كرهتك بحب 1

81 8 5
                                    

أغمَضَت تلك الجميلة الزرقاء عيونها سامحتًا للظلام بٱحتلالها ببطىءٍ ليُظهِرَ لؤلؤته البيضاءَ المشِعه.
ولاكنني لم أزح عيناي عن ذلك الهاتف لعلَّهُ يأسَفُ بحالي.
نظرتُ لَهُ بدموعٍ يتَقمصُها النَدم لَم أعرف بماذا أوصفُ نفسي ، لقد تعبت من تلك الأُسطُوانَةِ المتكرِّرَةِ كُلّ ليلة.....
يا الله لماذا أضعُفُ امامها ؟...
لماذا انا هي تلك الفتاة التي يجب ان تكون جليسةَ الندم كل ليلة ؟...
لماذا تطرق بابي تلك الأفكارُ كل صباحٍ بوعودٍ جديدة ؟...
أَتحب ان تستهزأ بي ؟.
أنا أرتكب جريمةً بحق نفسي فهي تحب أن توهمني بالشجاعة اليتيمة وكنها تعلم بأن وعودها تخلف كل ليلة.
ظهرت نجوم القمر ولكن نجومي لم تظهر فقد ملت مني وهي تعلم بأنها ستفقد نورها امام خسوف قمري.
أكره نفسي أكره عقلي !..
أكره تفكيري الذي أصبح كعالَمٍ بِلا هَواء ، كبحرٍ بلا ماء !..
أكره حروف اسمها اللتي عشقتها !..
أكره كل ألوانها وكل ما يخصها !..
أكره فضولي المتعمق !..
أكره نفسي لأنها أحبت نفساً بمبادِءِ ٱلإحترامِ لَم تَدري !..
أخاف من نفسي ومن حياتي وآلامي وحتى طعامي اللذي وعدتني بأنك ستملأينه في طبقنا المميز عند عودتك.
ولاكنكي ملأتيه بوحدتي اللتي أصبح طعمها في فمي طوال تلك الثلاث سنين الطويلة ..... أكانت حقاً ثلاثَ سنين ؟.
قد ظننتها ثلاث قرون وما إلى ذالك ؛ ولكنني في ثلاث قرون لن أدوم فستموت نفسي ولكنّ جسدي لازال يحاول اقناعي بكذبة الثلاث سنين ....

أشعر بالندم لكوني عائقًا بحياتك وأشعر بالندم لكوني إبنتك ، ولكوني سببًا بكلامِ الناس وسؤهم لك ....

أرجوكي أخبريني بأنكي شعرتي بالندم ..!.. ألم تلمحيه بأحلامكي المظلمة ولو حتى نظرةً صغيره ؟! ألم تبادليني شعور الندم والاشتياق والحزن وحتى إن كان الكره الم تفعلي؟؟؟!.

لابأس فأنا وبكل بساطةٍ لم أعد أهتم سأنسا ....

سأنسا كُلَّ شيئٍ إلّلا اللحظة اللتي دوّنتُ بها دموعيَ المحاصرةَ على الثّلج ....
وسأشكر يومها ذالك الثلج اللذي تجمد من برود كآبتي لإستماعه لصدماتي ...
لقد ظننت بأن هموميَ سَتَتلاشا مع تلاشي سحر الثلج وذوبانه .... ولاكنني وجدت بأنني مخطأه ... فقد إنهمرت تلك القطراة المتكتلةُ المتجمدَ من بين غلافاتِ السماء مجددا ومجددا .....
ولم تدع المجال لكتاباتي العالقة بالاسفل بالكيان أمامها...

آسفةٌ يا كبريائي ... فقد ظننت بأن تلك الكتل المضيئة تخصها .... ظننتها شعرت بالذنب كما فعلت...
لقد كانت تلك القطرات المتجمدة هي نفسها تلك النجوم المعلقة بالفضاء ، ربما سقطت لتوهمني بأن تلك الدموع لا تقارن بهمومها .... كنت سأبكي حقا شعرت وكأننا تبادلنا الهموم والاحزان شعرت بانني سأحمد ربي بما أنا به.....
كانت تلك إحدى مقتطفات حياتي الجميلة بنظر النجوم.

لا أعلم بما تفكرين او ماذا تفعلين في الوقت الراهن ، ولاكنني أعلم بأنك لم تنظري لصورتي مع مرور الدهر ولم تشتمي عطر ملابسي كما أفعل .... أشعر بانني أتقمص دور الام الحنونه والطيبة ، بينما أنتي هي الأم الخالية من المشاعر والرأفة...

ذهبتي وتركتي ورائكي فراغاً كبيراً بعمق الفضاء أصبحت حياتي خالية وناقصة تحتاج إلى لمساتك.....
كم فكرت بأنني سألاقيكي مجدداً ولن أقطع الأمل أبداً ولاكِنَّ الامل لم يجد مقعداً له بين المدعوين فكل المقاعد مملوئتاً بالغيوم الرماديةِ الممطرة....

لاتقلق يا أملي سأجدُ لك مقعدا وإن كان في أحضاني فقط عد وٱطرق بابي مجددا لن أدع أحداً يأخذ مكانك سأحافظ عليه ....
أرجوك فقط لاتدع الفراغ يحيط بي مجدداً فهاذا مؤلمٌ جداً ،
وكأنه حارسي الشخصي وأقدم له راتبه من أحزاني.


أصبح لدي جرحٌ لا يعقم فقط يزيد عمقاً وألماً كل ليلة بلا كلل....

وجدت الكآبة لنفسها ملاذاً داخل بيت سعادتي يالَ وقاحتها فلم تطلب الإذن بالدخول حتى...

أصبحت الذكرياتُ تؤذيني وصوركي تؤذيني ووحدتي.....وتسجيلات صوتكي الماضية كذالك.....حتى كيانيَ أصبح مؤذياً.
وكأن مجرد النظر لعيونيَ الغارقة بين بحر الدموع طالبة النجدة بصوتٍ عقيقٍ يشرح ما لاينقص عن ساعتي أسف.

لم أعد أعلم إذا ما كانت عودتك أمرا مفرحًا ام العكس ... لم أعد اعلم ما سأفعل ..... هل أبكي شوقا وألما بعدم رضى ..... أم أبتسم لكي وأضمكي وأنسا جروحي وآلامي اللتي ٱفتعلتيها....
اشك حتى إذا ما كنتي تتذكرين ملامحي.

كَرِهتُكِ بحب 1 *(مكتمله)*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن