2

2.1K 25 4
                                    

كان يقف على شاطئ البحر, يناديها بنبرته المعتادة..
إيناس:
ـ خالص الشط كله عرف اسمي.
شريف:
ـ وكمان حيعرفوا إنك حبيبتي!
التفت يداه حول خصرها ليحملها كاألطفال..
إيناس:
ـ يا مجنون!
شريف:
ـ كده.. طيب جبتيه لنفسك!
إيناس:
ـ حتعمل إيه؟!
شريف:
ـ حتشوفي.
حملها بقوة وانطلق بها نحو المياه وأغرق جسدها وهو يضحك بشدة
بمرح..
نعم..
كانت تلك لحظاتي معك يا شريف..
لحظات من المرح..

مجرد لحظات..
فلقد تركتني بعد الزواج بشهر واحد!!.
وهكذا كانت مالمح وجهها تتأرجح بين اإلنبساط واإلنقباض..
بسمة ودمعة..
فهي غارقة في بحر من الذكريات وترفض العودة للواقع..
نعم فالواقع ال يوجد به سوى حقيقة واحدة تأبى أن تتعايش معها..
لقد مات شريف.
*****************
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية.. مالمحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي
ببضع سنوات..
يديها المرتعشتين تمسكان بمصحف صغير.. تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع
وبكاء..
كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها الدافئ بعيداً عن برودة المشفى التي
تحمل روائح الداء والدواء معاً..
فثريا سيدة مصرية تقليدية.. منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما احتضنتها
وقدستها ألبلغ الحدود, فمجرد أن تدلف للمنزل تشعر بالحميمية والدفء الصادر
من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمس..
األثاث العتيق.. والسجاد الفاخر..عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها
منبئة بطعام دافء تشتم طعمه اللذيذ قبل أن تتذوقه..
زمت شفتيها وهي تحاول أن تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ أيام قابعة
بهذا المشفى هي وابنتها وزوجها تاركة إبنها األصغر ليعيث في منزلها فساداً..

همس الجيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن