اصدقاء رغم الآلام

2 1 0
                                    

فتحت عيناي، فوجدت نفسي في سرير غرفتي.. امم يبدو كأنني كنت أبكي.. ماذا حدث؟ لا أستطيع التذكر.
نظرت من حولي فوجدت أختي حلا ترسم على الطاولة، أصبحت هذه هوايتها منذ أن توقفت عن الكلام أعتقد أنها بذلك تعبر عن كل مشاعرها التي لا تستطيع التحدث بها، إنها هادئه جداً وتحب الجلوس وحيده، حتى انها نادرا ما تتحدث إلي بلغة الاشاره او تطلب شيئاً من أبي.
لم تكن هكذا في ما مضى لقد كانت مرحه تحب اللعب والجري من مكان لآخر، كانت الابتسامة لا تفارق وجهها، أراهن على أن حياتها كانت مليئه بالألوان والفرح والسعاده، ولكن.. ماذا الان؟هل اختفت تلك الالوان التي كانت تزين حياتها بالفرح والسعاده؟ هل اختفى الضوء الذي ينير حياتها؟ هل أصبحت حياتها مظلمة الآن؟ هل تتذكر ذلك اليوم؟..

عندها تذكرت ماحدث، تذكرت أنني بدأت بالصراخ فجأة مثل المجنونة عندما تذكرت ما حدث في تلك الليله.. أنا متأكده من أن الخبر سينتشر في المدرسة كلها.. يا الهي ماذا سأفعل؟؟
رن جرس الهاتف كانت الساعة الثالثه مساءً اتصلت صديقتي رنيم وجرى الحوار التالي:
_علا هل انتي بخير؟
_أجل رنيم.. هل انتشر الخبر بهذه السرعه؟
_ماذا عن أيّ خبر تتحدثين؟؟
_ما حدث صباح اليوم.. الم تتحدث فتيات الباص؟
_لا أعلم عن ماذا تتحدثين ماذا حدث صباحا؟
اخبرتها بما حدث فقالت (بسخريه) :لم يتحدث أحد بالأمر أعتقد أن هناك أمور مهمه تشغلهم أكثر منكِ، ولكنني ظننت أنك تخطيتِ هذا الامر
_أنا ايضا ظننت ذلك ولكن لا يمكنني لا أستطيع النسيان.. قاطعتني وقالت:لن نستطيع التحدث في هذا الأمر على الهاتف سآتي إليك في المنزل.

أغلقت الهاتف واصبحت أفكر.. آآه رنيم.. تلك الفتاة الطموحه والإيجابيه التي مهما حدث لها لا تستسلم أو تفقد الأمل ليتني أكون مثلها، إنها صديقتي منذ الطفوله لم تتركني ولم تتخلى عني بل وقفت بجانبي في أصعب المواقف،فعندما توفيت أمي هي وابن خالتي أحمد الوحيدان اللذان وقفا بجانبي بالرغم من كل الآلام والاحزان التي يمرون بها،فقد كانت رنيم قد فقدت والدها حديثاً وبالرغم من هذا جاءت لتواسيني على وفاة أمي،لا أدري كيف تفعل هذا.. كيف تكون مبتسمه بالرغم من أحزانها؟ كيف لاتفقد أملها في الحياة أبدا؟ أريد أن أعطي الأمل للناس، وأن أظل سعيده مثلهما، أريد أن أرد الجميل لهما يوما ما وأدخل السعادة لعائلتي مجددا.

ذهبت إلى المطبخ لأشرب كوباً من الماء فمررت بغرفة أبي وسمعته يتحدث مع شخص ما ، نظرت من خلال فتحت الباب فرأيت رجلا يبدو في الاربعين من العمر يحمل حقيبة بنية ويرتدي نظارات وقبعه بنيه من هو يا ترى؟؟ لم اره من قبل. عندها سمعت أبي يقول له :لا أدري ماذا سأفعل اصبحت هكذا منذ وفاة والدتها
رد الرجل:لا تقلق سأعطيك بعض الأدويه التي يمكن أن تساعد بالإضافه لجلسات العلاج كل إسبوع
قال أبي:شكراً لك أيها الطبيب..

عدت إلى غرفتي وأصبحت أفكر طبيب؟! طبيب؟ لا يوجد مريض هنا هل ياترى جاء ليعالج حلا؟! ولكن ذهبنا لعدة أطباء من قبل وقالوا أنه لاتوجد مشكله في حبالها الصوتيه إنها فقط توقفت عن الكلام جراء صدمة نفسيه... مهلا.. هل يعقل؟ هل هذا طبيب نفسي؟؟!

ضوء وسط الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن