ؟!
الأميرة : لا اعرفه ، ولكني قرأت كتاب السكان كاملاً واعرف انك تفاجئت عندما عرفت من هما والداه
زاش : ما بهما والداي ؟
الملك : بارك و داون كونل ، هذا ليس معقولاً
زاش : ماذا هؤلاء ليس والداي ..
ثم نظرت لي الأميرة وغمزت .. عرف ان مقصدها هو اني اعيش في غير زمني .. ثم قلت
زاش : اسف لقد رطمت رأسي صباح اليوم ، نعم انهما والداي ، ماذا بهما
الملك : بارك وداون ، لقد ضحيا بانفسهما من اجل حماية المملكة من اخر هجوم للاعداء !
زاش : ماذا !!!! .......

الامنية الضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن