دماء!! دماء!!... دماء في كل مكان.. مازلت اراها.. لا استطيع نسيانها.. لا استطيع نسيان ذلك اليوم.. ذلك اليوم الذي اعتقدت انه من أجمل أيام حياتي تحول إلى اسوءها.. مازلت احلم بتلك الليله المريعه.. تلك الليله التي أظلمت حياتي بسببها.. أنا أدّعي أني قويه فقط من أجل اختي لا اريدها أن تحزن لا اريدها أن تبكي اريدها ان تنسى كل ماحدث...
لقد مرت ثلاثة أشهر منذ ذلك اليوم.. ثلاثة أشهر بدون صوتها، بدون ابتسامتها، مرت ثلاثة أشهر منذ آخر مرةٍ ابتسمتُ فيها، ومنذ آخر مرةٍ سمعت فيها ضحكات أختي الصغيره، ومنذ آخر مرةٍ نظر أبي فيها إلى السماء....
بدأ العام الدراسي، استيقظت متأخره كعادتي وبمزاج سئ جدا، ارتديت ملابسي بسرعه لكي لا اتأخر عن باص المدرسه، ذهبت إلى المطبخ لأجد شئ لتناوله فوجدت كوباً من الشاي الحار وبجانبه قطع من البسكويت على طاولة المطبخ، فجلست وبدأت بشربه، بالتأكيد لم يكن مثل الشاي الذي تعده أمي ولكن لا بأس به.
ذهبت لأرى أبي فوجدته منهمكاً في عمله فقال لي "هل أعجبك الشاي؟"
_أجل لا بأس به
_هل استيقظت شقيقتك؟
_لا ليس بعد.. هل أوقظها؟
_لالا.. لن تذهب للمدرسة اليوم لم أجد لها مدرسه مناسبه بعد
_أعتقد انه سيكون من الصعب عليها التأقلم في مدرسةٍ جديدة
_لا بل أعتقد انه سيكون من الصعب عليها التأقلم في مدرستها القديمه من جديد..
_حسنا اذا إلى اللقاء
_إلى اللقاءجاء باص المدرسه، خرجت من المنزل ولكنني تذكرت أنني لم أودعها فابتسمت وعدت إلى المنزل مجددا، ولكنني توقفت عند عتبة الباب وتذكرت ذلك اليوم، تلك الليله الممطره عندما جاء ذلك الشبح المخيف وأخذها مني، تذكرت أنها لن تعود، لن أرى ابتسامتها التي تملأ يومي بالسعادة مجدداً.. فبدأت بالصراخ لااااا.. لاااا وأصبحت أبكي جلست على الأرض ووضعت يداي على أذناي.. مازلت أسمع صوت ضحكاته المجنونه والدماء تملأ جسده. تعجب ركاب الباص مما أفعله وصارو يتهامسون:"هل هي مجنونه؟؟ هل فقدت عقلها؟؟ ماذا بها؟؟" عندها خرج أبي وسحبني إلى الداخل وأخبر سائق الباص بأن يذهب...
أنت تقرأ
ضوء وسط الظلام
Randomالحياة ليست سهله.. لا تستطيع الهرب من الماضي ولا تعرف ما يُخبؤه المستقبل لك.. قد تتذوق من الآلام ما لا تستطيع احتماله ولكن رغم هذا يتوجب عليك المضي قدماً... *ضوء وسط الظلام* (بقلم سحر صلاح)