الجزء الثامن

1 0 0
                                    

الفصل الثامن : أهو الحـــب ؟! ) **


لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة ,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,,!!
نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل + ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,, و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح الفكري اللذان عاشت بهما!!
بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,, و تحته قرأت ( منصور عبدالله الغايب )
اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ,,
عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير يصير!! ))
بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط طوط
و بعد رابع رنه ,,
منصور : الو
اماني ( بتلبك ): مرحبا
منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين من صوتك؟
اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
منصور : ويا زينه من صبح
ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن قال
منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك
اماني : تشوفني,,؟!
منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
اماني : اوكي
منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك؟!
اماني : افضل العصر
منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!

مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة مشاعرها تجاه منصور!!
أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام)؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف
أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي
اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
و انصرفت!



توقفت سياره الأجرة ,, أمام البوابة الرئيسية لـ الريجنت بارك ,, أو حديقة الزهور ( كما يسميها البعض!)
هاهو منصور ,, واقفا ينظر إلى ساعاته ,,
اماني : تأخرت؟!
منصور ( بابتسامته الدائمة ) : لا ابداً ,, ما شاء الله عليك إنجليزية بالمواعيد
ابتسمت اماني ,, و دخل الاثنان عبر ممرات الورد المنسقة بشكل بديع للغاية ,,,,
كان اليوم هو يوم الأحد ( الاجازه ) ,, و بطبيعة الحال فقد كانت الحديقة ملئه بالزوار ,, خصوصا وان الجو كان بهي في ذلك اليوم ,,
منصور : من متى انتم بلندن؟
اماني : هذا اليوم الثالث
منصور : بس مبين مهي أول مره تجين هنا!!
اماني : تقريبا حنا كل صيف بلندن ,,, ولنا شقة ببرايتون
منصور ( رافعا حاجبيه ) : شيء حلو ,, انا أصلا ساكن هناك
اماني : يا حظك ,, انا تعجبني برايتون ,,, بحدايقها و شاطئها و جوها الحلو
منصور : زرتي الحديقه المائيه ( بلاك بول )؟؟
اماني : ايه ,, حلوه
صمت منصور ,,, محاولا أن يلج لموضوع اخر بعيد عن لندن وأماكنها!
منصور : وكيف السعودية؟؟
اماني ( مبتسمة ) : تسلم عليك ,, انت من زمان ما رحت للسعودية؟
منصور ( بحزن ) : والله لي فوق السنتين ما رحت لها ,,, ومشتاق لامي كثير ,, واهلي كلهم
اماني : طيب وش مجلسك بلندن؟؟ ,, مبين عليك مخلص دراسه ,, وما أظن عندك أشغال متواصلة هنا!!
لم يجب منصور ,,, و أدركت اماني أن بسؤالها شيء ربما جرحه ,, فأردفت قائله
اماني : سألتني البارح ,, إذا كنت اعرف دلال أو لا ,, شكلك من زمان تعرفها!!!!
ضحك منصور بشكل لافت ,, جعل المارة ينظرون إليه ,, ثم عاد لوقاره قائلا
منصور : تصدقين ,, البارح بس شفتها ,, ولا اعرفها أصلا ,, كل الي اعرفه إنها كويتيه مقيمة بلندن للدراسة وبس!
اماني : لا تقول بعد ما تعرف الي اسمه جاسم؟!
منصور : لالا ,, جاسم هذا اعز صديق لي بلندن ,,,هو يعرف كل الشباب و البنات العربيات الي هنا ,,, و البارح مرّ علي وقال لي اطلع من الصومعة ,, وأنا أمس بس جيت لندن ,, ومن حسن حظي قابلتك
اماني ( وقد احمر وجهها ) : شكراً
عندها جلس الاثنان ,, تحت شجرة في زاوية الحديقة
منصور : أمس كنت ملاحظ انك زعلتي ,, ما ادري من وجودي ولا من جاسم ,, ولا من ايش؟!
اماني : من الموقف كله ,,, بدون تحديد!!
صمت الاثنان برهة ,, وهم ينظران إلى النافورة الرائعة ,, المزينة بأكاليل الورود
منصور ( كاسرا حاجز الصمت ) : اماني
اماني ( ملتفته لمنصور ) : نعم؟
منصور ( وهو ينظر لماء النافورة المندفع ) : اتصدقين ,, من يوم شفتك بالمكتبة ,, حسيت شي شدني لك ,,, رغم اني ما كنت اعرف اسمك حتى !!
ثم يكمل : عجبني هدوئك ,, شدني كبريائك ,, حيرتني عيونك ,,
ما راح اكذب عليك و أقول لك اني ما عرفت بنات قبلك ,, انا عرفت بنات كثير بسفراتي و روحاتي ,, من كل الجنسيات ,,, بس ولا وحده منهم قدرت تشدني صوبها بالصورة الي صارت معك ,,, رغم إن معرفتي فيك سطحيه للحين
بقيت اماني صامته ,,,
و عاد منصور للكلام قائلا : أتمنى صراحتي ما تضايقك ,,, هذي مشاعر تشكلت في يومين من التفكير المتواصل فيك ,,, صدقيني اماني,,
طال الصمت بعد ذلك فتره ,,, الا ان تفرق الاثنان ,, وكل يفكر بالاخر!!

قصة غرام شآبة اسبانية في لندن🌼🎶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن