هل تعلم يا صديقي ، مامعنى أن تسحبك الضروف من أقدامك وتجرك نحو الجحيم ؟ أن تقف طويلا على حافة الجسر ولا تسقط ، ثم تسقطك نظرة !؟
أن تضيق بك الحياة ، وتتسع لك حفرة ؟؟ .
إنه الأرق صديقي ، والندم و أشياء أخرى ... أشياء لم تحدث ، وأشياء حدثت بالفعل ، وكأنها لم تحدث .
إنه الندم صديقي و الخوف و أشياء أخرى ...
كنت طفلة ذات يوم ، لكني عندما أعود بالزمن إلى هناك ، لا أجدني !! وأخشى أني خرجت إلى الحياة من بابها الخلفي ، بوجه مجعد و أظافر صلبة و شعر أبيض ، ثم عبرتني السنين بدل أن أعبرها .
وحين أقول أحببت ، تلعنني الدنيا ، وتهتز الأرض ، تظلم السماء فجأة ، و يشتد البرد ، ولكنها لا تمطر .
أحزن كثيراً ، وحين أفعل ، لا تمتد يد لتربت على كتفي ، و لا تفتح أدرع لتحتضنني ، وتغدو أنت وهما و تتحول أحزاني إلى نذبة .
أفقد إيماني ، و أبحث عن الرب داخل صدري فلا أجده ، و أصرخ ، كان هنا قبل ساعة ، لكني أضعته ! ثم تجهلني الأشياء ، و أمد يدي نحو أمي لكنها تخترقني ، وألوح لأخي لكنه لا يراني ، أصرخ بكل قوتي ، لكن لا أحد يسمعني ولا حتى أنا .
أود لو أستيقظ ، لكن لا يبدو الأمر كالحلم !
أحدق في كل شيء
ربما مت ، وهذه روحي تجوب المكان ، لكني لا أسمع بكاءا ، ولا أرى خيمة نصبت ، ولا عزاء ...
هذا الهذيان يشبه الموت صديقي ...
شيء مزعج ومخيف .
وهذا الحنين يشبه ، البكاء .
أربع سنوات وزوجة و طفلة !!
كيف استطعت أن تكبر و تمضي هكذا ؟!
وكيف بقيت أنا ثابتة ، ولم أهرع إليك بالرغم من هذا !؟
حياة واحدة لا تكفي ، لا للخطأ ، ولا للحب ، ولا للحياة نفسها
يشبه الأمر ، اللحظة ، التي تسبق الإجابة و تأتي بعد السؤال
تشبه أنت السؤال ، وأشبه أنا اللحظة ، وتشبه الحياة الإجابة
كان الأمر سريعاً ، حتى أني ، لا أكاد أتذكره
بالكاد أتذكرك
أشياء حزينة ، كثيرة تحدث الآن
الحياة بنت ستين كلبة
والإنسان يدرك أفعاله
ولكن الإدراك لا يستطيع حمايته من الوقوع في الخطأ
ولكل شخص جحيمه و جنته
وأنت الجنة و الجحيم ...